قال كريم واد، نجل الرئيس السنغالي السابق عبد الله واد، في مستهل محاكمته بتهمة "الإثراء غير المشروع"، إنه "سجين سياسي"، ملمحاً إلى أنه لا يعترف بلائحة الاتهامات الموجهة إليه، فيما تؤكد تقارير أن المحاكمة باطلة لأنّ محكمة الإثراء غير المشروع ألغيت قبل ثلاثة عقود!
ساره الشمالي من دبي: بدأت الخميس محاكمة كريم واد، نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد، في دكار. وأكد كريم واد أمام القضاة أنه سجين سياسي فيما قالت جمعية حقوق الإنسان في السنغال إن المحاكمة لن تكون عادلة لأنها تقتضي من كريم واد&إثبات&براءته، بدلًا من ملاحقة مذنب.
ورفض واد (45 عامًا) التعريف بنفسه كما تطلب المحكمة، مكتفيا بالقول "أنا سجين سياسي". يذكر أن أحد محامي واد قال في وقت سابق إن حكومة الرئيس الحالي ماكي سال شرعت في المحاكمة لأسباب سياسية، مؤكدًا أن الشيء الوحيد الذي يريده (ماكي سال) هو التخلص من منافسه السياسي.
وكانت والدة واد، فيفيان، حاضرة في القاعة، وكذلك قادة الحزب الديمقراطي السنغالي. وتوجه عدد كبير من السنغاليين في وقت مبكر من صباح اليوم الى المحكمة حتى يتمكنوا من الوصول الى قصر العدل الذي انتشر فيه وحوله عناصر من الشرطة والدرك.
وأعلن افتتاح الجلسة رئيس المحكمة هنري غريغوار ديوب، في قاعة مكتظة في قصر العدل قرب وسط المدينة. وتجمع أنصار كريم واد في قاعة المحكمة وهتفوا باسمه فيما ركض أحد مؤيديه نحو القضاة وهو يصرخ مطالبًا بالعدالة.
في إيلاف أيضًا |
ملف كريم واد يصدّع آمال ماكي سال بولاية رئاسية ثانية |
وتشمل المحاكمة ايضا حوالى عشرة "شركاء" مفترضين لكريم واد منهم ابراهيم عبدو خليل برجي الملقب ببيبو، رجل الاعمال السنغالي اللبناني الاصل، الذي اخلي سبيله بصورة موقتة في حزيران (يونيو)2013 لاسباب صحية.&وقد رفعت الجلسة بعيد افتتاح المحاكمة بسبب تغيب برجي. وقال احد محاميه انه في احدى عيادات دكار.
وكريم واد الموقوف على ذمة التحقيق منذ 16 شهرا، متهم بجمع 178 مليون يورور بصورة غير قانونية،&لكن محاميه يقولون إن حوالى نصف هذا المبلغ موجود في حساب في سنغافورة ثبت انه ليس عائدا لموكلهم.&ويقول الدفاع إن ثروته تناهز المليوني يورو كسب القسم الاكبر منها عندما كان يعمل في المجال التجاري في اوروبا قبل أن يصبح مستشارا ثم وزيرا ابان حكم والده.
محكمة لا وجود لها!
وكان تقرير صدر في منتصف حزيران (يونيو) الماضي، عن ثلاث منظمات حقوقية دولية، أكد أن محاكمة واد في السنغال بتهم الإثراء غير المشروع باطلة، بل تأتي في سياق حرب سياسية يشنها عليه ماكي سال، لمنعه من الترشح للرئاسة في الانتخابات القادمة. وبين التقرير أن&محكمة الإثراء غير المشروع، ألغيت أصلًا في العام 1984، أي لا وجود لها منذ حوالى ثلاثة عقود.
وزير السماء والأرض
وقد غادر عبدالله واد الحكم في آذار (مارس) 2012. وكان كريم واد آنذاك وزيرا للتعاون الدولي والنقل الجوي والبنى التحتية والطاقة، فأطلق عليه لقب "وزير السماء والارض". والقي القبض على كريم في نيسان (أبريل) 2013 وبقي قيد الحبس في داكار على الرغم من طلبات اخلاء السبيل التي تقدم بها محاموه.
تصفية حسابات
يذكر أنه منذ أن وصل ماكي سال إلى الرئاسة، بدأ رحلة تصفية حسابات مع آل واد، تتمثل اليوم في محاكمة كريم. لكنه لا يبدو في موقف صلب. فبعدما أظهر ملفًا عامرًا بالاتهامات لكريم واد باختلاس 4000 مليارات فرنك أفريقي، خفض المدعون العامون في السنغال سقف الاختلاس ما يعد دليلًا على تسييس المسألة والمحاكمة.
بالنسبة إلى هيئة الدفاع عن كريم واد، لا يقوم اتهام السلطات السنغالية لكريم واد على أدلة دامغة، حتى أن القضاء الفرنسي برّأه من هذه التهم. فهل يجد واد براءته في السنغال أيضًا؟
يبدو أن رياح ملف كريم واد ستجري كما لم تشتهِ سفن ماكي سال، إذ بعدما ظن أنه سيكون قادرًا على وقف طموح كريم بالرئاسة، يجد الرئيس نفسه أمام موقف حرج، خصوصًا مع عودة الرئيس السابق عبدالله واد إلى السنغال، ليقود عملية تبرئة ولده بحنكة قد تكون السبب في سقوطه.
التعليقات