في بادرة تؤكد الموقف الأميركي ضد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، يسعى البيت الابيض إلى جمع مئة ألف توقيع لمحاكمته كمجرم حرب بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.
لندن: نشر البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني طلباً مقدمًا الى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، دعا فيه عراقيون إلى محاكمة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بوصفه مجرم حرب، حيث يتطلب الامر الحصول على 100 الف توقيع لرفعه الى اوباما لاتخاذ الاجراءات الرسمية لتنفيذ الطلب.
وقد لاحظت "ايلاف" أن الطلب قد تم التوقيع عليه لحد ظهر اليوم الاحد& من 4357 شخصًا ويتبقى المطلوب 95643 توقيعًا آخر لاكمال 100 الف توقيع حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي آب (أغسطس) حتى يتم ادراج الموضوع على جدول اعمال الرئيس الاميركي اوباما.
وتقول رسالة الكونغرس الموجهة الى الراغبين في التوقيع عليها إن "الشعب العراقي يطالب بمحاكمة نوري المالكي كمجرم حرب لارتكابه جرائم ضد الإنسانية بسبب قتله وتشريده مدنيين عراقيين سنة، وأن جيشه ساهم في قتل وتهجير مليون عراقي".
ثلاث دعاوى قضائية ضد المالكي
وفي هذا الاطار، قال النائب عن التيار المدني الديمقراطي مثال الألوسي إن "المالكي وباعتباره كان المسؤول التنفيذي الأول في العراق سيتحمل تبعات الملاحقات القانونية التي ستجري بحقه، وما جرى من عمليات قتل وتهجير وقصف المدن وسقوط المدن وضياع مليارات الدولارات التي تصرف بها من دون أي تفسير قانوني"، على حد وصفه.
وأشار الآلوسي في تصريح صحافي إلى أن "هناك الآن ثلاث دعاوى في محكمة العدل ضد المالكي تتعلق بجرائم إبادة ضد الإنسانية إضافة إلى الدعاوى التي سنرفعها ضده أمام القضاء العراقي". وشدد على أن "المالكي مزق وحدة البلد وهمش الجميع وتصرف بصورة فردية، وهو أول من خرق الدستور الذي يتحدث عنه وتشبث به من أجل البقاء لولاية ثالثة".
ويوم الجمعة الماضي، طالب خطيب جمعة مدينة الفلوجة في محافظة الانبار الغربية السنية المجتمع الدولي بمحاكمة المالكي، واشار الى ان المالكي دخل مزبلة التاريخ بعد سنوات من الظلم والقتل والارهاب لشعبه ومشروعه الذي كان يستهدف ابادة اهل السنة والجماعة في الانبار والعراق وتهجير الآلاف من العوائل المدنية من ديارها ويجب محاكمة المالكي وفق القانون على كل جريمة ارتكبها".
وأضاف المحمدي أن "حكم المالكي لسنوات خلّف دماراً وتخريباً للبلاد ومعاناة لآلاف العوائل التي هجرت من الفلوجة والرمادي وتكريت والموصل وسامراء وحزام بغداد ومن ديالى جراء القصف العشوائي وبراميل الموت والمجازر التي ترتكبها المليشيات".
&يذكر أن مدن الانبار ومنها الفلوجة والرمادي تشهد توترًا امنيًا خطيرًا منذ ثمانية اشهر بعد اندلاع مواجهات مسلحة بين القوات الأمنية والعناصر المسلحة واتساع رقعة الهجمات لتشمل المناطق الغربية بعد اقتحام ساحة اعتصام الرمادي ومحاولة اقتحام الفلوجة، ما اسفر عن اشتباكات مسلحة أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين وإصابة الآلاف من الابرياء اغلبهم من الاطفال والنساء، فيما قتل وأصيب المئات من عناصر الأمن ايضًا.
ويوم الاربعاء الماضي، دعت واشنطن المالكي الى احترام العملية السياسية وطالبته بالتنحي والسماح لخليفته حيدر العبادي بتشكيل الحكومة. وقال المتحدث باسم الأمن القومي بن رودس للصحافيين "يجب على المالكي أن يحترم العملية فهذا ما قرره العراقيون أنفسهم".
&وأضاف أن البيت الأبيض "سيكون في غاية السعادة لرؤية حكومة جديدة، لم يعمل العراقيون سوية في الأعوام المنصرمة ولم يتم أخذ السنة في الاعتبار بشكل كافٍ، وهذا ما أدى إلى فقدان الثقة في بعض مناطق العراق وداخل القوات الأمنية".
وكان المالكي قد امر الاحد الماضي قوات الشرطة العراقية والجيش ووحدات من شرطة مكافحة الإرهاب بالانتشار بشكل كثيف في المناطق الاستراتيجية في بغداد ليل الأحد الاثنين الماضيين، قبل أن يذعن لضغوط داخلية وخارجية ويعلن التنحي وسحب ترشحه لولاية ثالثة يوم الخميس الماضي.
رابط طلب البيت الابيض بالتوقيع على محاكمة المالكي:
التعليقات