قتل رئيس أركان إدارة الدفاع الجوي في الجيش السوري اللواء عدنان عمران جراء انفجار لغم به، قرب المليحة أثناء قيامه بجولة تفقدية، في وقت أعلنت الخارجية الأميركية اليوم أن ما لا يقل عن 12 ألف مقاتل أجنبي من خمسين بلدًا توجهوا إلى سوريا للجهاد منذ بدء النزاع قبل ثلاثة أعوام ونصف عام.
بيروت: شنّ الطيران السوري صباح اليوم الجمعة غارات على مدينة مارع في ريف حلب، وعلى بلدات في ريف حماة الشرقي. وذكر ناشطون في المعارضة السورية أن الطيران قصف أحياء بستان القصر وباب النيرب وطريق الباب والشعار.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات الحكومية على الجبهة الغربية في ريف حمص في مدينة تلبيسة، فيما شهدت قرية أم شرشوح قصفًا عنيفًا. وفي ريف دمشق، تعرضت البساتين الشمالية لبلدة المليحة لقصف صاروخي، بينما وقعت اشتباكات بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية على جبهة معمل التاميكو قرب البلدة.
إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "مقتل رئيس أركان إدارة الدفاع الجوي في الجيش السوري اللواء عدنان عمران، وعميد آخر في الإدارة، وعنصرين من مرافقته، جراء انفجار لغم بهم في المنطقة الواقعة بين بلدتي المليحة وزبدين، أثناء قيامه بجولة تفقدية للمنطقة بعد سيطرة الجيش السوري عليها".
&الجهاديون الأجانب 12 ألفاً من 50 بلدًا
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية الخميس أن ما لا يقل عن 12 الف مقاتل اجنبي من خمسين بلدًا توجهوا الى سوريا منذ بدء النزاع قبل حوالى ثلاث سنوات ونصف سنة، بينهم "عدد صغير من الاميركيين".
وتقدر مصادر داخل الادارة الاميركية أن اكثر من مئة اميركي توجهوا أو حاولوا التوجه الى سوريا للقتال. وتوجه هؤلاء الاجانب الى سوريا للانضمام الى جماعات متطرفة، منها تنظيم "الدولة الاسلامية"، الذي يقاتل نظام بشار الاسد في سوريا، وتوسع الى العراق المجاور، حيث احتل مناطق شاسعة.
وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف "نعتقد أن هناك حوالى 12 الف مقاتل اجنبي من خمسين بلدًا على الاقل، بينهم عدد صغير من الاميركيين، توجهوا الى سوريا منذ بدء النزاع" في اذار/مارس 2011. واضافت "قد لا يكونون جميعهم هناك حاليًا"، الا انها رفضت الافصاح عن اعداد الاميركيين الملتحقين بتنظيم "الدولة الاسلامية" او المجموعات المتطرفة الاخرى في سوريا.
ولم يتمكن المسؤولون الاميركيون من رصد شبكات تجنيد منظمة تستهدف المواطنين الاميركيين، كما هي الحال في اوروبا. واعلنت واشنطن أن المقاتلين الغربيين يطرحون تهديدًا على قدر خاص من الخطورة، ولا سيما عند عودتهم الى بلدانهم. ويستضيف الرئيس الاميركي باراك اوباما في نهاية ايلول/سبتمبر قمة امنية مع رؤساء دول وحكومات آخرين تركز على مخاطر المقاتلين الاجانب في سوريا والعراق.
وصرح وزير الخارجية جون كيري في 12 اب/اغسطس خلال زيارة الى سيدني أن واشنطن واستراليا اتفقتا على احالة قضية الجهاديين الاجانب الذين يقاتلون في سوريا والعراق واماكن اخرى الى الامم المتحدة.
لضرب داعش
واعتبر جنرال اميركي سابق الخميس أن على الجيش الاميركي ان يبدأ سريعاً عملاً حاسمًا لـ"القضاء" على المقاتلين المتطرفين، ليس في العراق فحسب، بل ايضا في سوريا، حيث لا تزال الولايات المتحدة ترفض توجيه ضربات. وقال الجنرال السابق جون الن الذي قاد القوات الاميركية في العراق وقوات الحلف الاطلسي في افغانستان عبر مجلة ديفنس وان الالكترونية إن "الدولة الاسلامية هي كيان مرفوض، وينبغي القضاء عليه. اذا ارجأنا (تحركنا) فسندفع الثمن باهظاً في وقت لاحق".
&
واضاف الن الذي يعمل حاليًا لحساب مركز بروكينغز للابحاث "ينبغي تدمير الدولة الاسلامية، وعلينا أن نتحرك سريعًا للضغط على بنية (التنظيم) وتفكيكها وتدمير مكوناتها". وحذر من أن مقاتلي التنظيم يحظون بتمويل وتسليح جيد، فضلاً عن براعتهم في ميدان القتال، لافتًا الى أن قطع رأس الصحافي جيمس فولي الذي تأكد الاربعاء "يظهر لنا كل ما تستطيع هذه الجماعة القيام به".
&
واشاد الن برد الادارة الاميركية عبر شن غارات جوية محددة الهدف في العراق، لكنه دعا الى أن تستهدف هذه الضربات كذلك سوريا المجاورة، وخصوصًا أن الحدود بين العراق وسوريا لم تعد موجودة، وليس واردا ابقاء أي قاعدة خلفية للدولة الاسلامية. وقال إن "سوريا دولة غير موجودة وغير قادرة على التحرك ككيان سيد ولا تستحق احترام أحد".
&
واوضح الن أنه لا يدعو الى ارسال قوات على الارض لكنه يقترح شن ضربات جوية لمساعدة مقاتلي المعارضة في سوريا على غرار الغارات التي تنفذ دعمًا للقوات الكردية والجيش العراقي في شمال العراق. واضاف أن "نجاح الاكراد ضد الدولة الاسلامية في سد الموصل ينبغي أن يكون اشارة واضحة الى أن هذه المعادلة، القوات المحلية مدعومة بالقوة النارية للاميركيين وحلفائهم، يمكن أن تكون مؤثرة". واكد الن ان القبائل السنية في سوريا مستعدة لمواجهة التنظيم المتطرف، لكنها "تناشد" الدول الغربية الحصول على مزيد من المساعدة.
ثماني شحنات انسانية جديدة
هذا وكشف مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوشا) اليوم عن أن الأمم المتحدة أرسلت ثماني شحنات انسانية جديدة الى سوريا في اطار تنفيذ القرار 2165 الذي أمر بإدخال الشحنات عبر أربعة معابر حدودية مع الدول المجاورة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمره الصحفي اليومي إن ست شحنات دخلت من تركيا منها أربع عبر معبر باب السلام واثنتان من خلال معبر باب الهوى فضلاً عن اثنتين من الأردن عبر معبر الرمثا.
&
وأشار دوجاريك الى أن الشحنات تضمنت مساعدات غذائية لنحو 70 ألف شخص ومستلزمات طبية لنحو 190 ألفًا في محافظات حلب وإدلب والقنيطرة واللاذقية ودرعا، مضيفاً أن جميع الشحنات عبرت من دون وقوع حوادث وأن توزيع إمدادات الإغاثة مستمر. ومن المقرر أن يبحث مجلس الامن الدولي في 28 آب/أغسطس الجاري تقرير الأمين العام بان كي مون بشأن الوضع الإنساني في سوريا ومدى تعاون حكومتها.
التعليقات