يخوض حزب الله معركتين في المنطقة معركة الخطر الداعشي ومعركة الخطر الإسرائيلي، فهل يصمد أمامهما، خصوصًا أن الكثيرين يعتبرون أن خوضه الحرب في سوريا أدى إلى توريط لبنان في الخطر الداعشي؟.
ريما زهار من بيروت: في الماضي كان الخطر الإسرائيلي أولوية لدى حزب الله. أما اليوم فهو يواجه الخطر الداعشي، إضافة إلى خطر إسرائيل، فهل يصمد أمام الخطرين؟.
يقول الوزير السابق والنائب غازي يوسف (المستقبل) لـ"إيلاف" إن الأكيد أن تدخل حزب الله في سوريا كان سلبيًا جدًا للبنان، ولا يمكن فصل الأمرين، وطبعًا هناك مسؤولية على حزب الله من خطر داعش في لبنان.
ويؤكد يوسف أن الخطر داهم ومستمر لداعش في لبنان، وهو وليدة النظام السوري والنظام العراقي أيام نوري المالكي، ثم انقلب عليهم ودخل إلى لبنان، والواضح أن تدخل حزب الله، إضافة إلى التدخل الإيراني والعراقي في سوريا، أدى إلى نشر هذا التطرّف المذهبي الذي يواجه خطره لبنان.
النأي بالنفس
ويلفت يوسف إلى أنه شبه متأكد بأن لبنان كان نأى بنفسه عن خطر داعش، لو لم يتدخل حزب الله في سوريا، ويشير إلى أن لا مقاومة اليوم من قبل حزب الله ضد إسرائيل، هناك خط أزرق واتفاق 1701، وحزب الله يرسل رسائل مطمئنة إلى إسرائيل بأنه لن يحدث شيء في جنوب لبنان، وليست هناك مقاومة فعلية إذا جاز التعبير، فمقاومة حزب الله هي في سوريا ضد الشعب السوري.
الخطر على لبنان
يؤكد يوسف أن حزب الله لا يزال صامدًا الآن في وجه داعش، لكن على حساب أرواح اللبنانيين، ولكن ليس الخطر على حزب الله فقط، بل على جميع المواطنين اللبنانيين، وردًا على سؤال كيف سيصمد الشعب اللبناني في وجه الخطر الداعشي؟. يجيب يوسف: "الشعب اللبناني يواجه داعش بوقوفه مع المؤسسة العسكرية والأمنية، وليس بالتسلح وخوض معارك جانبية وطائفية ومذهبية، وهو عكس ما يحصل فعليًا اليوم".
في مواجهة داعش وإسرائيل
بدوره يعتبر النائب مروان فارس (8 آذار/مارس) في حديثه لـ"إيلاف" أن حزب الله لديه القوة الكافية لمواجهة الخطر الداعشي المستجد على الساحة اللبنانية والعربية بشكل عام. أما موضوع إسرائيل فإمكانية حزب الله كبيرة في هذا الخصوص، وهو يملك الصواريخ البعيدة المدى، فإذا إستطاعت حماس مقاومة إسرائيل فالبطبع حزب الله يستطيع ذلك أيضًا.
لذلك لا خوف، برأي فارس، على حزب الله في هذه المرحلة، لأنه يشكل ضمانة لجميع المواطنين في مواجهة داعش من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
خطر يهدد الجميع
ويلفت فارس إلى أن خطر داعش يهدّد الغرب ككل، الذي سيقوم بمحاربته، لأن هذا الخطر لا يطاول العراق وسوريا فقط، إنما أيضًا كل الدول. وعلى الحكومة اللبنانية أن تنسق مع سائر الدول لمحاربة هذا الخطر الداهم على لبنان.
وردًا على سؤال لو لم يقاتل حزب الله في سوريا.. هل كان لبنان نأى بنفسه عن خطر داعش؟، يجيب فارس: "قتال حزب الله في سوريا هو من حمى لبنان من خطر الداعشية في سوريا، وقتال حزب الله في القلمون إلى جانب الجيش اللبناني حيث التنسيق كبير بينهما، هو ما ينأى بالخطر الداعشي عن لبنان، وحملة 14 آذار/مارس ستؤدي إلى المزيد من التقسيم في لبنان من خلال السياسة التي اعتمدتها في سياسة النأي بالنفس التي لا تفيد لبنان.
ويلفت فارس إلى أنه في العام 2006 واجه حزب الله إسرائيل في لبنان ومنطق الهروب من مواجهة إسرائيل هو قديم ولا يؤدي إلى نتيجة، وبحسب فارس لدى حزب الله القوة الكافية لمواجهة إسرائيل وداعش معًا.
&
&
التعليقات