ما الذي خسره حزب الله من عدم المشاركة في طاولة الحوار التي عقدت أخيرًا بغياب أطراف كثر غير حزب الله، وهل سيشارك في المستقبل في طاولات الحوار المنوي انعقادها؟.

بيروت: هل خسر حزب الله بعدم مشاركته في طاولة الحوار الأخيرة؟ وهل يغيّر رأيه في المستقبل ويشارك؟

يرى النائب خضر حبيب ( المستقبل ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن حزب الله لديه مشروعه الخاص، وهو مصرّ على عدم الوصول إلى أي تسوية في ما يتعلق بموضوع سلاحه، وهذا دل عليه عدم مشاركته في طاولة الحوار الاخيرة، ونعرف أن البند المتبقي على جدول الأعمال هو بند سلاح حزب الله، وهذا يدل على عدم إكتراث حزب الله إلى موقع الجمهورية، ولا إلى سائر الأطراف في لبنان، من أجل الحصول على حل جذري في ما خص الاستراتيجية الدفاعية.

بدوره، يعتبر النائب ناجي غاريوس ( التيار العوني) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن التيار العوني شارك في الحوار لأن هذا الأخير يكون بين أطراف غير متفقين، ويضيف:quot;كنا نفضل أن يتعاون حزب الله ويتعالى عن المشاكل بينه وبين رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان، ويحضر جلسات الحوار، وكان على حزب الله تجاوز الخلاف مع رئيس الجمهورية والتعالي على الكلام عن العلاقات الخشبية، وما كان سببًا للخلاف بينهما.

خسارة حزب الله

ما الذي خسره حزب الله فعليًا بعدم المشاركة في الحوار؟ يقول حبيب:quot; موضوع الخسارة والربح لحزب الله على الساحة السياسية اللبنانية لا يشغل بال حزب الله، فهو يحصل على الإيعاز والتعليمات من الخارج، وهذا ما نشهده من خلال تدخله في أتون الحرب السورية، هناك حساب ربح وخسارة لحزب الله في الأحداث السورية، لذلك موضوع خسارة أو ربح حزب الله في عدم المشاركة بالحوار أصبح خارج الحسابات الداخلية، فلديه، أي الحزب، تعليمات يقوم بتنفيذها، بمعزل عن أي ربح وخسارة على صعيد الساحة الداخلية اللبنانية.

في هذا الموضوع، يقول غاريوس إن حزب الله لم يخسر سياسيًا بعدم المشاركة في الحوار، إنما كان الأفضل لو شارك، ولا نرى أن هناك إهانة لو حضر حزب الله، ورغم كل ذلك كان الافضل لو حضر.

مشاركة حزب الله

هل يشارك حزب الله مستقبلاً في طاولة الحوار المنوي انعقادها في أيار/مايو؟ يجيب حبيب:quot;شارك حزب الله في الماضي منذ الـ2005، ولغاية الجلسة ما قبل الأخيرة، وجميع الإجتماعات التي شارك فيها كان يتهرب في إعطاء نظرة لكيفية إيجاد حل لسلاحه وموضوع الإستراتيجية الدفاعية، ولو حتى شارك الحزب في المستقبل، فإن فاعلية وجوده ومشاركته مشكوك بها.

يعتبر غاريوس أن مشاركة حزب الله في الطاولات المقبلة للحوار تعود إلى التطورات التي سنشهدها في المستقبل، بالنسبة للتواصل الذي يجري بين الفرقاء السياسيين في لبنان.

بلا حزب الله والقوات اللبنانية

هل انعقاد طاولات الحوار بلا حزب الله والقوات اللبنانية وغيرهما يجدي نفعًا؟ يؤكد حبيب أن المعني الأول بطاولة الحوار هو حزب الله، فهو صاحب الشأن في ما خص موضوع السلاح، وعدم مشاركته يشير إلى عدم إكتراثه للكيان اللبناني أو موقع رئاسة الجمهورية وكل الأطراف السياسية في لبنان، وهي حجة لحزب الله كي يقوم بتصرف خارج الإجماع اللبناني الكامل، إذ هناك إجماع على صعيد الأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية بأجمعها بعدم تورط حزب الله في الحرب السورية، هذا القرار اتخذه حزب الله وكأن لا كيان ولا دولة ولا سلطة ويتصرف على هواه وبحسب التعليمات التي تأتيه من الخارج، وهي مشكلة يجب إيجاد حل لها.

بدوره، يرى غاريوس أن انعقاد طاولات الحوار بلا حزب الله او القوات اللبنانية أو غيرهما يبقى ناقصًا، والأفضل أن يكون الجميع موجودين، لأن مقاطعة من فريق على طاولة حوار يدعو إليها رئيس الجمهورية، إن كنا معه أو ضده، لا تجدي نفعًا، وليست بمؤشر إيجابي، وحتى اذا لم يتوافق الأفرقاء داخل طاولة الحوار فهذا يبقى أفضل من عدم الحضور.