تم التوصّل في حكومة تمام سلام إلى صيغة في البيان الوزاري تحفّظ عليها بعض الوزارء، ماذا يعني هذا التحفّظ؟ وهل سيؤدّي إلى عدم نيلها الثقة في مجلس النواب؟.

بيروت: وأخيرًا تم التوصّل إلى صيغة توافقية للبيان الوزاري تحفّظ عليها بعض الوزراء، وحول البيان يقول وزير شؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج إن التعديلات جيّدة نسبة للبيانات الوزارية السابقة، خصوصًا لجهة التأكيد على مرجعية الدولة، ونحن لم نرفض المقاومة لانّها موجودة في شرعة حقوق الإنسان والمادة 51 من الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة وميثاق الجامعة العربيةquot;.

في هذا الصدد يقول النائب خالد زهرمان (المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; إنه شخصيًا مع من تحفظوا على صيغة البيان الوزاري، لأن ما جرى امس من إستبدال كلمة الشعب اللبناني بالمواطنين اللبنانيين، هي مسألة تستوقفنا، وتحفظات الوزراء برأيه كانت بمكانها، لأن هناك ثغرة قد يستعملها حزب الله ليغطي أعماله وارتكاباته.

ويلفت زهرمان إلى ما كان مؤكدًا وهو أن الفريقين كانت لديهما النية بتشكيل حكومة، والمشكلة كانت مع صياغة البيان الوزاري، وأخذوا كل المهلة للتوصل إلى هذه الصيغة، ومما لا شك فيه أنه تم التنازل من الفريقين، في موضوع إعلان بعبدا وتحييد لبنان، ولكن، برأي زهرمان فإن البند المتعلق بالمقاومة يحتوي على ثغرات، قد يتحفظّ عليها البعض.

ماذا يعني تحفُّظ البعض؟ يجيب زهرمان انه عند التصويت على البيان الوزاري، هناك من يقول انه يجب ان يكون هناك إجماع عليه وهي مسألة دستورية، ومع التحفظ يطرح السؤال ما مصير هذا البيان قانونيًا.

ويلفت زهرمان الى ان الحكومة ستحصل على الثقة وتسير نحو نيلها الثقة بالرغم من التحفظات، ولكن المشكلة الأساسية، أن الاختلاف في البيان الوزاري كان على الشكل وليس المضمون، السؤال ما مدى قدرة تلك الحكومة في ظل الانقسام الذي نعيشه؟ وهل سنشهد معركة شبيهة بمعركة تشكيل الحكومة او التوافق على بيانها الوزاري؟ ولب المشكلة هنا، برأي زهرمان ليس في تشكيل حكومة او التوافق على بيانها الوزاري حتى.

الاستحقاق الرئاسي

ماذا عن الاستحقاق الرئاسي هل ستتوصل الحكومة الى تحقيق هذا الاستحقاق في ظل الانقسام العمودي الحاصل بين الفرقاء؟ يجيب زهرمان:quot; في موضوع الانتخابات الرئاسية ومع تشكيل الحكومة ونيلها الثقة قريبًا، فإن مسألة الفراغ باتت بعيدة، وأصبح الميل أكثر لانتخاب رئيس جمهورية والابتعاد أيضًا عن التمديد، ذلك لأن الضغط الخارجي والدولي، وقناعة اللبنانيين بالإسراع بتشكيل الحكومة، كان منطلقًا من موضوع أنه يجب عدم الوصول إلى انتخابات رئاسية من دون الاهتمام بهذا الاستحقاق.

عودة الحريري

ما مدى صحة عودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري من أجل الاستحقاق الرئاسي وإستحقاق إنتخاب النواب في لبنان؟ يجيب زهرمان إن هذا الموضوع تحدث فيه الحريري حين أعلن عن قرب عودته وأن الظروف هي التي تحكم العودة، وهناك تكهنات بأن يعود لدى الانتخابات الرئاسية ونتمنى حينها أن يكون الجو السياسي قد ارتاح، ولم يعد هناك مخاطرة أمنية لعودته، ولكن نعود إلى موضوع تشكيل الحكومة فهل ستستطيع معالجة حقوق المواطنين، والملف الأول، إضافة إلى المطبات الاقتصادية وسلسلة الرتب والرواتب، وغيرها من مشاكل أمنية، هل سيُطرح موضوع تورّط حزب الله في الحرب السورية؟ ، وبرأي زهرمان إنه المطب الأول الذي ستقع فيه الحكومة اللبنانية.

ويلفت زهرمان إلى أن الاستحقاق النيابي او الرئاسي سيكون حافزًا لعودة الحريري، ولكن في جميع الأحوال فإن نية العودة موجودة منذ فترة لدى الحريري، وكان كلما أراد العودة تقابله تحذيرات من القوى الأمنية بعدم المجيء إلى لبنان لضرورات أمنية.