هدّد رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام بالاستقالة، رغم أن فريقي 14 و8 آذار طلبا منه التريث لأن الفراغ مرفوض من الجميع، فهل يتريّث سلام أم يعلن استقالته قريبًا؟.
بيروت: بعدما انسدت كل الافق في وجه الحكومة اللبنانية ولم تتوصل إلى صيغة مشتركة في بيانها الوزاري، هدّد رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام بالاستقالة، وتم الحديث بأن اتصالًا هاتفيًا من رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري أثناه عن الاستقالة.
في هذا الصدد لا يعتقد النائب عاطف مجدلاني (المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن يقدم رئيس الحكومة تمام سلام استقالته اليوم، وسوف يتريث بناء على طلب الجميع، لأنه يعرف اذا ما استقال المشكلة ستكبر، وبعدها سيُعاد تكليفه، وتُعاد الاستشارات لنصل إلى النتيجة عينها، وكذلك إلى تسمية الوزراء أنفسهم، ونكون بذلك أضعنا الوقت خصوصًا أن الاستحقاق الرئاسي أصبح على الابواب، ونحن بذلك نقوم بتعقيد الامور أكثر، لذلك يجب التريث ليومين أو ثلاثة حتى نرى quot;كيف ستُفرجquot; في لبنان.
ولدى سؤاله هل اليوم أصبح مقصودًا تعطيل الحكومة اللبنانية من خلال التوقّف عند أمور شكلية أكثر منها جوهرية؟ يجيب مجدلاني :quot; اعتقد أن هناك نية لدى البعض للوصول إلى الفراغ، لأن حزب الله لا مشكلة لديه في فراغ المؤسسات، وفي مكان ما يسعى إلى هذا الفراغ، علّه يصل بأسرع وقت إلى مؤتمر تأسيسي جديد، يحصل من خلاله على مكاسب دولية.
لذلك، فإن الفراغ قد يكون مطلوبًا من قبل الحزب للوصول الى هذا الهدف، لذلك نرى هذا العناد والتعنّت من قبل حزب الله، ورفضه، وحجته أنه يريد الحفاظ على استقلالية المقاومة، ولكن هذه الحجة ذهبت إلى أدراج الرياح في العام 2006 عندما قامت المقاومة بعمليتها عبر الخط الأزرق بخطف جنديين إسرائيليين، وكانت النتيجة خراب لبنان.
ويضيف:quot;كانت المقاومة يومها مستقلة عن الدولة، وهذه الاستقلالية لا تحمي الدولة ولا اللبنانيين، وبخاصة أن هذه المقاومة يشارك اعضاؤها في الحكومة، فكيف يكون ذلك ولا تكون الحكومة مسؤولة.
وذلك بغض النظر عن أن مفهوم المقاومة أسقطه حزب الله بنفسه عندما وجّه سلاحه إلى صدور اللبنانيين واليوم بوجه السوريين، وحوَّل المقاومة إلى ميليشيا.
البيوت البيروتية
عن قول البعض أنه لم يكن من مصلحة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إعادة فتح البيوت البيروتية السياسية كبيت آل سلام، وانه قبل بالأمر على مضض، يجيب مجدلاني بأن الأمر غير صحيح، وسعد الحريري وقبله، والده رفيق الحريري لم يسعيا يومًا إلى إقفال البيوت السياسية البيروتية، ورفيق الحريري دعا تمام سلام لأكثر من مرة إلى التعاون في الإنتخابات النيابية، وإعطائه حيزًا مهمًا، غير أن بعض الظروف لم تسمح لسلام بقبول ذلك، وهي خارجة عن إرادته، وتأييد سعد الحريري لتمام سلام، إنما نابع من ثقافة آل الحريري السياسية وهي ثقافة لمّ شمل الجميع، وثقافة قبول الآخر، وثقافة الاعتدال وجمع الكل كي يكون لبنان أقوى.
جعجع والتهديد
عن تهديد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بالانسحاب من 14 آذار/مارس اذا وردت quot;المقاومةquot; بالبند الوزاري، ما هي تداعيات ذلك على التعقيدات الحكومية؟ يقول مجدلاني:quot; المفروض أن نتوصل إلى حل وسط لأننا عندما نقول مقاومة فنحن نقول مقاومة أي احتلال لأرضنا، وبخاصة عند الاحتلال الاسرائيلي للأراضي اللبنانية، وفي الوقت ذاته نحن ضد أن تتحول أي مجموعة مقاومة إلى ميليشيا، وهذا ما نرفضه، ونحاول الفصل بينه.
ولا يجوز أن يكون هناك فريق سياسي مسؤول عن مجموعة مسلحة، وأن يكون خارج سلطة الدولة خصوصًا أنه مشارك في الحكومة اللبنانية.
مهرجان 14 آذار
هل سيكون مهرجان قوى 14 آذار/مارس، للتشديد أكثر من قبل هذا الفريق في البيان الوزاري؟ يجيب مجدلاني:quot; الموضوع أصبح واضحًا، قوى 14 آذار/مارس تريد أن يسود المنطق السليم، وهو الذي يقول إن الحزب المسؤول عمّا يسمى بالمقاومة ويشارك في الحكومة، فمن المنطقي أن نكون جميعنا تحت كنف الدولة.
عن أجواء الفراغ التي تهدد لبنان يقول مجدلاني إن وضع لبنان مهدد اليوم امنيًا واقتصاديًا وسياسيًا في ظل وجود النازحين السوريين، وارقامهم هائلة ومرعبة ويجب التعامل مع الامر من خلال حكومة فاعلة، تعمل على كل ما يرمي إلى تحصين الدولة اللبنانية واللبنانيين.
مصدر مقرّب أيضًا من قوى 8 آذار/مارس أمل في حديثه لـquot;إيلافquot; ان يكون التريث هو سيد الموقف بالنسبة لاستقالة رئيس الحكومة تمام سلام، لانه لا بد من الوصول إلى تسوية في ما خص موضوع البيان الوزاري.
التعليقات