قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي الإعتذار إلى المصريين، بسبب إنقطاع الكهرباء، لاسيما يوم الخميس الماضي، الذي عرف إعلامياً بـ"الخميس المظلم". وكشف السيسي أن أزمة الكهرباء تحتاج إلى 12 مليار دولار لتفاديها، وتحديث المنظومة.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في خطاب وجهه إلى المصريين اليوم السبت: "أتحدث إليكم اليوم زي ما دايما أنا حريص واعتقد إنكم بتبقوا تسمعوا مني لما تكون فيها مشكلة أو أزمة واتعودنا على الصراحة بين مسؤول وشعب، والتحدي الموجود تحدي كبير، وأنا ماقدرش من غيركم ولا الحكومة من غيركم تجابه التحديات".

وأضاف: "هنتكلم كلام مش فني وبحاول أكلم كل المصريبين، حدود الأزمة بتاعت الكهرباء إيه، والمرفق بيعاني من عدم مجابهة مشاكله من سنين طويلة فاتت، والكهرباء اللي بتوصلنا البيوت من السد العالي أو المحطات أو الطاقة الشمسية المتجددة".

وقال السيسي إن الشبكات الكهربائية في مصر تحتاج إلى التحديث، وقال: "محطات التحكم لازم تكون حديثة عشان المنظومة تخلينا شغالين وتستقبل الكهرباء اللي عايزنها بالشكل اللي نتمناه، ومرفق الكهرباء فيه مشكلة وعايز استثمارات وأموال ضخمة، وده أمر ما بيتحلش في يوم وليلة، وانا هفكركم بالاتفاق والعهد اللي بيني وبينكم وقلت إننا بنواجه تحديات كتيرة وماحدش أبدا هيقدر يتغلب عليها لا رئيس ولا حكومة".

وأشار إلى أنه سبق وأن حذر من أن مصر تواجه مشكلات ضخمة عندما كان رئيساً للمخابرات الحربية، وقال: "كل النخب والتيارات والناس اللي قابلتها وأنا مدير مخابرات كلمتهم إن فيه تحديات وعصية على الحل أمام أي حكومة، والأمانة الوطنية يطلعوا ويقولوا ده كلام طرح، ولما اتكلمت عايزة تتصدر المشهد في الدولة فقلت لهم لو نجحتم يبقى كويس ولو فشلتم هتحملوا الدين فشكلم بدون قصد، وفيه في مصر مشكلة كبيرة والمشكلة دي عايزة كل المصريين، وعايزة المصريين يساعدوا عشان نعبر ده".

وأضاف أنه يلتمس العذر للمصريين الغاضبين من انقطاع الكهرباء، وقال: "شفت رد الفعل وأنا أقبله من الناس، لما الواحد حاط أكل في بيته ويتلف، أنا بعذره، واللي في أسانسير أنا بعذره".

ولفت إلى أن أزمة الكهرباء في مصر موجودة منذ سنوات طويلة، وتابع: "مرفق الكهرباء بيعاني من عدم مجابهة مشاكله من سنين طويلة فاتت، إننا لم نطور إنتاجنا للكهرباء وفق احتياجاتنا في السنوات الأخيرة، ولم نعمل محطات تكفي لتغطية مطالبنا، وشبكة الكهرباء لم تُحدّث لتجابه ذلك".

وقال إن مواجهة أزمة الكهرباء تحتاج إلى 12 مليار دولار، وقال: التطوير لم يحدث لأن التمويل المطلوب كبير، باختصار نتكلم عن 130 مليار جنيه خلال الـ 5 سنوات القادمة، بحاول أحطكم معايا في الصورة، عاوزين في حدود 12 ألف ميجا وات، وهذا يتكلف 12 مليار دولار، هذا بخلاف أن كل محطة تحتاج وقودًا بـ700 مليون دولار".

وتابع: "أقول ذلك لأنه لا يمكن الأمور هتمشي وتستقر من غير ما تكون الأمور عارفينها، لازم نعرف حجم المشكلة، وفي أول سنتين قادمتين نحتاج 2500 ميجاوات يعني نحتاج 2.5 مليار دولار عشان المحطات دي تدخل العمل".

ودعا السيسي المصريين إلى الصبر ومواجهة المشكلة مع الحكومة، وقال: "المصريين محتاجين يقفوا ويصبروا ويجاهدوا، من فضلكم اصبروا ولازم تكونوا واثقين إننا هنتغلب على ده، لكن مش هنتغلب عليه في شهر ولا اتنين أو تلاتة".

واتهم "ناسا" لم يسميهم، بمحاولة عرقلة حل المشاكل، حتى يغضب الشعب، وقال: "فيه ناس عاوزة تعرقل حل المشاكل عشان الشعب يتأثر ويكون غضبان ومستاء وزعلان، إحنا بنواجه حاجات كتير، إحنا بنحارب معركة وجود بدأت من سنين طويلة فاتت لهدم البلد، ودلوقت بنحاول نوقفها ونرجعها تاني، بس إوعوا تتصوروا إن ده سهل، لكن هياخد وقت وجهد".

وانتقد السيسي تغطية الإعلام لأزمة انقطاع الكهرباء، وقال: "لما ألاقي في الجورنال عنوان "الحكومة منورة" يعني إيه، تعامل الإعلام مع الأزمات لا يتم بهذا الأسلوب".

وتابع: "أصارح الإعلاميين اللى أنا مرتين كلمتهم على إنهم مهم كلنا نتكلم بلغة الفهم الحقيقي لحجم المشاكل، مهم أوى نكون واعيين بمشاكلنا، ثم عارفين إننا نتغلب عليها وننجح".

ودعا الرئيس المصري أبناء شعبه إلى حماية محطات الكهرباء، لاسيما أنها تعرضت للتفجيرات في وقت سابق، وقال: "إحنا محتاجين من الشعب المصري أن يكون عينه وإيده معانا، أنا في حي فيه مولدات أو محولات كهرباء خلي عينك معايا متخليش حد يقرب منها".

وتابع: "أهل الشر والدمار لو لقونا منتبهين لحالتنا مش هيقدروا يؤذونا، هيبقى الشعب المصري كله بيدافع عن حقه، فيه ناس كتير بتبلغ عن حاجات كتير إحنا محتاجين أكتر".

وتعاني مصر من أزمة في الكهرباء منذ نهاية عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتفاقمت بشكل كبير في نهاية عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وكان الإنقطاع المتكرر للكهرباء أحد أهم أسباب خروج المصريين في ما يعرف ب"ثورة 30 يونيو"، التي تدخل بموجبها الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي وعزل مرسي من الحكم في 3 يوليو/ تموز 2013.

وتنقطع الكهرباء في مصر بإستمرار، لدرجة أنها صارت تنقطع في بعض الأحياء الفقيرة والمتوسطة بما يتراوح بين 8 و12 ساعة يومياً.

وأثار انقطاع التيار يوم الخميس الماضي لمدة تصل إلى ست ساعات عن مختلف أنحاء الجمهورية، غضب المصريين، لاسيما أن السبب عطل فني بأحد المحطات الكبرى، ما أدى إلى تعطل جميع مؤسسات الدولة، وانقطاع المياه أيضاً، وتوقف حركة المترو.