في احتفالية جرت في مقر الامم المتحدة سلم بان كي مون أمير الكويت شهادة تقدير بالنيابة عن المنظمة الدولية، على دعمه للعمل الإنساني الدولي.
نيويورك: أقام الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، الثلاثاء، احتفالية تكريم لأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، تقديرًا لجهوده واسهاماته الكريمة قائدًا للعمل الانساني، ودعمه المتواصل للعمليات الانسانية للامم المتحدة للحفاظ على الارواح وتخفيف المعاناة حول العالم، وذلك في مقر الامم المتحدة بمدينة نيويورك.
كلمة الصباح
وألقى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة خلال مراسم الاحتفال، قال فيها: "إن التحديات بصنوفها المتنوعة ضاعفت الحاجة إلى أساليب معالجة جديدة، قادرة على مواجهة ما يهدد الإنسانية بشكل متزايد من كوارث طبيعية مختلفة ومن فقر وجوع ومرض، الأمر الذي دعا هذه المنظمة، واستنادًا الى ميثاقها المرتكز على المهمة السامية والدور الأمثل في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، إلى شحذ الجهود الدولية والإقليمية، ورسم السياسات وابتكار المبادرات وتعزيز القدرات، وقد لمس العالم الدور المؤثر للأمم المتحدة في الاستجابة النوعية الفريدة والمؤثرة للعديد من الأزمات الناتجة عن الكوارث الطبيعية بأنواعها المتعددة ونتائجها المفجعة المتفاوتة، والتي تفاقمت حدتها في السنوات الأخيرة كنتيجة متوقعة لظاهرة تغيّر المناخ، فضلًا عن تزايد الصراعات في العديد من الدول، والتي غالبًا ما تأخذ طابعًا عسكريًا، يتصدر المدنيون، أطفالًا ونساء، سجلات وإحصائيات الخسائر الناتجة عنها".
أضاف: "دولة الكويت ومنذ إستقلالها وانضمامها لهذه المنظمة سنت لها نهجًا ثابتًا في سياستها الخارجية، ارتكز بشكل أساس على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لكافة البلدان المحتاجة، بعيدًا عن المحددات الجغرافية والدينية والإثنية انطلاقًا من عقيدتها وقناعتها بأهمية الشراكة الدولية وتوحيد وتفعيل الجهود الدولية بهدف الإبقاء والمحافظة على الأسس التي قامت لأجلها الحياة، وهي الروح البشرية. وقد تمت ترجمة هذه المسلمات إلى واقع واكبت فيه دولة الكويت المتغيرات العديدة وعالجت خلاله العوائق التي أفرزتها التحديات المتنوعة من خلال تطوير وتحديث أساليب تقديم المساعدات".
خليفة بن زايد ومحمد بن راشد يهنئان أمير الكويت |
مضاعفة المساهمة الطوعية
وتابع الصباح قائلًا: "كما سطرت الجمعيات الخيرية الكويتية واللجان الشعبية لجمع التبرعات صفحات من الدعم المتواصل في دعم مشاريع إنسانية عديدة في قارتي آسيا وأفريقيا، بمبادرات شعبية أصبحت الآن أحد العناوين البارزة لأيادي الخير التي يتميز بها ابناء الشعب الكويتي. كما اتخذت دولة الكويت في العام 2008 قرارًا يجسد حرصها على دعم الدور الإنساني للأمم المتحدة عندما خصصت ما قيمته 10 بالمئة من إجمالي المساعدات الإنسانية التي تقدمها للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية أو الكوارث من صنع الإنسان لكي تقدم لمنظمات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة المعنية بالعمل الإنساني، وتبعتها بقرارات رسمية بمضاعفة المساهمات الطوعية السنوية الثابتة لعدد من الوكالات والمنظمات الدولية، مثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر وصندوق الأمم المتحدة للاستجابة للطوارئ وصندوق الأمم المتحدة للطفولة مما منح العمل الإنساني لدولة الكويت أفاقاً أرحب وأبعادًا أشمل امتازت في تعزيز التعاون المباشر مع تلك الجهات الدولية في مختلف الأزمات، وفي هذا السياق، يسعدني أن أعلن أمامكم مضاعفة مساهمتنا الطوعية السنوية الثابتة لصندوق الأمم المتحدة المركزي للإستجابة للطوارئ الإنسانية إلى مليون دولار".
إنسانية بالأرقام
ورأى الصباح أن التكريم الذي حظي به هو تكريم لأهل الكويت وتقدير لمسيرتهم الخيرة في البذل والعطاء والممتدة منذ القدم، والتي ستظل مستمرة، "فأعمال البر والإحسان قيم متأصلة في نفوس الشعب الكويتي تناقلها الأبناء والأحفاد بما عرف عنه من مسارعة في إغاثة المنكوب وإعانة المحتاج ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج، حتى عندما كان يعاني في الماضي من شظف العيش وصعوبة الحياة ولا تزال وستظل أعماله الخيرة ومبادراته الإنسانية سمة بارزة في سجله المشرف. وفي هذا المقام لا بد لنا من الإشارة إلى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية باعتباره من أحد أقدم المؤسسات الإنمائية، وأتى تعبيرًا عن الرغبة الصادقة لدولة الكويت في تقديم العون للدول العربية والدول الصديقة لدعم جهودها في تحقيق التنمية من خلال تقديم القروض الميسرة والمساعدات الفنية".
الشيخ صباح الصباح لـ"إيلاف": نعمل لينال أمير الكويت جائزة نوبل للسلام |
أضاف: "بلغ إجمالي ما قدمه الصندوق من قروض خلال مسيرته الممتدة لأكثر من نصف قرن 6ر17 مليار دولار، واستفادت منها مائة وثلاث دول، ما يعادل 2ر1 بالمئة من الدخل القومي الإجمالي، متجاوزة بذلك نسبة السبعة من عشرة من الدخل القومي الإجمالي التي حددتها الأمم المتحدة في العام 1970 كمساعدات رسمية للتنمية من الدول المتقدمة .وفي السنوات الثلاث الأخيرة ونتيجة لتدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا واستجابة لتداعيات تلك الأزمة الإنسانية وتلبية لطلب الأمين العام السيد بان كي مون استضافت دولة الكويت في كانون الثاني (يناير) 2013 وكانون الثاني (يناير) 2014 المؤتمرين الدوليين للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، حيث بلغت التعهدات المعلنة فيهما حوالي 8ر3 مليارات دولار، ساهمت دولة الكويت بـ 800 مليون دولار، سلمتها بالكامل لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية والمعنية بالشأن الإنساني".
مظاهر كرم وانسانية
من جانبه، قال بان كي مون إن جهود الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مكنت الامم المتحدة من مواجهة ما شهده العالم من معاناة وحروب وكوارث في الاعوام الماضية. وأضاف في كلمة اثناء الاحتفال: "مقابل حالة الموت والفوضى التي شهدها العالم شاهدنا مظاهر كرم وانسانية من قبل جيران سوريا قادتها دولة الكويت، اميرًا وشعبًا".
أضاف ان الكويت اظهرت كرمًا استثنائيًا تحت قيادة الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رغم صغر مساحة البلاد، "فقلب دولة الكويت كان اكبر من الازمات والفقر والاوبئة، ونحن مجتمعون اليوم لنشكر أمير دولة الكويت وشعب الكويت على كرمهم الكبير تجاه السوريين والعراقيين".
وأكد أن المبادرات التي قامت بها دولة الكويت دفعت المجتمع الدولي الى جمع المزيد من المساعدات بفضل جهود امير البلاد، "ما ساعد الامم المتحدة على القيام بوظيفتها الانسانية". وقال: "انه لفخر شديد لي أن اقوم بمنح هذه الشهادة التقديرية لجهود أمير الكويت اعترافًا منا بدعمه المستمر وقيادته الاستثنائية للعمل الانساني للامم المتحدة ورفع المعاناة عن المحتاجين في جميع دول العالم."
مساهمات سخية
وأعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري أموس في كلمة لها عن تقديرها العميق للجهود الكبيرة التي يبذلها أمير الكويت في التعامل مع القضايا الانسانية حول العالم، لاسيما في سوريا ودول الجوار بالإضافة إلى القارة الافريقية.
وأكدت أن مساهمات الكويت في عمل الأمم المتحدة والنظام الدولي الإنساني تتجاوز الاقتصار على مسألة التمويل فحسب. ولفتت أموس إلى استضافة دولة الكويت لمؤتمرين للمانحين لمساعدة الشعب السوري، ما أثمر عن تخصيص تعهدات تتجاوز 6ر3 مليارات دولار.
كما أعربت عن تقديرها العميق لموافقة أمير الكويت على تعيين مستشاره الخاص للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله معتوق المعتوق في منصب المبعوث الانساني للأمين العام للأمم المتحدة. وأشارت إلى أن هذه الخطوة ساعدت على التعاون بشكل أكبر في القضايا الانسانية بين دولة الكويت والأمم المتحدة وكان لها أثر ايجابي في دفع جهود المجتمع المدني الكويتي والمنظمات غير الحكومية لدعم العمل الانساني حول العالم.
ووصفت المساهمات السخية التي قدمتها الكويت لعمليات الأمم المتحدة الإنسانية بأنها دليل على العلاقة المتينة بين الكويت والأمم المتحدة وشركائها، مشيرة إلى أن وكالات الأمم المتحدة يمكنها من خلال دعم الكويت مواصلة تقديم المساعدات المنقذة للحياة والدعم للمتضررين من الأزمات حول العالم.
حضروا الحفل
شهد حفل التكريم رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح والشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير العدل بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، ومدير مكتب امير البلاد احمد فهد الفهد، والمستشار بالديوان الاميري محمد عبدالله ابو الحسن، ورئيس المراسم والتشريفات الاميرية الشيخ خالد العبدالله الصباح الناصر الصباح، والمستشار بديوان رئيس مجلس الوزراء فيصل محمد الحجي بوخضور، والمستشار بالديوان الاميري الدكتور عبدالله معتوق المعتوق، ومدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب احمد البدر، والوكيل للشؤون الاعلامية والثقافية بالديوان الاميري يوسف حمد الرومي، ورئيس جمعية الهلال الاحمر الكويتي الدكتور هلال مساعد الساير، وسفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، ومندوب دولة الكويت لدى الامم المتحدة في جنيف السفير جمال محمد الغنيم، والمندوب الدائم لدولة الكويت لدى الامم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي، وقنصل عام دولة الكويت في مدينة لوس انجلوس عبداللطيف علي اليحيا، وسفير دولة الكويت لدى جمهورية النمسا صادق محمد معرفي، ونائب رئيس الهيئة الاسلامية العالمية الخيرية ايمن عبدالله بودي، وكبار المسؤولين بالديوان الاميري ووزارة الخارجية.
التعليقات