في حوار خاص مع "إيلاف"، أعلن الشيخ صباح علي جابر الأحمد الصباح تشكيل لجنة لدعم ملف أمير الكويت لنيل جائزة نوبل للسلام 2015، بعدما سمّته الأمم المتحدة قائدًا إنسانيًا.&
باريس: كشف الشيخ صباح علي جابر الاحمد الصباح، عضو العائلة الحاكمة في الكويت، لـ "إيلاف" عن تشكيل لجنة دعم ملف أمير الكويت لنيل جائزة نوبل للسلام 2015، تزامنًا مع حفل التكريم الذي تقيمه الأمم المتحدة لأمير الكويت، بعدما سمّته "قائدًا إنسانيًا"، تقديرًا لمسيرة عطائه في خدمة الإنسانية، وقيادة دولة الكويت في مساعيها المستمرة مع الأشقاء والأصدقاء، لرفع المعاناة التي تتعرض لها الإنسانية في العالم.
&
وكان الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، بادر في الدعوة إلى عقد المؤتمر الدولي الأول للمانحين للشعب السوري، واحتضنته دولة الكويت، وأتبعه بمؤتمر ثانٍ للغرض نفسه، وعقد في الكويت أيضًا. وللكويت الأيادي البيضاء في إعادة اللحمة إلى العلاقات الخليجية الخليجية، واضعة بذلك حجر الأساس لإزالة التوتر بين دول مجلس التعاون الخليجي.&
&
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، كانت الكويت السباقة في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب إلى الدعوة لتفعيل بنود مكافحة الإرهاب بأشكاله وأنواعه، وتشكيل قوات حفظ سلام عربية.
&
في ما يأتي نص الحوار:&
&
يأتي التكريم الأممي لأمير الكويت في وقت صعب تعيشه المنطقة العربية، انطلاقًا من الازمة السورية إلى تنامي خطر التنظيمات المتطرفة. فإلى ماذا استندت الأمم المتحدة لتمنحه لقب القائد الإنساني؟
&
منح الأمير لقب القائد الإنساني من قبل الأمم المتحدة يدل على أن هذا التكريم الدولي جاء بشهادة مسؤولين أمميين رفيعي المستوى، عرفانًا بمسيرة عطاء أمير الكويت لخدمة الإنسانية، وقيادة دولة الكويت في مساعيها المستمرة مع الأشقاء والأصدقاء، إلى رفع المعاناة التي تتعرض لها الإنسانية في مختلف أرجاء العالم.
&
هذه المناسبة التاريخية ليست حدثًا عاديًا، في هذا اليوم سيكرم العالم كله، ممثلاً في منظمته الأممية، زعيمًا وقائدًا استحق عن جدارة وصف الأمم المتحدة له بأنه قائد إنساني، وهو وصف رشحته له مبادراته ومآثره الإنسانية، والتي توّجها بواحد من أجل وأعظم الأعمال، عندما بادر الشيخ صباح الاحمد بالدعوة إلى عقد المؤتمر الدولي الأول للمانحين للشعب السوري، واحتضنته دولة الكويت، وأتبعه بالمؤتمر الدولي الثاني للغرض نفسه، وعقد في الكويت أيضًا، وأسفرا عن تقديم مليارات عدة للاجئين والنازحين من سوريا الشقيقة، ما أسهم بحسب تأكيدات المسؤولين الأمميين في التخفيف من معاناتهم، وتلبية بعض احتياجاتهم، كما جعل قضيتهم حية في الضمير العالمي.&
&
ولم تقف مبادرات أمير الكويت عند حدود الدول العربية، أو حتى الإسلامية وحدها، وإنما تعدت ذلك إلى كل محتاج للغوث والعون، في جميع قارات العالم، فالفيصل عنده هو الاحتياج الإنساني، من دون تفرقة أو تمييز في الدين أو اللون أو العرق، وهو ما زكّى أمير الكويت لهذا اللقب القائد الإنساني .
&
لقب مستحق بجدارة
&
هل يفي هذا التكريم الشيخ الصباح حقه؟
&
الشيخ صباح مهتم بالسلام والإنسانية في كل بقاع الارض، ومهتم جدًا في أن يعم السلام بسوريا، وقدم كل الإمكانيات المادية والدبلوماسية لمساعدة المحتاجين والمنكوبين من آثار الحرب في سوريا، وخصوصًا للعائلات والأطفال والمساعدة في فتح قنوات الحوار لأجل السلام ووقف الحرب وسيل الدماء.
&
نعم، يستحق الشيخ صباح هذا اللقب، لقب زعيم الانسانية، لأنه سخر عمره منذ كان وزيرًا للخارجية في العمل الدبلوماسي، وكان دائمًا يحث على السلام في المنطقة عبر الحوار، وسخر عمره في الدعم المادي الوفير للمساعدة الانسانية. فهو يستحق أن يكرم بلقب زعيم الانسانية، &وانا عن نفسي قررت أن اذهب ابعد من ذلك، فشكلت لجنة حالية اترأسها للوصول الى منحه جائزة نوبل للسلام في هذا العام، لأننا نحن العرب مهضوم حقنا في نوبل، والشيخ صباح الأحمد يستحقها. وقد وضعنا أجندة خاصة لزيارة كثير من دول اوروبا وأميركا لعمل فعاليات تشرح اعمال الشيخ صباح لينال جائزة نوبل للسلام.
&
كانت الكويت الحجر الأساس في إعادة اللحمة للعلاقات الخليجية- الخليجية المتوترة، وكان أولى اهتمامات الكويت، الرئيس الدوري لجامعة الدول العربية، إيجاد حل سياسي للازمة السورية. فما تمَ تحقيقه على هذا الصعيد؟
&
لا شك في أن دور الشيخ صباح الاحمد الصباح في الملف الخليجي وإعادة العلاقات للبيت الخليجي بعث الطمأنينة في نفس المواطن الخليجي. فحنكة سموه وضعت حجر الأساس لإزالة التوتر بين دول الخليج، ونجحت دبلوماسية أمير الكويت بذلك.
&
وأكد وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد في كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة الـ132 للمجلس الوزاري الخليجي في جدة الحرص والتكاتف بين دول مجلس التعاون الخليجي، لمواصلة المسيرة المباركة للمجلس، وحرص دول المجلس على السعي وراء تحقيق المزيد من التلاحم والتعاضد المنشود بينها وبين شعوبها، ترسيخًا وترجمة لرؤى قادة دول المجلس، للوصول إلى أعلى مستويات الترابط والتنسيق، تعزيزًا للعلاقات المصيرية بين هذه الدول.
&
قوات حفظ سلام عربية
&
يتنامى خطر التنظيمات المتطرفة في المنطقة، لتكون الآفة الاولى التي تؤرق العرب والغرب على السواء. ماذا تستطيع الكويت كمركز إنساني عالمي القيام به في هذا الإطار؟
&
الكويت ترفض العنف والإرهاب في أي مكان بالعالم، وتقف بجانب المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب تحت مظلة الامم المتحدة وجامعة الدول العربية. والجميع يعرف ما حدث في اجتماع وزراء خارجية العرب الأخير، فالكويت أصرت على تفعيل بنود مكافحة الإرهاب بأشكاله وأنواعه، وتشكيل قوات حفظ سلام عربية، وتسوية النزاعات وإنشاء نظام مبكر للوقاية قبل نشوب منازعات بين الدول العربية.
&
وبحث وزراء الخارجية العرب سبل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى صعيد القضية الفلسطينية، تمت مناقشة خطة السلطة الفلسطينية للتحرك في المستقبل على الساحة الدولية، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
&
طاولة الحوار هي صمام الأمان الدائم للسلام، ودول الخليج تقدم كل السبل الدبلوماسية لتحقيق السلام الشامل للمنطقة، وكلي ثقة بذلك إذ تعلمنا من صاحب السمو الحكمة والدبلوماسية، من خلال نجاحه الطويل في حل الكثير من المشاكل في المنطقة، وكل العالم شهد على تجاربه.
&
كما أن دول الخليج طورت البشر قبل أن تطور الحجر، وجعلت شعوبها من افضل الشعوب رفاهية واعلاها دخلًا، وقدمت التعليم والصحة والإسكان مجانًا، وأمنت الحرية للصحافة في الانتقاد والتحدث بسقف عالٍ من الحرية. ولدى الكويت برلمان منتخب يشرع القوانين.
&
وكانت للكويت أيضًا أيادٍ بيضاء مع استضافتها القمة العربية الافريقية هذا العام، بعنوان شركاء في التنمية و الاستثمار.
&
بالتأكيد، أعلن الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، رئيس القمة العربية الافريقية الثالثة، عن تقديم الكويت قروضًا ميسرة للدول الافريقية بمبلغ مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، إلى جانب تخصيص جائزة سنوية بمبلغ مليون دولار باسم المرحوم الدكتور عبد الرحمن السميط، تختص بالأبحاث التنموية في أفريقيا، واقتبس لكم ما قاله أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد.
&
وقال إن اختيارنا شعار (شركاء في التنمية والاستثمار) لهذه القمة يعكس إدراكنا لأهمية التعاون الاقتصادي الذي يشكل قاعدة للمصالح المشتركة، ننطلق من خلالها لتحقيق الشراكة الاستراتيجية التي ننشدها. كما أن هذا الشعار يؤكد حرصنا على أن يحتل الجانب الاقتصادي والتنموي الجزء الأكبر من جدول أعمالنا، بما يعكس تفهمًا عميقًا لمتطلبات المرحلة المقبلة واستشعارًا بآلية العمل المناسبة له.
&
التكامل مفتاح الشراكة
&
هل من مفهوم كويتي خاص للشراكة؟
&
إننا مطالبون بأن نرسم جميعًا خطوط عملنا المستقبلي، القائم على مفهوم الشراكة الحقيقية. فلم يعد مقبولًا ولا يجسد الشراكة المنشودة أن تقدم دولنا الدعم من جانب واحد، ولا يكون هناك تفاعل وعطاء من الجانب الآخر. فلا بد من التكامل لنجسد الشراكة الحقة.
&
إننا ندرك جميعًا أن قضايانا السياسية في عالمينا العربي والأفريقي عديدة ومتشعبة، والدخول في بحثها ومحاولة الوصول إلى قرارات بشأنها في هذا المؤتمر أمر سيخل بقدرتنا على التركيز في قضايانا الاقتصادية وعملنا المشترك لمعالجة هذه القضايا. كما ندرك أن محافل عديدة متاحة يمكن لنا من خلالها البحث والتصدي والمعالجة لهذه القضايا السياسية.
&
إن التنمية المستدامة التي ننشدها هي استغلال ما حبانا الله به من نعم وثروات استغلالًا مثاليًا لا تبذير فيه، نتكاتف من خلاله لاستثمار مواردنا في مشاريع تعزز التكامل بيننا. فقد حبانا الله سبحانه وتعالى بأراضٍ صالحة للزراعة وأيد عاملة ماهرة وموارد أولية وأموال، يمكن استثمارها تحقيقًا للأمن الغذائي، الذي أصبح ضرورة ملحة في ظل أوضاع عالمية غير مستقرة واقتصاد مضطرب، ما زال يعاني تداعيات أزمة اقتصادية عالمية عصفت بكل اقتصاديات العالم، ولم تستثنِ أحدًا، وبات العديد من الدول يعاني تراجع معدلات النمو والازدهار.
&
الإسلام دين محبة وسلام
&
العرب يصنعون ايضًا السلام، من هنا تُطلقون حملة دعم لترشيح امير الكويت لنيل جائزة نوبل للسلام. ما التحركات التي ستقومون بها في هذا الإطار؟
&
قررت أنا صباح علي جابر الاحمد الصباح ونائبي السيد عبدالله العراده إنشاء لجنة خاصة باجتهاد منا، لترتيب الكثير من الأمور وشرحها للعالم، لكي ننال لصاحب السمو جائزة نوبل للسلام. وأكرر هذا اجتهاد شخصي وليس مطلًبا من صاحب السمو أو حكومة الكويت. فنحن مجموعة شباب نعمل على ذلك.&
&
فالكويت لا تفرق بين دين ولون وجنس، وهناك الكثير من المواقف الإنسانية والدولية، ووقفت الكويت كرجل واحد بجانب أي أزمة. على سبيل المثال، تبرع صاحب السمو بمليار دولار للدول الافريقية والأوروبية، والاستثمارات بالمليارات داخل اوروبا. صاحب السمو لن يقف مكتوف الأيدي مقابل أي أزمة للدول الصديقة.
&
ومن أوجه التعاون نذكر: أن الكويت وايطاليا مرتبطان بعمل سابق بين الهيئة العامة للاستثمار والصندوق الاستراتيجي الايطالي للتوقيع على اتفاق يقضي بمشاركة الهيئة الكويتية بمبلغ 500 مليون يورو لتأسيس شركة استثمارية بين الجانبين.&
&
وذكر الجانبان في إعلان مشترك عقب جلسة مباحثات رسمية بين سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء ورئيس وزراء ايطاليا انريكو ليتان. كما تبرعت الكويت بالملايين لإنقاذ حيوانات كادت تنقرض من كوكبنا. فالإسلام دين محبة وسلام، يحث على ذلك، ولا تنظر الى بعض من يشوه الاسلام من جماعات ارهابية فالإسلام الصحيح هو دين المحبة والسلام والمساواة.
&
والتعاون قائم مع حلف شمال الاطلسي، ويعتمد على المصلحة المشتركة، ومواجهة التحديات التي يصعب على دول هذا الحلف أو شركائه مواجهتها. وتركيا دولة صديقة نحترمها ولنا تواصل سياسي واقتصادي واجتماعي وتجمعنا كثير من الأمور والارتباطات الإيجابية.
&
التعليقات