إنطلقت في أبوظبي الدورة الثانية عشرة من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2014، بمشاركة إماراتية وعالمية، ويقام هذا المعرض في مركز أبوظبي الوطني للمعارض برعاية من حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية، رئيس نادي صقاري الإمارات.


محمد الحمامصي من أبوظبي: افتتحت فعاليات معرض أبوظبي للصيد والفروسية في دورته الـ 12 الذي يقام تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية في بإمارة أبوظبي رئيس نادي صقاري الإمارات، بمشاركة 640 عارضاً من 48 دولة من مختلف قارات العالم، يقدّمون بانوراما تمزج الأصالة بالمعاصرة بما تضمه من الفنون التراثية والحداثية التي تحمل الكثير من دلالات ومعانٍ.

احتفاء بالارث الثقافي

المعرض يحتفي بجماليات الإرث الثقافي والفني والبيئي والحرفي اليدوي والتشكيلي والشعري، لكل ما يرتبط بمجالات الصقارة والصيد بمختلف أنواعه، والفروسية، ورياضات الهواء الطلق، والرياضات المائية، ورحلات السفاري، والتحف، والفنون والحرف اليدوية، حيث يدخل الجانب الفني والجمالي في تصنيع أدوات ومعدات هذا العالم الذي يمثله.

عروض باهرة

على امتداد المعرض تتجلى أجنحته وقاعاته كلوحات تتدفق بالدهشة والحيوية والحياة تراثها وبشرها وطيورها ومعداتها، فأجنحة الصقارين تعرض لأجمل الصقور في العالم ويتسابق إلى التقاط الصور معها زوار المعرض كبارا وصغارا، وهي في تناسق عرضها وفعاليته لا تقل روعة وجمالا وفنية عن اللوحات الفنية التشكيلية التي تتناثر أجنحتها بين جنبات المعرض مبدعة عالم الصيد والفروسية بأحواله وحالاته المختلفة، صور صانعات وصناع الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية التي تؤكد الحرص على تأكيد الهوية والشخصية الإماراتية، ومعارض السيارات فريدة الابتكارات والتصاميم، وأجنحة الأسلحة والسكاكين التي ترقى لمستوى التحف من جمال التصميم والحفر على جنباتها وغيرها، فضلا عن اللوحات الاستعراضية لعروض الفروسية قفز الحواجز للخيول، وفرق الفنون الشعبية وأنشطة الرماية والصيد بأنواعه ومزاد الهجن والقرية التراثية التي تقف وسط المعرض كتحفة.

640 شركة من 48 دولة

المعرض الذي تدعمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، وبتنظيم من نادي صقاري الإمارات وشركة "إنفورما" للمعارض، وبدعم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وبرعاية من مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، ومجلس أبوظبي الرياضي، وشريك قطاع أسلحة الصيد "توازن"، يمتد على مساحة 39000 م2 منها 17 ألف م2 المساحة الصافية للعارضين، تشارك في رسم وتشكيل لوحاته 640 شركة إماراتية وخليجية وعالمية من 48 دولة، من بينها 120 شركة إماراتية وما يزيد عن 200 شركة خليجية تقدم أحدث ما وصلت إليه من تطور تقني وفني في مجالات الصقارة والخيل وتصنيع مُعدّات وأسلحة الصيد وأدوات ومستلزمات الرحلات البرية والبحرية، يحتفي بالمسابقات التراثية والفنية والشعرية التي يتنافس فيها أبناء مجلس التعاون الخليجي.

حماية الارث

والمعرض الذي يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، يستهدف حفظ وحماية الارث الاماراتي والخليجي والعالمي المشترك، وفي هذا السياق تقام 15 فعالية تُعنى بالتراث الثقافي والحضاري الإماراتي، وتتنوع بين الأنشطة والعروض والمسابقات، وهي: عروض الفروسية واستعراضات فرق الفنون الشعبية وأنشطة الرماية والصيد بأنواعه ومزاد الهجن والقرية التراثية ومسابقات الشعر النبطي وجمال الصقور وجمال السلوقي والرسم والتصوير الفوتوغرافي ومسابقة إعداد القهوة العربية بالطريقة التقليدية.

جوائز قيمة

ويزيد مجموع جوائز المسابقات التي ينظمها المعرض سنويا عن 500 ألف درهم إماراتي، وهي تشمل مسابقة فن صناعة وإعداد القهوة العربية على الطريقة التقليدية، مسابقة أجمل القصائد النبطية التي قيلت في وصف رحلة الصيد (المقناص) ووصف فقدان الطير، مسابقتي أجمل لوحة فنية وأجمل صورة فوتوغرافية في الصيد والفروسية والتراث بشكل عام، مسابقة أجمل وأكبر الصقور المكاثرة في الأسر من نوع جير حر وجير شاهين وجير ذكر، إضافة لمسابقة أجمل كلب صيد سلوقي من فئتي الريش والحص.

معارض فنية

ويستضيف 14 معرضا فنيا لرسامين من الإمارات والعديد من دول العالم، حيث تشارك الفنانة الإماراتية التشكيلية بدور العلي بمعرض خاص يضم العديد من لوحاتها الفنية، وهي التي شاركت بمعارض عالمية وحصدت جوائز دولية هامة، وذلك في إطار سعيها لترك بصمة في ساحة الفن التشكيلي في الإمارات. وهي تتقن رسم البورتريه، الواقعي والتجريدي والعصري، وللتراث الإماراتي العريق نصيب كبير في لوحاتها، حيث تعشق رسم الجمال والخيول والصقور.

كما يقدم استوديو ريناتو كازارو الفني من إسبانيا حصريا أفضل الأعمال الفنية التي ينجزها ريناتو كازارو.

وتتضمن مشاركته رسومات بالزيت على القماش حول الحياة البرية العربية والصقور والإبل والخيل والثقافة، بالإضافة إلى الحياة البرية في أفريقيا.

ويشارك كذلك معرض للفنانة لوسي ميلا، والتي ستقدم العديد من اللوحات الفنية منها لوحة زيتية بعنوان (الصقر الملكي)، بإبداع تتوقع أن ينجح في استقطاب الجمهور، والتي تعتبر تحفة فريدة من نوعها من منظور الفن المعاصر والتراث الفني في الوقت ذاته. وبحسب الفنانة تكشف اللوحة عن سر نادر بقدر ابتسامة الموناليزا.

أيضا هناك معرض إيلييف كونست من بلغاريا، الذي درس تشافدار إيلييف في أكاديمية الفنون الجميلة في صوفيا. ويركز بشكل رئيس على المنحوتات الضخمة، التي تخصّص فيها لاحقا. أما العنصر المتكرر في أعماله فهو الحصان. وفي ما يتعلق بهذا الحيوان الرائع، فإن أبرز مصادر الإلهام عن إيلييف هي الحيوية والحركة والجمال.

ويبرز كذلك معرض للفنان كين ويلكينز من المملكة المتحدة، وهو فنان ورسام متخصص في رسم لوحات لوجوه الطيور والحيوانات، وخصوصا الصقور والطيور الجارحة والبوم. وتعتبر جميع الأعمال المعروضة أصلية وغير مكررة.

وهناك مشاركة مميزة لاستوديوهات سوريل من الولايات المتحدة، التي تديرها كنه السيد، الفنانة الحائزة على العديد من الجوائز الهامة. واستوديوهات سوريل متخصصة في اللوحات والقطع الفنية الواقعية من مشاهد الفروسية.

وهناك مشاركة مميزة لشركة "سويس آرت غيت"، للفنان نورلان بازهيروف المعروف في أوساط الفنون البصرية في كازاخستان. وتصور تشكيلاته بعضا من التفاصيل الدرامية الدقيقة والجمالية المتقنة في عالم الصيد و"البوزكاشي" (رياضة التقاط الماعز النافق من الأرض أثناء ركوب الخيل) والخيول والحيوانات الأخرى.

ويمكن الوصول إلى أعمال نورلان من خلال هواة جمع المقتنيات العالمية والمتاحف الكازاخية والبيت الأبيض في كازاخستان.

وعلى صعيد التحف الفنية، تبرز مشاركة هايفيلد المحدودة لتحنيط الحيوانات من جنوب أفريقيا، المتخصصة في إنتاج التحف والجلود والهدايا التذكارية في جنوب أفريقيا حسب الطلب وضمن أعلى معايير الجودة، وبخبرة تمتد لما يزيد عن 30 عاما في مجال التحنيط.

وأخيرا معرض الفنان العالمي مراد بطرس، وتتمحور مُجمل الأعمال الفنية التي يقدمها بطرس هذه السنة حول موضوعات الخيل والأمثال والمحبة، إضافة الى موضوعات أخرى، وهي تمزج بين العمل التشكيلي وتجليات الخط العربي في أبعاده المختلفة، بحيث تتناغم اللوحة مع المضمون بطريقة جمالية لافتة.

وقد أكد رئيس اللجنة العليا المنظمة محمد خلف المزروعي عضو مجلس إدارة نادي صقاري الإمارات ورئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، أنّ "المعرض الدولي للصيد والفروسية" يعد حدثاً سنوياً اكتسب منذ انطلاقته في عام 2003 اهتماماً عالمياً واسع النطاق، وانتشاراً شعبياً على الصعيدين المحلي والإقليمي، وقد شهد نمواً عاماً بعد آخر، حيث بات اليوم من أهم الفعاليات التي نجحت في إبراز التراث العريق للإمارات، كالصقارة والفروسية والصيد البحري والحرف والفنون اليدوية، بما يُعبّر عن صميم الحياة الإماراتية بكافة تفاصيلها في دار زايد أرض الخير والمحبة، ويجعله صورة حية ومباشرة تعكس نمط الحياة القديمة التي عاشها الأجداد، وعاصرها الآباء، ويفخر بها الأبناء.

وأوضح أنّ هذا الحدث التراثي المميز أضحى قيمة محلية وإقليمية وعالمية هامة، ليس فقط لكونه معرض الصيد والفروسية الوحيد في العالم خارج القارة الأوروبية، وإنّما بسبب فعالياته المميزة والمتنوعة والتي لا يشهدها العالم إلا هنا في أبوظبي.

ويشهد المعرض هذا العام تطوراً ملحوظاً وزيادة في المُشاركة الإقليمية والدولية، حيث زادت المساحة الصافية المخصصة للشركات العارضة بما يفوق 18% من 14345 م2 إلى أكثر من 17000 م2، كما زاد عدد الدول المشاركة وعدد العارضين بنسب مماثلة، حيث يشارك في هذه الدورة أكثر من 640 شركة من 48 دولة (مقابل 605 شركات من 41 دولة العام الماضي).

ومع هذا التواجد الدولي الكبير، تبرز الزيادة الملحوظة في مُشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة بما يزيد عن 120 شركة محلية، والعديد من المؤسسات والجهات الحكومية والرسمية ذات الصلة بالحفاظ على البيئة وصون التراث.

وأكد المزروعي أنّ نجاح وتطوّر المعرض على مدى الأعوام الماضية، ما كان ذلك ليتحقق لولا الدعم الكبير الذي يحظى به من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمتابعة الدائمة من قبل راعي المعرض سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات، وهو ما يعكس الحرص البالغ للقيادة الرشيدة على تعزيز جهود إحياء التراث الإماراتي والمحافظة على رموز التراث العربي الأصيل، وتوجيهاتهم الدائمة نحو صون ركائز التراث العريق لإمارة أبوظبي.