بات السيناريوالعسكري مطروحًا في قضية المخطوفين العسكريين في عرسال، بعدما أطلت الفتنة من ملف هؤلاء العسكريين مع تهديد النصرة باحتلال عرسال.

بيروت: يقول النائب خالد زهرمان ( المستقبل ) لـ"إيلاف" إن "الفتنة قد تطل من ملف العسكريين المخطوفين، وبعض الأفرقاء بدل أن يعتبروا أن ملف المخطوفين العسكريين هو وطني وعابر للطوائف والمناطق، وكلنا معنيون بتحريرهم، فهم يذهبون إلى مكان آخر يثير الفتن المذهبية السنية والشيعية، والكلام الذي سمعناه خلال اليومين الماضيين يصب في هذا الإطار، وكذلك التصرفات على الأرض من عمليات خطف تزيد من الفتن"، ويلفت زهرمان إلى أن المجموعات التي خطفت العسكريين والتي تعتدي على الجيش اللبناني لديها هدف يكمن بزرع الفتنة، وعلى الأرض يتم تنفيذ هدفها.

الحل العسكري

وردًا على سؤال هل بات الحل العسكري هو السيناريو الأقوى المطروح لحل هذه القضية؟ يجيب زهرمان: "نحن في وضع صعب في ما خص موضوع العسكريين المخطوفين، وكذلك موضوع التصدي لهذه المجموعات، وأي حل سيكون صعبًا إن كانت عمليات التفاوض، أو العمليات العسكرية لتحريرهم، ويجب ألا ننسى أن الجماعات الإرهابية موجودة في مناطق جردية، وحتى أماكن تواجد العسكريين المخطوفين غير معروفة، والعملية العسكرية تحددها القيادة العسكرية التي تقدر مدى نجاح أي عملية عسكرية لتحرير الجنود".

الوساطة القطرية

وردًا على سؤال هل فشلت الوساطة القطرية؟ يجيب زهرمان: "القطريون لن يتخلوا عن دورهم، ولكن نحن نتعاطى مع مجموعات صعبة جدًا، وكما رأينا التفاوض معهم وصل إلى الحائط المسدود، ولكن الحكومة لن تألو جهدًا ولا السياسيين أيضًا في سبيل تحرير الجنود".

إحتلال عرسال

النصرة وداعش تهددان باحتلال عرسال ما مدى إمكانية ذلك؟ يجيب زهرمان: "أستبعد هذا الموضوع، لأن الإحتلال يتطلب بيئة حاضنة لتلك المجموعات، وعرسال وكل لبنان لا يملك تلك البئية الحاضنة ولا الظروف لتكون داعش والنصرة مستقرة وموجودة على الأرض".

ويلفت زهرمان إلى أن "أهل عرسال دفعوا ثمن التعديات أكثر بكثير من غيرهم وتحصين ساحتنا لا يكون فقط بالكلام بل بالأفعال وعلى حزب الله أن ينسحب من سوريا كي نحمي حدودنا من هكذا نوع من التعديات".

ويؤكد زهرمان أن "هناك أكثر من عامل كي نحصّن ساحتنا من التعديات، النقطة الأولى تتمثل بخروج حزب الله من سوريا، والخطة التالية من خلال القيام بعملية حماية محكمة للحدود من خلال القوات الدولية والجيش اللبناني".

الفريق الآخر

بدوره يعتبر النائب نعمة الله أبي نصر ( التيار العوني) في حديثه لـ"إيلاف" أن اليوم "ليس التوقيت والحديث عن لماذا أوقف العسكريين ولأي سبب حصل ذلك، والدولة محرجة اليوم بين أن تدافع عن هيبتها من مخاطر داعش، وخطرها على السلم الأهلي والوضع في لبنان، وبين التفاوض من أجل تحرير المخطوفين العسكريين، وتبقى الأولوية لتحرير المخطوفين العسكريين من يد داعش بكافة الطرق والسبل المتاحة لها".

ويلفت أبي نصر إلى أن رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام يعمل جاهدًا في هذا الخصوص، ويقول أن بحوزته أوراقًا عدة في هذا الموضوع.

ويؤكد أبي نصر أن "الحل العسكري هو أحد الحلول المطروحة، ولكن يجب تكثيف الدبلوماسية لتحرير المخطوفين بمساعدة الدول التي لها تأثير على هذه المجموعات، وكذلك ان تظهر الدولة حزمًا بوجودها الفاعل. والأولوية بالحوار المكثف بالتعاون مع الدول والأنظمة، كما فعلت تركيا من دون أن نهمل الشق الأمني والعسكري وإظهار الحزم والجرأة والقوة في هذا المضمار".