أعلن نواب عراقيون اليوم ان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قد قتل 300 عسكري كان يحاصرهم في منطقة الصقلاوية شمال الفلوجة في محافظة الأنبار وطالبوا بعقد جلسة برلمانية طارئة لاستجواب القادة الأمنيين فيما تظاهر ذوو الجنود المحاصرين مطالبين بإجراءات عاجلة لانقاذ ابنائهم.


لندن: حمّل النائب علي البديري رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الدعوة تنظيم الداخل بقيادة نائب رئيس الجمهورية السابق خضير الخزاعي خلال مؤتمر صحافي مع عدد آخر من النواب في مبنى البرلمان في بغداد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي مسؤولية مقتل 300 عسكري في الصقلاوية بسبب بطء الإجراءات لإنقاذهم.

وقال ان تنظيم داعش استخدم غاز الكلور للمرة الاولى في منطقة الصقلاوية بعد محاصرته اكثر من 400 جندي ما أدى إلى مقتل الكثير منهم بسبب الاختناق. كما حمّل ايضا قائد عمليات الأنبار اللواء الركن رشيد فليح المسؤولية بسبب بطء إجراءات إنقاذهم رغم كثرة المناشدات التي تم توجيهها خلال الأيام الماضية لإجراءات سريعة لانقاذهم.

وأوضح أن العسكريين قتلوا خلال انسحابهم من مواقعهم من دون غطاء جوي او بري وأوضحوا انهم يقومون حاليا بجمع تواقيع لتقديم طلب لرئاسة مجلس النواب لفتح تحقيق في هذا الحادث الذي وصفوه بالمجزرة. وأشار البديري إلى أنّ تنظيم داعش الارهابي واضافة إلى استخدامه غاز الكلور للمرة الأولى&&ضد العسكريين فإنه قام بتفجير سيارات مفخخة داخل مقر اللواء الذي كانوا محاصرين فيه.

ومن جانبه، دعا النائب عن حزب الفضيلة عقيل الزبيدي القوة الجوية وطيران الجيش إلى تقديم تفسيرات عن الأسباب التي أدت إلى تأخر تقديم دعمهما لمدة ستة ايام عن قطعات الجيش المحاصرة في منطقة السجر والصقلاوية على الرغم من الاستغاثة التي وصلت من الجنود المحاصرين فضلا عن التظاهرات لذوي الجنود في هاتين المنطقتين.

وأشار في بيان اليوم إلى عدم وجود جدية لدى بعض القيادات العسكرية في تنفيذ واجباتها، متسائلا بالقول "لماذا هذا التماهل والاهمال في تقديم الدعم للجنود في بعض المناطق فمثل هذه المواقف تسهم في اضعاف معنويات الجيش العراقي في جبهات القتال".

وقال "في الوقت الذي نسمع عن غارات لطيران الجيش والقوة الجوية في مناطق كركوك والموصل الا اننا فقدنا هذا الجهد في مناطق قريبة للعاصمة " داعيا قادة سلاح الجو إلى تقديم تفسيرات عن تأخرهم في نجدة القوات المحاصرة.

وعلى الصعيد نفسه أعلن مصدر أمني تجدد الاشتباكات بين القوات الأمنية وبين عناصر تنظيم داعش في منطقة السجر شمال شرق الفلوجة. وقال إن القوات الأمنية تتقدم ببطء نحو منطقة السجر لتحريرها بالكامل بعد ان تمكنت من تحرير حوالى نصف المنطقة.

وأشار إلى أنّ اشتباكات عنيفة تجري حاليا بين القوات الأمنية وبين عناصر تنظيم داعش يستخدم خلالها الجانبان الاسلحة المتوسطة والثقيلة في حين تشارك مروحيات الجيش بقصف تجمعات التنظيم في المنطقة. واليوم تجمع اهالي العسكريين المحاصرين في الضلوعية قرب نقطة تفتيش للجيش العراقي غربي بغداد لمطالبة الحكومة بفك الحصار عن ابنائهم وانقاذهم.

وفي وقت سابق اليوم عبرت وزارة الدفاع العراقية عن مخاوف من إعدام "داعش" لمجموعة من العسكريين قالت إنهم فقدوا خلال معارك تدور منذ يومين ضد مسلحي التنظيم في منطقة الصقلاوية شمال مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار الغربية وسط غموض حول نتائج هذه المعارك.

وأقرت في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه بأن "الاتصال فقد ببعض جنودنا الابطال اثناء عمليات التقدم والمناورة ممن جرح أو أصيب اثناء العمليات".. وفي عبارات تعبر عن مخاوف من امكانية إعدام "داعش" لهؤلاء العسكريين كما اعتاد ان يفعل مع العسكريين الذين يقعون في قبضة مقاتليه فقد أشارت الدفاع قائلة "اننا اذ نحذر من المساس بحياة هؤلاء الجنود وسنضرب بقوة وعنف كل الجماعات الارهابية ومن يقف معها من الخونة ونذّكر العصابات الارهابية بأن مثل هذه الاعمال تعتبر جرائم ضد الانسانية وسيكون عقابها شديدا".

وكان الناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا قد ادعى في تصريحات امس انه وبعملية أمنية مشتركة من القوات الأمنية والحشد الشعبي وبإسناد جوي اميركي فقد تمكنت القوات من الوصول إلى منطقة السجر في الصقلاوية في محافظة الأنبار التي يوجد فيها الجنود المحاصرون وفك حصار عصابات داعش الارهابية عنهم في إشارة إلى 400 عسكري عراقي يحاصرهم تنظيم الدولة الاسلامية منذ ايام.

وتقع منطقة السجر شمال مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" منذ مطلع العام الحالي وتستهدف العملية العسكرية الجارية هناك إحباط محاولات التنظيم للاستيلاء على مقر فوج للجيش صمد أمام محاولات اقتحامه خلال الأيام الستة الأخيرة.
&
ويسود غموض نتائج العملية العسكرية هذه حيث لم يصدر اي توضيح رسمي عنها بعد فيما لم يعرف بعد فيما اذا كان العسكريين الذين وقعوا اسرى بيد "داعش" هم من القوات المهاجمة ام من العسكريين المحاصرين.

يشار إلى أنّ محافظة الأنبار تشهد وضعاً أمنياً ساخنا بسبب سيطرة مقاتلي داعش" على بعض المناطق في وقت تخوض القوات الأمنية معارك ضدهم لتحرير المناطق التي يسيطرون عليها.