اعلنت وزارة الصحة اليمنية الاثنين ان 200 شخص على الاقل قتلوا في المعارك الاخيرة في صنعاء بين المتمردين الشيعة والمقاتلين السنة من حزب الاصلاح المدعوم من الجيش.



صنعاء: قال مسؤول في وزارة الصحة لوكالة الانباء اليمنية الرسمية "إن طواقم الإسعاف التابعة للوزارة قامت اليوم بانتشال 53 جثة من ضحايا المواجهات"، مضيفا انه "بذلك يرتفع إجمالي الجثث التي قامت طواقم وزارة الصحة بانتشالها بدءًا من يوم 16 ايلول/سبتمبر الى مئتي جثة". لكن هذه الحصيلة لا تشمل القتلى الذين تسلمتهم عائلاتهم او اطراف النزاع.
&
واوضح المسؤول، مدير عام الطوارئ والإسعاف في وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور علي سارية ايضا "أن طواقم الوزارة قامت بإسعاف 461& مصابا خلال الفترة نفسها تم نقلها إلى مستشفيات أمانة العاصمة ومستشفيات محافظة صنعاء بتنسيق من قبل عمليات الطوارئ المركزية في وزارة الصحة".
&
مغادرة المقار
وقد انتهت هذه المعارك بعدما وقع المتمردون الحوثيون ليل الاحد اتفاقا سياسيا للسلام برعاية الامم المتحدة ينص على تشكيل حكومة جديدة وخفض اسعار الوقود ووقف اطلاق النار ورفع الاعتصامات. وغادر متمردون بعد الظهر المقر العام للقيادة العامة للقوات المسلحة على متن عشر دبابات ومدرعات وناقلات جند متجهين الى شمال العاصمة، وفق ما افاد مراسلو فرانس برس.
&
وتكرر السيناريو نفسه مع ست دبابات في المقر العام للمنطقة العسكرية السادسة، ما اثار قلق السكان الذين فوجئوا بغياب قوات الامن. وقال احد السكان احمد حسين ان "الدولة غائبة تماما. انها كارثة حقيقية". وافاد الناشط الحقوقي امين الشامي ان "الحوثيين يسيطرون على صنعاء وزعيمهم عبد المالك الحوثي هو الذي يحكم العاصمة".
&
واغتنم سكان العاصمة فترة الهدوء الحذر للخروج من منازلهم بعد الاختباء لمدة ايام. وبعد اسابيع من الانتشار في العاصمة وحولها، شنت جماعة "انصار الله" من الحوثيين هجوما كاسحا في العاصمة الاحد وسيطروا على مواقع عدة من دون مقاومة من قوات الجيش والامن.
&
واحتفل الحوثيون مساء الاثنين بما اعتبروه "نصرا في صنعاء" عبر اطلاق النار في الهواء والمفرقعات، وفق مراسل فرانس برس. وتظهر السيطرة على المواقع المهمة مدى هشاشة النظام في اليمن المجاور للسعودية، والذي يواجه تنظيم القاعدة وحركة انفصالية جنوبا. الى ذلك، اشارت مصادر قبلية الى ارسال تعزيزات من عناصر مسلحة خلال الليل الى شمال وشمال غرب صنعاء حيث يعتصم المتمردون منذ اكثر من شهر.
&
مشاورات
ووقع ممثلون عن انصار الله اتفاق السلام الذي ينص بين امور اخرى على تشكيل حكومة جديدة، الا انهم في المقابل رفضوا التوقيع على الملحق الامني للاتفاق. وقال المتحدث باسم انصار الله محمد عبد السلام للتلفزيون مساء الاحد ان الحركة لن توقع الملحق الامني ما لم تقدم السلطات في صنعاء اعتذارا على مقتل مؤيدين للمتمردين خلال محاولة للهجوم على مقر الحكومة في مطلع ايلول/سبتمبر الحالي.
&
وينص الاتفاق الذي من شأنه انهاء الازمة السياسية على "وقف فوري" للمواجهات على ان يجري الرئيس عبد ربه منصور هادي مشاورات تفضي الى تشكيل "حكومة كفاءات" في غضون شهر فيما تستمر الحكومة الحالية التي استقال رئيسها محمد سالم باسندوة في وقت سابق الاحد بتصريف الاعمال. وبحسب الاتفاق، الذي قرأه ممثل الامم المتحدة جمال بن عمر يعين هادي رئيسا للوزراء في غضون ثلاثة ايام، كما يتم تعيين مستشارين سياسيين للرئيس من الحوثيين والحراك الجنوبي. من جهة اخرى، نص الاتفاق على ان تفكيك خيم المعتصمين الحوثيين في صنعاء وحولها "لن يحصل الا مع البدء في تشكيل حكومة جديدة".
&
&
&
&
&
&
&