اعتبر رئيس الوزراء العراقي أن عام 2014 كان الأقسى على العراقيين مشددًا على أنّ العام الحالي 2015 سيشهد تطهير كامل الأراضي العراقية وإعادة النازحين إلى ديارهم وإنهاء معاناتهم والقضاء على الفساد والبدء بعملية بناء وإعمار المدن المحررة.


لندن: أشاد& رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارة إلى قضاء الضلوعية بمحافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد بعد ساعات من تحريره من تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" بشجاعة ابنائه "ووقوفهم بوجه عصابات داعش وقتالهم لاكثر من ستة اشهر رغم الحصار الذي فرض عليهم".

وقال في مؤتمر صحافي بعد وصوله الضلوعية عبر جسرها الخشبي سيرًا على الأقدام بسبب عدم تمكن سيارات الموكب من العبور، يرافقه هادي العامري، أمين عام منظمة بدر قائد الحشد الشعبي للمتطوعين والنائب الاول لمحافظ صلاح الدين اسماعيل خضير الهلوب وقائد عمليات سامراء، "نهنئكم يا أهلنا في الضلوعية بنصركم وموقفكم البطولي".. وأشار إلى أن "الارض تتحرر بعزيمة اهلها ووحدتهم والضلوعية تستحق الدعم".

وناشد العبادي اهالي الضلوعية بالقول "الضلوعية امانة باعناقكم وانتم تستحقون كل الدعم من الحكومتين المركزية والمحلية".. مشيرًا إلى أن "الدفاع عن العراق مهمة كبيرة ولا يوجد تفريق بين العراقيين فالانتماء هو الفيصل".

واضاف "ان التاريخ سيسجل موقف الضلوعية التي تجاوزت الطائفية".. وأكد انه ينظر إلى جميع المواطنين بعين واحدة لافرق بين مسلم ومسيحي او كردي وعربي مشددا في كلمة له على ان "نصر الضلوعية سيكون مفتاحا لانتصارات لاحقة حتى تطهير كل الاراضي العراقية".

يذكر ان قضاء الضلوعية يشهد منذ امس احتفالات شعبية واسعة للاهالي والعشائر ابتهاجا بتحريره ودخول قوات الجيش والشرطة اليه بعد طرد مسلحي داعش منه.

وكانت القوات العراقية تمكنت الثلاثاء الماضي من تطهير قضاء الضلوعية الاستراتيجي بمحافظة صلاح الدين الشمالية الغربية من سيطرة تنظيم "داعش" حيث اعتبر العبادي ذلك نقلة نوعية لالحاق مزيد من الهزائم بالتنظيم فيما بدأت احتفالات سكان المنطقة بعودتهم اليها.

&ويقع قضاء الضلوعية على بعد 80 كم إلى الشمال من بغداد على الضفة الشرقية من نهر دجلة ويبلغ عدد سكانه أكثر من 50 ألف نسمة وهو كوحدة إدارية يتبع محافظة صلاح الدين. ويشير خبراء أمنيون إلى أهمية موقع قضاء الضلوعية وتوسطه بين قضاء بلد جنوبا ومدينة سامراء شمالا واللتين يتوافد اليها الزوار لما تضمهما من مراقد وعتبات دينية.

وشهدت الايام الماضية عدة تطورات في فك الحصار عن قضاء الضلوعية الذي دام لستة أشهر ومنها تحرير مطار الناحية وقرية الامين شمال الضلوعية السبت الماضي أعقبها الاحد الماضي تطهير منطقة الخويط وتطهير قرية المشروع. وامس تم تطهير قريبة كبيبة التي تبعد10 كيلومترات شرق الضلوعية واعقبها تطهير قرية بيشكان القريبة ايضا.

العبادي: 2015 سيكون عام تطهير الاراضي

وعلى صعيد اخر قال العبادي ان عام 2014 كان الاقسى على العراقيين مشددا على ان العام الحالي 2015 سيشهد تطهير كامل الاراضي العراقية واعادة النازحين إلى ديارهم وانهاء معاناتهم والبدء بعملية بناء وإعمار المدن المحررة.

واضاف العبادي في رسالة متلفزة إلى العراقيين اليوم لمناسبة بدء العام الجديد 2015 وتابعتها "إيلاف" أنه " مر على العراقيين عام هو اصعب الاعوام وأقساها بفعل الهجمة الوحشية لعصابات داعش الارهابية وقد عقدنا العزم على ان يكون عام 2015 عام تطهير كامل الاراضي العراقية واعادة النازحين إلى ديارهم وانهاء معاناتهم والبدء بعملية بناء وإعمار المدن المحررة.. واؤكد لكم ان ملامح تحقق غد أفضل ومستقبل أكثر امناً واستقراراً وازدهاراً للعراقيين بدأت تلوح بالافق".

وزاد العبادي قائلا "عندما تسلمنا مسؤولية رئاسة الحكومة قبل اكثر من ثلاثة اشهر وضعنا نصب اعيننا ان نعمل لجميع العراقيين دون تمييز وبغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية.. لأن الأمانة الثقيلة الملقاة على عاتقنا تحتّم علينا الحكم بالعدل والانصاف والمساواة، وبذلنا اقصى جهودنا ومساعينا لرفع الظلم عن كل مواطن وقع عليه ظلم وحيف، ونحن على هذا الطريق سائرون بلاتراجع، مستندون في ذلك لقناعتنا التامة بوجوب صيانة وحفظ الأمانة الوطنية والشرعية، ومستندون ايضا إلى حكومة شكلنّاها من جميع مكونات الشعب العراقي تتمتع بتمثيل شعبي واسع، وتأييد دولي غير مسبوق".

وأشار إلى أنّه "على الرغم من قصر المدة وعبء الأزمات والمشاكل المتراكمة والحرب المستمرة، إلا اننا تمكنا من اعادة ثقة العراقيين بأنفسهم وبقدرتهم على مواجهة التحديات والتغلب عليها، وفي مقدمتها تحدي الارهاب الذي ألحقنا به هزائم منكرة في مختلف المناطق واستعدنا منه العديد من المدن التي دنسها، ابتداءً من جرف النصر، ذلك الانتصار الكبير الذي كان فاتحة خير لانتصارات باهرة، تعاون على تحقيقها العراقيون كافة من قوات الجيش والقوى الأمنية والحشد الشعبي والبيشمركة وابناء العشائر وكل عراقي وعراقية غيورة".

واوضح ان التحدي الآخر "هو محاربة الفساد والمفسدين، وهو تحد لايقل خطورة عن الارهاب وانما يكمّل بعضه بعضا، فالارهابي والفاسد يعملان معا لتحقيق هدف واحد هو تخريب العراق وتمزيق وحدة شعبه ومنعه من ان يتقدم نحو البناء والاعمار والاستقرار والازدهار". وقال "على الرغم من تركيزنا في الوقت الحالي على الجهد العسكري لتطهير المدن العراقية من عصابات داعش، إلاّ اننا لم ولن نتهاون مع اي مفسد او مقصّر في عمله في اي مؤسسة من مؤسسات الدولة، فالحرب ضد الارهاب والفساد واحدة وقد عقدنا العزم على حسمها لصالح شعبنا بكل ما أوتينا من قوة".

وأكد العبادي قائلا "لقد وضعنا في مقدمة اولوياتنا، تطبيق البرنامج الحكومي والالتزام بالتوقيتات الزمنية لتنفيذ الفقرات الواردة فيه وتجاوز الصعوبات بالتعاون والانسجام وبروح الفريق الواحد، ونمضي قدما بمنح المحافظات وحكوماتها المحلية المزيد من الصلاحيات التي تمكّنها من الادارة اللامركزية وتساعدها على النهوض بعملية البناء والاعمار والاستثمار والاستفادة من امكانياتها البشرية والطبيعية ودعمها من خلال قانون البترودولار، لأننا نعتقد بأن نجاح الحكومات المحلية هو نجاح للحكومة الاتحادية وللعراق أجمع".

واضاف "منذ تولينا رئاسة الحكومة، قررنا العمل على حل الأزمات والاختناقات السياسية مع الشركاء في الوطن من مختلف القوى السياسية ونجحنا في خلق حالة من الوئام والانسجام والتنسيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، الأمر الذي ساعد ويساعد على تسريع إقرار العديد من مشاريع القوانين ومنها قانون الموازنة العامة لعام 2015".

وأشار بالقول "لقد فتحنا عهدا جديدا من علاقات التفاهم والتعاون مع جميع دول الجوار وفي جميع المجالات.. وشهدت الأشهر الثلاثة الماضية حركة زيارات مكثفة متبادلة مع الدول المجاورة والدول الصديقة خلقت اجواءً طيبة، وفتحت آفاقا واسعة لعلاقات التعاون بين شعوب ودول المنطقة وعزّزت مكانة العراق في محيطه العربي والاقليمي والدولي، وقد قمنا بزيارات عديدة إلى مختلف دول العالم وحرصنا أن نبدأها بالدول العربية والمجاورة، دعونا خلالها لتوحيد الجهود والامكانيات من أجل درء خطر الارهاب والتطرف وسعينا لإيجاد شبكة علاقات سياسية وأمنية واقتصادية تخدم مصالح شعوبنا بالدرجة الاساس وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة".

وأضاف "لقد قطفنا ثمار توجهاتنا الجديدة بالحصول على دعم وتأييد دولي منقطع النظير، عندما وقف العالم كلّه في تحالف دولي إلى جانبنا في تصدينا للارهاب وساندتنا الدول الشقيقة والصديقة في حربنا ضد عصابات داعش بالسلاح والتدريب والاستشارة والغطاء الجوي ، وبعد ان ايقن الجميع بأن الأمن لايتجزأ وان الارهاب لايهدد العراق وحده وانما جميع دول العالم".

وقال العبادي في ختام كلمته إلى العراقيين "أجدد التحية لكل مقاتل عراقي يصد عن اهله ومدينته خطر عصابات داعش الارهابية ويعمل على ازالة هذا الكابوس الأسود عن ارض العراق ، وأحيي امهات وآباء المقاتلين الأبطال والشهداء والجرحى الذين قدموا ارواحهم فداءً للوطن العزيز ورفعوا رايته".

ودعا جميع ابناء الشعب وقواه السياسية للعمل بكل جد واخلاص ونوايا صادقة& لبدء صفحة جديدة من التعايش السلمي واعادة اللحمة الاجتماعية بين مختلف اطياف الشعب واعادة النازحين والمهجرين إلى ديارهم ، وان يكون العام الجديد منطلقا لعهد جديد من السلم والتعايش والانسجام نعيد على اساسه بناء العراق ونطوي صفحات الاحتقان والاحتراب والارهاب والطائفية إلى الأبد.

وفي احصائية لها اليوم اعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق ان أكثر من 28 الف عراقي سقطوا بين قتيل وجريح خلال عام 2014 مؤكدة أنه كان عاما دمويا على العراقيين.

وأشارت في تقريرٍ لها أنّ حوالي 11.500 عراقي قتلوا جراء التفجيرات والعمليات العسكرية في العراق بينما اصيب حوالي 17.250 بجروح مختلفة خلال العام الحالي.. موشحة ان أعداد هذه الضحايا لا تشمل الخسائرَ الناتجة عن القتال الدائر في محافظة الانبار الغربية التي تهد منذ اواخر العام الماضي عمليات عسكرية بين القوات الامنية العراقية والمجاميع المسلحة.