تونس: استهدفت قوات الجيش التونسي مرتفعات جبل السلوم، المحاذي لجبل الشعانبي بالمدفعية الثقيلة، مستغلّة موجة البرد القاسية التي تجتاح المنطقة الغربية لمهاجمة معاقل الارهابيين، التي كشفتها النيران وتصاعد الدخان في المرتفعات الجبلية. وكان الارهابيون قد لجأوا الى التدفئة بواسطة الأخشاب، ما ساهم في التعرّف على اماكنهم.
&
ووفق بعض المصادر العسكرية، فإن وحدات خاصة عملت على محاصرة مجموعة إرهابية بهدف إلقاء القبض على عناصرها، مستعينة بطائرات استطلاع حلقت فوق مرتفعات جبل السلوم.
&
وتعتبر المنطقة معقلا هامًا لتحصّن عدد من العناصر الإرهابية المنتمية إلى كتيبة عقبة بن نافع، التي يقودها الجزائري خالد الشايب، المعروف باسم لقمان أبو صخر، وخاصة بعد بدء المواجهات المسلحة بين الجانبين، وإقرار جبلي الشعانبي والسلوم، والمناطق القريبة منهما منطقة عسكرية مغلقة. ويعود آخر هجوم إرهابي استهدف الوحدات العسكرية في جبل السلوم إلى 17 يوليو (تموز) 2014. وخلف مقتل 15 عسكريا وجرح 25 آخرين، وهي أعلى حصيلة قتلى وجرحى تتعرض لها المؤسسة العسكرية منذ إقرار هذه الجهة كمنطقة عسكرية مغلقة.
&
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي في حديث للشرق الأوسط " إن موجة البرد الأخيرة أثّرت بشكل مباشر على تحركات العناصر الإرهابية، وقد تكون أثّرت على صحة بعضهم، مضيفا أن البرد الشديد «ساعد المؤسسة العسكرية في العمل والكشف عن مخابئهم»، وأكد في المقابل أن الوحدات العسكرية المختصة تلاحق خطواتهم، بصرف النظر عن العوامل الطبيعية، وقال إنها على أتم الاستعداد للمواجهة والتصدي لكل من يحاول زعزعة الأمن في تونس، على حد تعبيره.
&
نشر عسكريين
وفي مؤتمر صحافي قال الوسلاتي "إن وزارة الدفاع نشرت نحو ألف عسكري في الجبال الغربية للبلاد، بهدف تتبع الإرهابيين وتحديد مواقعهم قبل استهدافهم من قبل الطيران الحربي".&
وتحدّث عن خطط جديدة لتأهيل القوات المسلحة، إلا أنه أشار الى الحاجة الماسة للأسلحة والعربات المدرعة، ومعدات أخرى تلزمهم لاتمام مهمتهم، في مواجهة العناصر الارهابية.
وتضرب موجة صقيع قياسية مناطق تونسية مهددة أكثر من غيرها بخطر الارهاب، إلا أن الوزارة تتابع وضع الأهالي والسكان بكل الوسائل المتاحة واللازمة.
وكانت الامارات العربية المتحدة قد قدمت مساعدات إنسانية عاجلة إلى المتضررين من موجة البرد.
&
كما ذكرت اللجنة الوطنية الدائمة لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة (هيكل تابع لوزارة الداخلية التونسية) أنّها وزعت آلاف الإعانات والمساعدات الاستثنائية التي وفّرتها وزارة الشؤون الاجتماعية، والاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي على العائلات المتضررة. وتضمنت لائحة المساعدات الأغطية والألبسة والأحذية، إضافة إلى المساعدات الغذائية.