اكرا: أكد الرئيس الجديد لبعثة الامم المتحدة لمكافحة ايبولا اسماعيل ولد الشيخ احمد انه لا يوجد خطة بديلة لمكافحة الفيروس الذي "يجب ان يهزم" بينما اعلنت مصادر طبية ان ممرضة بريطانية مصابة بالمرض في احد مستشفيات لندن في حالة حرجة.

وقال مسؤول الامم المتحدة عند وصوله الى اكرا لتولي مهامه في بيان "لا خطة باء لدينا وعلينا ان نهزم الفيروس. هذا في متناول يدنا ويجب الا نتساهل". واضاف "انها ازمة عالمية. بالتأكيد نحن امام فترة صعبة لكن يمكننا ان ننجح".

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عين الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ محمد في كانون الاول/ديسمبر خلفا للاميركي انطوني بانبيري على رأس البعثة التي تتخذ من غانا مقرا لها لقيادة الجهود الدولية من اجل وقف انتشار المرض.

وقال ولد الشيخ احمد "علينا ان نواصل (المعركة) حتى لا تبقى اي اصابة". وتفيد اخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية ان وباء الحمى النزفية اودى بحياة 7890 شخصا على الاقل من اصل 20 الفا و171 اصيبوا به في الدول الثلاث الاكثر تضررا وهي غينيا وليبيريا وسيراليون.

وسيزور ولد الشيخ احمد ليبيريا وسيراليون هذ الاسبوع ثم غينيا في وقت لاحق "من اجل تعزيز الاولويات الاستراتيجية" للبعثة. وسيرافقه ديفيد نابارو منسق الامم المتحدة لمكافحة الوباء. من جهة اخرى، في لندن قال اطباء يعالجون ممرضة بريطانية اصيبت بفيروس ايبولا ووضعت في الحجر الصحي منذ الثلاثاء في احد مستشفيات في لندن، انها في حالة حرجة بعد اسبوع على عودتها من سيراليون.

&في بيان ان مستشفى رويال فري هوسبيتال "ياسف للاعلان ان حالة بولين كافيركي تدهورت تدريجيا في اليومين الماضيين وانها باتت في حالة حرجة". وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تغريدة على تويتر ان "افكاري وصلواتي تتجه الى بولين كافيركي التي تعيش حالة حرجة لاصابتها بفيروس ايبولا"، بينما عبر رئيس وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجون دعمه للممرضة التي تعمل في اسكتلندا.

وكانت الممرضة وافقت في الايام الماضي على تلقي علاج تجريبي للفيروس وكذلك مصل الدم اخذ من شخص اصيب بايبولا وشفي منه. الا ان المستشفى لم ينجح في توفير الدواء الاختباري "زد-ماب" الذي اعطي لعدة اشخاص اصيبوا بايبولا هذه السنة، و"لم يعد متوافرا في العالم حاليا".

وتتلقى الممرضة العلاج في المستشفى حيث ادخل الخريف الماضي الممرض المتطوع البريطاني وليام بولي الذي شفي من فيروس ايبولا بعدما اصيب به في سيراليون. وكما حدث له، وضعت بولين كافيركي في وحدة للحجر الصحي لا يسمح بالدخول اليها الا لافراد الطاقم المؤهل، على سرير تغطيها خيمة مزودة بجهاز تهوية منفصل.

وروى الطبيب مايكل جاكوبس الاختصاصي في الامراض المعدية في المستشفى الاربعاء ان "بولين جالسة تحت الخيمة، وتقرأ وتاكل قليلا وعلى اتصال مع عائلتها. الايام المقبلة ستكون حاسمة. حالتها قد تسوء".

وكافيركي (39 عاما) كانت تعمل لحساب المنظمة غير الحكومية "سيف ذي تشيلدرن" في مركز كيري تاون الطبي البريطاني في سيراليون قبل ان تعود الى بريطانيا مساء الاحد. وقد خضعت لتحاليل اكدت اصابتها بالمرض في غلاسكو في اسكتلندا الاثنين بعدما شعرت باعراض حمى خلال الليل ثم نقلت في وقت مبكر الثلاثاء الى المستشفى.

وقال الطبيب هيو بينينغتن الخبير في علم الجراثيم انه بات على الممرضة الاعتماد على الحظ للنجاة، مؤكدا ان "نقل الدم هو الامل في العلاج على الارجح". واعلنت السلطات الصحية البريطانية الجمعة انها عثرت على 71 شخصا كانوا على متن الرحلة بين لندن وغلاسكو، اخر محطة في رحلة الممرضة.

وكافيركي التي مرت بالدار البيضاء في المغرب ايضا، تمكنت من مغادرة مطار هيثرو في لندن بعد قياس حرارة جسمها ست مرات. وبما ان درجة حرارة جسمها كانت طبيعية في كل هذه المرات، فقد سمحت لها السلطات بالصعود الى الطائرة.

واشاد الطبيب بيتر كارتر رئيس نقابة الممرضين "بشجاعة" بولين كافركي وكل الطاقم الذي يعالجها والذي لا غنى عنه لمكافحة ايبولا، مشيرا الى انه يقوم بمجازفة كبيرة.واضاف ان "شجاعتهم تشكل مصدر الهام".

وفي واشنطن، اعلن مصدر طبي السبت ان ممرضا اميركيا اقام في سيراليون سيوضع تحت المراقبة في احد مستشفيات نبراسكا وسط الولايات المتحدة، بعد تعرضه للفيروس.

ولم تكشف هوية المريض الذي سينقل اليوم الاحد بطائرة الى الوحدة المتخصصة في المركز الطبي في نبراسكا لمراقبته ومعالجته اذا احتاج الامر. وقال مدير المركز الطبيب فيل سميث ان "هذا المريض تعرض للفيروس لكنه ليس مريضا ولا معديا".

والمركز الطبي في نبراسكا مجهز للعناية بمرضى ايبولا. وقد عالج ثلاثة مصابين حتى الآن نجا منهم اثنان. اما الثالث فكان طبيبا سيراليونيا مقيما في الولايات المتحدة توفي في تشرين الثاني/نوفمبر.& وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر، ذكرت منظمة الصحة العالمية ان 678 من العاملين في القطاع الصحي اصيبوا بالفيروس، في حصيلة لا تشمل الممرضة البريطانية. وقد توفي 382 من هؤلاء.
&