الرياض: أعلنت الأجهزة الأمنية السعودية، أنها تمكنت من القبض على عدد من الأشخاص المشتبه بصلتهم بحادثة مركز سويف الحدودي، وذلك بعد أن شنت الأجهزة الأمنية في وقت متأخر ليل أمس الأربعاء حملات أمنية واسعة النطاق في منطقة عرعر لملاحقة متطرفين متعاطفين مع "داعش" الإرهابي بحسب ما ذكرته اليوم، صحيفة "الحياة" الطبعة السعودية .
وكانت مجموعة متطرفة مكونة من ثلاثة أشخاص، قد استهدفت دورية أمنية تابعة لحرس الحدود السعودي على منفذ "سويف" الحدودي في الحدود الشمالية المحاذية للحدود العراقية فجر الاثنين الماضي، مما أسفر عن مقتل ثلاثة رجال أمن سعوديين بينهم قائد حرس الحدود بالمنطقة الشمالية، في حين قتل جميع المهاجمين، وفقا للمتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي.
وتشهد الحدود الشمالية، بين الفينة والأخرى حالات تسلل للمتطرفين فكريا، الذين يريدون الانضمام إلى مناطق الفتن والصراعات، فيما يقوم آخرون على تهريب المخدرات والسلاح إلى داخل المملكة، مستغلين بذلك طول الحدود واتساع مساحتها والبالغة 127 ألف كيلومتر والتي تتخللها الكثير من الوديان والشعاب الممتدة، كما تشهد المنطقة أحيانا مواجهات مسلحة بين مهربي المخدرات ورجال حرس الحدود.
وداهمت قوات الأمن السعودية مساء أمس الأربعاء، أحياء مختلفة في منطقة عرعر ضمن حملة أمنية واسعة النطاق لملاحقة متطرفين متعاطفين مع التنظيم الإرهابي داعش، أسفرت عن إلقاء القبض على سبعة أشخاص، اثنين منهم سعوديان، وأربعة سوريين ، بحسب "الحياة" التي أوضحت نقلا عن مصدر امني، أنه تم العثور على مبلغ مالي ضخم في نقطة ارتكاز منفذي العملية الانتحارية في مركز سويف، و إن المقبوض عليهم ما يزالون قيد الاشتباه، و أنه تم نقلهم بطائرة خاصة إلى الرياض لاستكمال التحقيقات معهم .
من جهة أخرى، كشف تنظيم داعش الإرهابي - عبر مواقع الكترونية -& بعض هويات منفذي الهجوم الإرهابي على& منفذ "سويف" الحدودي ، وهو ما اعتبره مراقبون إعلان واضح وصريح على تبني تنظيم داعش& للعملية الانتحارية ،حيث ذكرت المواقع الالكترونية ، إن احد المهاجمين يدعى ممدوح المطيري، وهو سعودي الجنسية وكنيته أبو ذر الشلاحي وهو& الذي& قام بتفجير نفسه بحزام ناسف ، فيما يدعى الآخر عبدالله الشمري، وهو سعودي الجنسية و كنيته أبو فجر الشمري .
وكانت صحف أمريكية وبريطانية، قد تناولت من خلال تغطيات إعلامية تحليلية، حادثة مركز سويف الحدودي حيث قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن هجوم عناصر تنظيم داعش الإرهابي، يعتبر الثاني من نوعه خلال اقل من شهرين، حيث شنت عناصر& التنظيم ، هجوما طائفيا بمدينة الإحساء - شرق السعودية - في نوفمبر الماضي، أسفر عن& مقتل خمسة أشخاص، وهو إشارة إلى توجع& وتألم التنظيم الإرهابي من الضربات التي بدأ يتلاقها من السعودية، من خلال انضمامها في التحالف الدولي للحرب& ضد داعش .
من جهتها، ربطت صحيفة "انترناشيونال تايم" بين الهجوم الإرهابي وبين إعلان الرياض فتح سفارتها& في العاصمة& بغداد ، وأشارت إلى إن الهجوم قد يكون بمثابة بحث عن الثغرات الأمنية الموجودة في الحدود& كسبا للوقت& وذلك قبل اكتمال المباحثات السعودية العراقية والتي قطعا ستعزز تواجد السعودية في العراق ، وبالتالي تسفر عن تعاون اكبر على الحدود ، وذلك& بعد سنوات من فراغ حدودي على تخوم العراق بسبب انهيار الدولة العراقية وهو ما استدعى جهود أمنيه مضاعفة من قبل حرس الحدود بالسعودية.
تجدر الإشارة ، إلى إن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، كان قد دشن في سبتمبر 2014& المرحلة الأولى من مشروع خادم الحرمين الشريفين لأمن الحدود، والذي يبلغ طوله 900 كيلو متر ، ويقع على امتداد ستة قطاعات في كلٍ من مدن طريف وعرعر والعويقلة ورفحاء والشعبة وحفر الباطن. وذلك بهدف إحكام السيطرة على الحدود من عمليات تهريب المتسللين و المخدرات والأسلحة ومنع أي مخاطر محتملة.
التعليقات