وجدت إيطاليا نفسها محاصرة بتساؤلات، ما إذا كانت دفعت فدية لجبهة النصرة مقابل إطلاق سراح رهينتين كانتا محتجزتين لدى الجبهة منذ يوليو (تموز) 2014.&

قال تقرير صحفي نشر في لندن، السبت، إن علامات استفهام تطرح حول الثمن الذين دفعته إيطاليا مقابل حرية الرهينتين، وقالت صحيفة (إنديبندانت) البريطانية إنه إذا كانت الحكومة الإيطالية قد دفعت لجبهة النصرة فدية فعلا فإنها تكون قد خرجت على اتفاق مجموعة الدول السبع من عدم دفع مقابل مادي لحرية رهائن.
&
ويدور الحديث عن 12 مليون يورو، قد تكون الحكومة الإيطالية دفعتها لجبهة النصرة مقابل إطلاق سراح الرهينتنين فانيسا مارتسولو وغريتا راميلي اللتين كانتا خطفتا أثناء سعيهما لتقديم مساعدة طبية في مدينة حلب بشمال سوريا. وقد عادتا إلى بلدهما في ساعة مبكرة يوم الجمعة بعد نقلهما جوا من تركيا.
&
جينتيلوني ينفي&
&
وكان وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني نفى أن تكون حكومته قد دفعت فدية لجبهة النصرة، ولكن لم يكن نفيه مقنعا، ويقول بعض الإعلاميين إن إيطاليا ودولا أوروبية أخرى قد دفعت مقابل تحرير رهائنها في الماضي، وهناك أدلة على ذلك.
&
وقال جينتيلوني إنه استغرب من الشائعات التي تروج عن دفع فدية، ويشك بأن جبهة النصرة نفسها تقف وراء الشائعات.
&
وتقول الصحيفة البريطانية إنها توجهت بسؤال إلى الناطق بلسان وزارة الخارجية الإيطالية للحصول على نفي أو تأكيد للموضوع، لكن الناطق أحالها إلى البيان الذي أصدره وزير الخارجية.
&
وطالب نائب برلماني عن يمين الوسط الحكومة الإيطالية بتأكيد أو نفي الموضوع "حتى نعرف إن كنا ساهمنا في تمويل المسؤولين عن الهجمات على مجلة شارلي إيبدو"، كما قال.
&
وكانت الحكومة الإيطالية قالت قبل إطلاق سراح المرأتين إنها دخلت في مفاوضات معقدة مع الخاطفين.
&
وبعد أسبوع من قتل مسلحين إسلاميين متشددين 17 شخصا في باريس وبعد يوم من قتل الشرطة البلجيكية رجلين خلال مداهمة جماعة إسلامية، أثار احتمال استخدام أموال إيطالية في تمويل مثل هذه الهجمات مستوى انتقاد غير معتاد.
&
مطلوب التوضيح&
&
وقالت ماريا ستيلا جلميني وهي من الأعضاء البارزين في حزب (إيطاليا .. إلى الأمام) الذي ينتمي ليمين الوسط إن على الحكومة أن توضح ما إن كانت قد دفعت فدية.
&
ونقلت صحيفة (إيل سول 24 أور) عن جلميني قولها: "أظن أن علينا أن نبحث إن كانت أي فدية دفعت للإرهابيين قد استخدمت في تمويل نقل الإرهاب إلى أوروبا".
&
ومن جهتها، قال ماتيو سالفيني زعيم حزب (رابطة الشمال) المعارض على تويتر "إذا كانت الحكومة دفعت حقا 12 مليونا لتحرير الاثنتين صديقتي سوريا.. فسيكون هذا مثيرا للاشمئزاز".
&
ويشار إلى أن حكومات أوروبية من بينها إيطاليا تغض الطرف أو سهلت دفع فدية للإفراج عن رهائن رغم أن هذا تم نفيه رسميا مرارا.
&
وزاد من حساسية دفع الفدى قطع متشددين إسلاميين رؤوس عدد من الرهائن الغربيين معظمهم أميركيون، وحثت الولايات المتحدة مراراً حلفاءها الأوروبيين على عدم دفع أي فدية.
&
وكان تقرير نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) العام الماضي أن القاعدة والجماعات المرتبطة بها جنت 125 مليون دولار على الأقل من فدى الخطف منذ 2008 معظمها من حكومات أوروبية تقدمها من خلال جهات وكيلة عنها.
&

&