تحت جنح الظلام، وخوفًا من ردات فعل غاضبة، دُفِن منفذا الهجوم الدموي على صحيفة تشارلي إيبدو الفرنسية الساخرة سرًا قرب العاصمة الفرنسية باريس.


بيروت: دفن سعيد كواشي، أحد الأخوين منفذي الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة، في مدينة رانس بشمال فرنسا، بغياب عائلته وفي قبر من دون شاهد يذكر اسمه.

بهدوء تام

قال محامي العائلة إن أسرة كواشي لم تحضر الدفن، وإن المراسم جرت ليل الجمعة بهدوء تام ووسط حراسة أمنية مشددة، في حين تم دفن شقيقه شريف كواشي بالمربع الخاص بالمسلمين بمقابر بلدة جونفيلييه بالضاحية الباريسية، التابعة لإقليم السين.

وعلى الرغم من أن المنفذين يعتبران ارهابيين، وليس لديهما حقوق، إلا أنه بحسب القانون الفرنسي، يمكن دفن المتوفي في المقاطعة التي كان يعيش فيها، أو التي توفي فيها، أو في مسقط رأسه.

لا خيار ثانٍ

بقي قبر سعيد كواشي مجهولًا في مقبرة لم يتم الكشف عن اسمها بمدينة رانس في شمال شرق باريس، على الرغم من أن رئيس البلدية أرنو روبينيه، رفض هذا الأمر في السابق، ثم عاد عن رأيه تحت ضغط الحكومة والقانون.

ويقول روبينيه إنه رفض في البداية أن يدفن كواشي في البلدة، خوفًا من أن يتحول قبره رمزًا يزوره المتشددون، أو ينتقم منه الفرنسيون الغاضبون.

أما بلدة جونفيلييه، التي دفن فيها الأخ الثاني، فقال رئيس بلديتها باتريك لو كليرك: "لم يكن لدي خيار ثان، تمنيت ألا يدفن إرهابي في أرض المدينة، لكني وجدت نفسي مرغمًا على احترام القانون".

ليسا جزائريين

ينص القانون الفرنسي على أنه من حق أقرباء المتوفي أن يطلبوا من رئيس البلدية دفنه في البلدة التي كان يعيش فيها، ولا يحق لرئيس البلدية أن يرفض الطلب.

يشار إلى أن الحكومة الفرنسية قدمت طلبًا للسلطات الجزائرية للسماح بدفن جثماني الشقيقين شريف وسعيد كواشي، لكن هذا الطلب قوبل بالرفض، باعتبار أنهما لا يحملان الجنسية الجزائرية، ولدا في الأراضي الفرنسية وتوفيا فيها.