القاهرة: دعا الازهر المسلمين الاربعاء الى "تجاهل" الرسوم الاخيرة التي تصور النبي محمد في نسخة صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة. فبعد اسبوع على الاعتداء الجهادي الذي قضى على فريق تحرير الصحيفة، صدرت شارلي ايبدو الاربعاء، وعلى صفحتها الاولى رسم للنبي محمد دامعًا، حاملاً لافتة تقول "انا شارلي". ونفدت أعداد هذا العدد التاريخي منذ الصباح الباكر الاربعاء.

وأكدت المؤسسة الدينية السنية المرموقة التي تتخذ مقرًا في مصر في بيان أنها تدعو "جميع المسلمين إلى تجاهل هذا العبث الكريه". وأضاف الأزهر أن "مقام نبي الرحمة والإنسانية - صلى الله عليه وسلم - أعظم وأسمى من أن تنال منه رسوم منفلتة من كل القيود الأخلاقية والضوابط الحضارية".

وكان مجمع البحوث الاسلامية التابع للأزهر اعتبر مساء الثلاثاء أن نشر هذه الرسوم "المسيئة" للنبي "سيؤجج مشاعر الكراهية".

احترام المقدسات

ودعا وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاربعاء الى "الاحترام" المتبادل للقيم لدى سؤاله في جنيف عن اعتداءات فرنسا، وعن صدور عدد جديد لاسبوعية شارلي ايبدو الساخرة وعليه رسم للنبي محمد.

وقال ظريف "نعتقد انه ينبغي احترام المقدسات وطالما لم نتعلم أن نحترم احدنا الآخر سيكون ذلك صعبًا للغاية في عالم فيه وجهات نظر مختلفة وثقافات وحضارات مختلفة (...) لن تتمكن الحضارات من اجراء حوار جدي اذا لم نبدأ باحترام قيم كل طرف وطابعها المقدس".

صحف الأردن تندد

من جانبها، نددت صحف اردنية بنشر صحيفة شارلي ايبدو رسمًا جديدًا للنبي محمد على الصفحة الاولى من عددها الجديد الاربعاء، معتبرة أن الرسم "عبث" و"عدوانية" و"استفزاز غير مبرر" لمشاعر المسلمين حول العالم.

وقالت صحيفة "الرأي" اليومية الحكومية إن "المضي قدماً في الاستهتار والإساءة لرسول الإسلام والرحمة والتسامح والمحبة، واعتبار ذلك حرية للتعبير، فهو عبث وعدوانية وعنصرية أياً كانت المبررات والتفسيرات". ورأت الصحيفة انه "لم يعد ثمة مبرر لاستمرار هجمات الكراهية والإساءة التي تقوم بها هذه المجلة الفرنسية ومن شابهها من مجلات عنصرية ومنظمات فاشية معادية للمسلمين من أفعال أو رسومات أو أقوال".

وأوضحت أنه "آن للعدالة في بلدان أوروبا وفي مقدمتها فرنسا أن ترفع صوتها في وجه كل من يريد بث الكراهية في صفوف مجتمعاتها وتقسيمها وفق نظريات عنصرية وفاشية، لم يعد لها مكان في المجتمعات الديمقراطية والحرة التي نجحت في هزيمة الفاشية والنازية وكل أشكال الاستبداد والعنصرية".

متاجرة بالأديان!

من جانبها، رأت صحيفة "الدستور" اليومية شبه الحكومية انه "لا يمكن اعتبار قرار الصحيفة الفرنسية شارلي ايبدو نشر مزيد من الرسوم المسيئة للرسول وطباعة نحو مليون نسخة في عددها المقرر صدوره اليوم الأربعاء، بأنه ممارسة لحرية الرأي والتعبير أو محاولة اثراء وترسيخ قيم الديمقراطية، وانما هي ممارسة اقرب للانتهازية والتطرف والغلو وليست بعيدة عن المتاجرة بالاديان كوسيلة للترويج عن نفسها من خلال ممارسة استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم عبر العالم".

وأضافت أنّ "نشر الصحيفة مجددًا الرسوم المسيئة يشكل حالة هوس ذهني وفكري من قبل القائمين على الصحيفة، الذين اعمى الله بصرهم وبصيرتهم من إدراكهم لفداحة الضرر الذي يلحق بقيم التسامح والحرية والديمقراطية وحرية التعبير جراء أفعالهم المنفلتة والمتمردة على كل هذه القيم والمبادئ وعدم احترام الاديان والأنبياء ويعكس صورة من صور الحقد الأعمى والجهل المطبق".

وشددت الصحيفة على أنّ "ممارسة هذا السلوك مجددًا من قبل هذه الصحيفة المغمورة يجب أن يواجه بالوقوف بحزم أمام حملات التشويه المتعمد للإسلام ورسوله الكريم، لأن ذلك لا يدخل في إطار حرية التعبير وفي ذلك استثارة لمشاعر المسلمين في أنحاء العالم".

ونشرت شارلي إيبدو على صفحتها الأولى بعد أسبوع على الاعتداءات رسمًا للنبي على خلفية خضراء وتحت عنوان عريض "مغفور كل شيء"، في إشارة تصالح تتباين مع اسلوب الصحيفة الاعتيادي اللاذع. غير ان صورة النبي حاملاً الشعار ذاته "انا شارلي" الذي رفعه نحو اربعة ملايين متظاهر الاحد في شوارع فرنسا اثارت الغضب في العالم الاسلامي.