الحكومة اللبنانيّة منضبطة حتى الساعة مع وجود خطاب سياسيّ موزون بين أطرافها، لكن الوضع سيتغيّر حتمًا إذا ما قرر حزب الله الرّد على عمليّة القنيّطرة.

بيروت: يؤكد النائب إيلي ماروني (الكتائب اللبنانيّة) في حديثه لـ"إيلاف" "إننا مضطرون للأسف أن ندعم صمود الحكومة اللبنانيّة رغم وجود ملاحظات لدينا كثيرة بشأنها، لأن لا قدرة اليوم على تشكيل حكومة أخرى، في ظل الفراغ الرئاسيّ وعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة اللبنانيّة، من هنا، تبقى الحكومة اللبنانيّة المؤسسة الأخيرة المتبقيّة التي تعمل في ظل شلل مجلس النواب، وفي ظل الفراغ الرئاسيّ، ومن هنا تستفيد الحكومة من هذا الظرف كي تكسب دعم الجميع.
&
أما النائب الوليد سكريّة ( 8 آذار) فيلفت في حديثه ل"إيلاف" إلى أن الحكومة باقية وصامدة للأسباب التاليّة أولاً توافق الجميع على مكافحة "الإرهاب" والخشية من تسلّله إلى داخل لبنان لإقامة إمارة داخله، مما يضر بمصالح الجميع، بمصلحة تيار المستقبل وكذلك حزب الله والمسيحييّن، فالجميع مجتمعون اليوم لحماية لبنان، بمباركة دوليّة، حفاظًا على لبنان وعلى المصالح الدوليّة كي لا تتأذى إذا أقام داعش إمارته في لبنان.
&
لذلك الحكومة صامدة وإذا اهتزّت بسبب ما سنشهد تدخلاً لمنع انهيار تلك الحكومة.
&
انضباط سياسيّ
&
عن الإنضباط السياسي المتّبع لعدم تفجير الحكومة اللبنانيّة يقول ماروني :" في كل إجراء وخطة أمنيّة تقوم بها الحكومة نلاحظ ارتباكًا وزعزعة بالثقة بين أركان تلك الحكومة، رغم ذلك فالقرار الإقليميّ والدولي الذي فرض وجود تلك الحكومة يحتّم اليوم بقاءها وخصوصًا أن لا قدرة على تشكيل حكومة أخرى، وأن تبقى تلك احكومة أفضل بكثير من الحصول على حكومة تصريف أعمال.
&
عن الخطاب السياسيّ السائد المنضبط نسبيًا لحماية الحكومة اللبنانيّة يقول ماروني إن وجود جو الحوارات في البلد، رغم أنه حتى الساعة لم ينتج شيئًا لكنه يريح الأجواء داخل الحكومة، فبدل أن يحصل تصادمًا داخلها نلاحظ النقاشات رغم الاختلافات، لكنها تبقى كلها تحت أجواء الحوار القائم.
&
أما سكرية فيلفت إلى وجود انضباط سياسيّ في الخطاب طالما داعش يهدّد أمن لبنان.
&
حزب الله والرد
&
ولدى سؤاله إذا قرر حزب الله الرّد على عملية القنيطرة هل تبقى الحكومة منضبطة؟ يلفت ماروني إلى وجود إجماع لدى كل اللبنانييّن على تجنيب لبنان أي اعتداء ومن تجنيبه أن يخوض حربًا في وقت يعاني لبنان من جبهات داعش والنصرة وغيرها، واليوم الاعتداء الإسرائيليّ حصل على الأراضي السورية وليس على الأراضي اللبنانيّة، لذلك يجب أن يكون الرد من سوريا وليس من لبنان، وعلى السورييّن الدفاع عن سيادتهم وعن أرضهم التي اعتدى عليها الإسرائيليّ، ومسألة الرد اليوم ومسألة قرار الحرب والسلم هي مسألة خلافية بين اللبنانييّن.
&
ويعتبر ماروني أنه بالمعنى العاطفي من حق حزب الله أن يرد على العمليّة التي استهدفت أركانه، ولكن من حقه الوطنيّ أن يكون قرار الحرب والسلم في يد الحكومة اللبنانيّة.
&
أما سكرية فيرى أن الأمر يتوقف على طبيعة رد حزب الله على عمليّة القنيطرة، وأيضًا على المواقف الدوليّة التي شنشهدها بالنسبة لرد حزب الله.
&
فإذا كان الرد محدودًا وانتهى بأمر مضبوط وتحت سقف محدد، تبقى الحكومة منضبطة، أما إذا تطوّر الأمر إلى حرب مع إسرائيل فإن الموقف الدولي يتغيّر.
&
ويلفت سكرية إلى ان الرد يجب أن يكون محسومًا فالقرار بيد حزب الله لردع إسرائيل عن التمادي في العدوان ومنعها أن تعيد الكرّة، ولكن كيف يتم الرد ومتى وبأي طريقة فهو أمر يقرّره حزب الله .