لندن: أقيم يوم الأربعاء 21 كانون الثان (يناير) جلسة في البرلمان البريطاني بحضور مسؤولين من وزارة الداخلية والأمن والدفاع، وعدد من البرلمانيين البريطانيين ودعوة عدد من المؤسسات والشخصيات الإسلامية ذات علاقة بدراسة ظاهرة التشدد&الإسلامي في المجتمع البريطاني، وما أسبابه وكيفية معالجة هذه المشكلة المتنامية.
&
الإسلام جزء مهم من بريطانيا&
السيدة هازل بليرس، عضو الشرف فى البرلمان البريطاني عن حزب العمال، والمسؤولة حاليا في وزارة الداخلية ووزيرة الداخلية السابقة أدارت الندوة، وتحدثت عن مشكلة حقيقية تعانيها بريطانيا وهي ظاهرة التشدد الديني، التي تدفع مئات الشباب المسلم الذي وصل إلى أكثر من 700 للإلتحاق بالحركات المتشددة فى سوريا وغيرها. تساءلت لماذا ذهب شبابنا البريطانيين الذين ولدوا وترعرعوا هنا إلى الإلتحاق بتنظيم داعش أو القاعدة، وأين تكمن المشكلة وكيف يمكن إعادتهم إلى رشدهم، وكيف نمنع الآخرين من الإلتحاق بالفكر المتشدد.
أكدت كذلك من جانب آخر أن الإسلام والمسلمين يشكلون جزءا مهما من بريطانيا، وذكرت أن الأديان الأخرى كاليهودية في بريطانيا يمثلون كذلك جزءا أساسيا منها.
&
التحاق الطلاب بالمتشددين&
أما وزير الأمن البريطاني وعضو البرلمان جيمس بروكنشاير، أكد على كون المسلمين جزءا لا يتجزء من بريطانيا وقال إنها لن تكون بدونهم أصلا.
وأكد على دور الوزارة فى تشجيع ودعم البرامج المختلفة المساهمة في مواجهة هذه المشكلة الكبيرة وطلب من الحاضرين تقديم برامج عملية فعالة.
وذكر شبكات الإنترنت وقدرتها على استيعاب الشباب للإلتحاق بسوريا وغيرها، ليكونوا جزءا من المجموعات المتشددة. وقال من السهل أن تجد حواراتهم على الإنترنت، وقدرتهم على جذب شبابنا إلى هناك، فكيف يقنعونهم ولماذا يلتحق هؤلاء الشباب بهم.
&
أشار أيضا إلى ما حصل فى باريس من إرهاب وجريمة قتل الإعلاميين، وإلى الحد الخطير الذي وصل اليه هؤلاء ومنع حرية التعبير ذات القيمة الكبيرة في مجتمعنا.
وتساءل جيمس لماذا يلتحق طلابنا المتخرجين من الجامعات البريطانية بالتيارات المتشددة.
&
الإسلام بريء من الإرهاب&
تحدث مجيد نواز من مؤسسة كويليم، أن المسألة ليست سهلة إطلاقاً، بل هى معقدة، وأكد أن الناس يطالبون المسلمين بالإعتذار، وهذه مشكلة، لأن الذين قاموا هم قلة، ولاعلاقة لنا بهم لكي نعتذر عما لم نرتكبه. فالإسلام بريء من هذه الأعمال. فلا يطالب الآخرين بالإعتذار عندما يقوم أحدهم بعمل شخصي، وهل ينسب إلى الجماعة كلها؟
&ما قاموا به لايمثلني وليس باسمي وأنا بريء منه، وعندما يطالب المسلمون بالإعتذار، فهذا سوف يضعهم بموقع غير موقعهم الطبيعي، نحتاج إلى عمل كبير خصوصًا من الجانب الإعلامي ودوره المؤثر، فكما أثر في استقطاب الشباب، يجب أن يكون لنا إعلام يوعي ويردع.
تدخل إيران وميليشيات حزب الله في قتل السوريين
&ثم تحدث بيتر نيومن، الخبير من المركز العالمي لدراسة الراديكالية متسائلا لماذا يذهب الشباب إلى سوريا للإلتحاق بتنظيم داعش، وأمثاله، كما تحدث عن الأجيال المتلاحقة حيث يذهب الشباب من الجيل الثاني وحتى الثالث للمسلمين الذين ولدوا هنا ونشؤوا في المدارس والجامعات والحياة البريطانية، ليلتحقوا بتلك الأفكار والتنظيمات المتشددة، فهل المشكلة في الأيديولوجية الدينية التي تجذبهم، فهنالك أعداد كبيرة لازالت مستمرة بالتدفق بهذا الإتجاه.
وذكر نقطة هامة، وهي أن كثر كانوا يلتحقون بصفوف القتال في سوريا عندما كان الغرب يواجه النظام السوري الأسدي الحاكم، فهو متناغم مع حركة الغرب وليس ضدّها، لكنهم وجدوا الحرب طاحنة وازداد النظام شراسة بالقتل والإبادة والجرائم وبدأت تعينه ميليشيات حزب الله من لبنان والنظام الإيراني، خصوصا فيلق القدس من الحرس الثوري الإيراني، ولم يجد الشباب دعمًا قويًا من الغرب ضد النظام السوري لإسقاطه ودخلت المجموعات المتشددة لتزيد الأمر تعقيدا.
الكثير من الملتحقين يعانون من مشاكل وأمراض نفسية وغيرها
&ثم تحدثت ساجدة موغال من مؤسسة جان، عن برامجها الإجتماعية وهي تعمل مع العوائل والشباب أنفسهم لتهذيبهم ومنعهم من الذهاب إلى سوريا وغيرها، كما تحدثت عن أحداث 7/7 وتفجيرات القطارات والباصات بلندن وانعكاساتها.
وأكدت أن الإنترنت هو العامل الرئيسي لجذب الشباب والشابات وعنده قدرة الإغراء والإقناع والجذب من خلال الحوارات ووسائل التبليغ. وقالت إنها تعاني من الدعم المالي لمشاريعها اليومية، كما أشارت إلى أن الكثير من الملتحقين يعانون من مشاكل مختلفة وعقد وأمراض نفسية وغيرها جعلتهم مادة خصبة للجذب.
أزمة الهوية والسياسة
تحدثت روز عضو الإتحاد الأوروبي عن تجربة الإتحاد في مواجهة التشدد والراديكالية الإسلامية.
أما ديانا جونسون، وزيرة الداخلية البريطانية فى حكومة الظل، فتحدثت عن فشل البرامج السابقة والحاجة إلى برامج أوسع وأكبر وأقدر، وضرورة تقييم التجربة السابقة، فلازال تدفق الشباب نحو سوريا مستمر، ويجب مواجهته.
كما تحدث العديد من المسلمين عن أزمة الهوية بين كون الشاب بريطانيًا أو مسلمًا وهل يوجد تعارض بينها وأين الأولوية عند التعارض؟ وما معنى المسلم البرطاني؟ أو البريطاني المسلم؟ وما هو تعريف الراديكالية والتشدد وأين حدودها؟
كما تحدث عدد من المسلمين عن غضب الشباب من ما يحصل في الشرق الأوسط من مشاكل وسياسات خاطئة يتحملها الغرب، وما يحصل من ظلم في أنظمة سوريا والعراق وإيران ونقدهم للسياسة الخارجية البريطانية.
كما ذكر بعضهم الحالات العنصرية في الغرب للتفريق ضد المسلمين وضرب المساجد حتى وصلت في الثلاثة أشهر الأخيرة إلى خمس مساجد تتعرض لحوادث عنصرية مختلفة، وبعض مرتكبيها لازال طليقا غير ملاحق، مما يجعله يواصل تهديد المساجد والمسلمين وحالات الإسلاموفوبيا وانتشار الخوف من الإسلام المتزايد ودور الإعلام في ذلك حتى صحفاته الأولى.
ذكر بعضهم الإشكالية في النص الديني وما يحمله أحيانا ضد الآخرين، بينما نفى البعض الآخر مؤكدا على العنصرية والجوانب السياسية، فيما أشار آخرون إلى أن الشباب يبحثون عن جديد وغريب، وربما رؤوا في هذه التنظيمات تصميماً جديدا يرتدونه.
&وتحدث بعض الأئمة عن تجربتهم مع الشباب المسلم المسجون في السجون البريطانية، بينما تحدث آخرون عن مشكلة الأئمة في المساجد، خصوصا الذين يأتون من الخارج ويحملون ثقافة الكراهية ولايعرفون اللغة وثقافة التسامح ومشكلة بعض المساجد وغير ذلك من النقاشات الهامة والصريحة في ندوة بناءة هادفة.
&
&
التعليقات