يعيش مخيم عين الحلوة في صيدا مأزق قضيّة المطلوبين، ويظهر تخوّف جدي في الأفق من انفجار الوضع داخليًا في لبنان بدءًا بالمخيمات الفلسطينيّة.
ريما زهار من بيروت: بدأ الخناق السياسيّ والأمنيّ يضيق على مخيم عين الحلوة في صيدا، ومعه بدت القوى السياسيّة الوطنيّة والاسلاميّة تعيش في مأزق حقيقي بعدما تبلّغ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمشرف على الساحة اللبنانّية عزام الأحمد رسميًا من الأجهزة الأمنية اللبنانيّة وجود مطلوبين يختبئون في المخيم ويحتمون بسكانه ويحاولون أخذه رهينة لتنفيذ أجندة أمنيّة غير فلسطينيّة تمسّ باستقرار لبنان وسلمه الأهلي ومؤسساته الرسميّة والحزبية، والسؤال الذي يطرح اليوم هل ينفجر الوضع في لبنان بدءًا من المخيّمات الفلسطينيّة؟.
يقول مصدر مطلع لـ"إيلاف" "إن المخيمات الفلسطينية في لبنان، بسبب وضعها الخاص، وهشاشة الوضع اللبنانيّ، وانقساماته الطائفيّة والسياسيّة، باتت أكثر قابلية للتوظيفات السياسيّة البعيدة عن الأجندّة الوطنيّة.
ويضيف المصدر: "المشكلة أن هذه التوظيفات لا تقتصر على قوى إقليميّة دوليّة، وإنما تشمل قوى غير ذلك، مثل الجماعات الإسلامية المتطرّفة، والجماعات الإرهابيّة (التي تحتمي ببعض المخيمات)، فضلاً عن الجماعات الخارجة عن القانون وعن سلطة الدولة في لبنان.
وفي الواقع فإن انفجار الوضع من مخيم نهر البارد سابقًا ربما أشار إلى إمكان انفجاره، في مراحل أخرى، وبحسب تطوّر الأوضاع في لبنان، وتطورات الصراع على منطقة الشرق الأوسط، إلى أماكن أخرى، مثل مخيم عين الحلوة، الذي يشكّل جزيرة أمنيّة، تكثر تعقيداتها، ويصعب التعامل معها. ويتابع المصدر:" لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فربما تصل الأمور في مرحلة ما إلى حد إقحام الوجود الفلسطيني، في الصراعات اللبنانيّة الداخلية، مرة ثانية، أو في الصراعات الإقليميّة المحيطة بالصراع على الترتيبات المستقبلية للشرق الأوسط.
ويضيف المصدر:"الساحة الفلسطينيّة معنيّة بمراجعة أحوالها في لبنان، ومن ضمن ذلك مراجعة خطاباتها وبناها وأشكال عملها، ولا سيما ما يتعلق بشأن التواجد المسلّح على الساحة اللبنانيّة.
ولعل ذلك يفترض ضمنًا البحث في مسألة طي التواجد العسكري في لبنان داخل المخيمات وخارجها، لقطع الطريق على استدراج الفلسطينيين في الصراعات الداخلية اللبنانيّة، ولوضع حد لعمليات التوظيف الخارجي للقضية الفلسطينيّة وللسلاح الفلسطيني. وحينها يمكن للفصائل التي تحبذ السلاح أن تركِّز جهودها على المقاومة ضد الاحتلال، وأن ترحم الفلسطينيين في لبنان، في ما تبقى لهم من مخيمات".
احتقان داخل المخيمات
ويقول المحلل السياسيّ معن بشور لـ"إيلاف" إن وجود احتقان في المخيّمات الفلسطينيّة يعود إلى أسباب عديدة، بعضها يرتبط بإهمال الجوانب الحياتيّة والإنسانيّة، للفلسطينيين في لبنان، وهذا ما نبَّه إليه الكثيرون منذ فترة طويلة، ويضيف بشور: "غياب مرجعية واحدة للفلسطينيين في لبنان، وانعكاس حال الانقسام السياسيّ عليهم، جعل المخيمات عمليًا بدون قيادة قادرة أن تحاور السلطة اللبنانيّة، لحل كل المشاكل القائمة.
انفجار كامل
كل هذه الاضطرابات هل يُخشى منها أن ينفجر الوضع كليًا في لبنان بدءًا بمخيم عين الحلوة؟، يجيب بشور: "انا من الذين يعتقدون أن الوضع في لبنان بشكل عام، ما يزال تحت السيطرة، وأن أي مشكلة تبرز هنا او هناك، يمكن معالجتها، لان كل الأطراف المعنيّة بالوضع اللبنانيّ، داخليّة ام خارجيّة، متفقة على عدم تفجير الأوضاع في لبنان، ولكل واحد في هذا الإطار سببه، لذلك اعتقد أن الانفجار الشامل يحتاج جهّات ترعاه وتغذيه وتسعى اليه، ولا أعتقد أن هذا الأمر متوافر في الوقت الحاضر، لذلك اعتقد، أن وعي السلطات اللبنانيّة من جهة، وإحساس الفلسطينييّن بالمسؤولية والمخاطر الناجمة من مثل هذا التفجير، ستجعل الأمر تحت السيطرة بشكل عام من دون أن نستبعد تفجيرًا هنا او هناك، في هذا الاطار.
فاعليات للتهدئة
ما هو دور الفاعليات من الجهتين لتهدئة الوضع الأمني في المخيمات؟، يجيب بشور: "لا شك أن الفاعليات الفلسطينيّة واللبنانيّة يجب أن تلعب دورًا مهمًا، وأيضًا ينبغي على السلطات اللبنانيّة، ألا تتعامل مع مسألة المخيمات تعاملاً أمنيًا بحتًا، بل ينبغي أن تستمع إلى المطالب المحقّة".
&
التعليقات