عمت مشاعر الحزن مصر، بسبب وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. ولم تفرّق مشاعر الحزن بين السياسيين والشخصيات العامة، وبين الشعب المصري كله، ويذكر الجميع بالكثير من العرفان والإجلال وقوف الملك الراحل إلى جوار مصر في محنتها، في أعقاب ثورة 30 يونيو/ حزيران التي أطاحت بنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين. واعتبر المصريون أن الملك الراحل بسط يده بالخير للدنيا كلها.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أصيب المصريون بفاجعة شديدة، لوفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وعمت أجواء الحزن مختلف أنحاء الجمهورية، شعبياً ورسمياً، لا سيما أن المصريين يكنون للملك الراحل كل الإحترام والحب والتبجيل، نظرًا إلى مواقفه الشجاعة من مصر ومختلف الدول العربية.

شعبيًا، رسم الحزن خطوطه على ملامح المصريين في الشوارع والأماكن العامة، حتى وداخل بيوتهم، ولم تخل وسائل المواصلات العامة من أصوات تترحم وتتذكر محاسن الملك الراحل، وتعددها، وتدعو له بالرحمة والمغفرة، ولم تخل التجمعات في المقاهي والنوادي من الحديث عن الملك الراحل، بكل الخير.

الأول مع مصر
ووصف الرئيس المؤقت السابق، عدلي منصور، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بأنه "كان رجلًا في وقت عزت فيه الرجال"، وأضاف في تصريحات له: "وقف الملك عبد الله بن عبد العزيز" مع مصر في وقت كان الجميع تقريبًا ضدها، وكان نتيجة وقفته، أن دولًا كثيرة غيرت موقفها تجاة مصر".

وأضاف أن "الدعم الذي قدمته السعودية، وما زالت لن ينساه الشعب المصري، فلقد كان جلالة الملك عبدالله شخصًا مهذبًا للغاية، ويقدر الناس حق قدرهم، ومحبًا جدًا لمصر ولشعب مصر، وكان حريصًا على تنفيذ وصية الملك المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله رحمة واسعة".

صلاة الغائب
وأقام& شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، صلاة الغائب على روح&الملك عبد الله بن عبد العزيز، في قريته بالقرنة في &محافظة الأقصر. وقال شيخ الأزهر، في بيان له: "بمزيدٍ من الإيمان بقضاءِ الله وقدرِه، وببالغ الحزن، تلقَّى الأزهرُ الشَّريف وإمامه الأكبر، خبرَ وفاة القائد العربى الأصيل، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود". وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين: "نذر حياته للذَّوْدِ عن حُرمات أمته العربية والإسلامية، وأَنِف أن يقبل فيها الدَّنيَّة، وأبى أن يتاجرَ بها في أسواق الاستعمار الجديد، أو يقبلَ فيها مساومةً أو مفاصلةً من أعداء يتربصون بها ويكيدون لها".

سياسياً"، نعت جميع مؤسسات الدولة والأحزاب والقوى السياسية والشخصيات العامة خادم الحرمين الراحل، ونعى الدكتور محي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ببالغ الأسي والحزن وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.

وقال المجمع إن "الأمة العربية والإسلامية فقدت زعيما وحكيما أعطى الكثير الكثير لشعبه ولأمته العربية والإسلامية وحقق إنجازات حضارية وساند القضايا العربية والإسلامية". وأضاف ان "المجمع يتقدم بالتعازي للشعب السعودي الشقيق وللأمة العربية والإسلامية، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته".

يدالخير
وتقدم الدكتور عبدالحي عزب، رئيس جامعة الأزهر، بخالص العزاء للمملكة العربية حكومة وشعبا، والعالم كله، لوفاة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال عزب في بيان له، إن جامعة الأزهر والعالم كله، تلقوا نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين، بحزن شديد، لافتا إلى أن&الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بسط يده بالخير للدنيا كلها.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر، أن وفاة ملك السعودية تعد فجيعة كبيرة للعالم كله، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم الأمتين العربية والإسلامية، الصبر السلوان. ودعا رئيس جامعة الأزهر، المولى عز وجل، أن يجزي خادم الحرمين خيراً، عما قدمه من خدمات للإسلام والمسلمين.

وتمنى عزب، أن يوفق المولى عز وجل، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في مهمته الجديدة، وأن يستكمل مسيرة الراحل، في خدمة الإسلام والمسلمين.
ونعى محمد فائق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان ببالغ الأسى والحزن رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين. وقال فائق، إنه برحيل العاهل السعودي فقد العالم أحد حكمائه وأركانه المخلصين في وقت أحوج ما يكون فيه إليه، مشيرا إلى أن الفقيد الراحل كان له دور مؤثر في الأمن والسلم الدوليين والسعي الدائم نحو بناء توافق في العالم العربي ونبذ الخلافات والفرقة، إضافة إلى دوره في تعزيز الحوار بين الأديان.

مواقف وشهامة
وقال الدكتور عصام أمين مؤسس الجبهة المصرية إن خادم الحرمين الشريف "لم يكن مجرد ملك، ولكنه رجل المواقف وأبو الشهامة الذي لم يتوان عن تقديم الدعم والمساندة والمساعدة للشعب المصري طوال حياته". ودعا أمين الله أن يعين الله الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز على شؤون الحكم بعد مبايعته ملكا للمملكة العربية السعودية، وطالبه بالسير على خطى سلفه الملك عبد الله في تبنى القضايا العربية والإسلامية.

وقال المهندس محمود مهران رئيس حزب مصر الثورة: "لن تنسى الأمة العربية، وخاصة مصر، موقف الملك عبد الله بن عبد العزيز، هذا الرجل العظيم الذي كان مثلاً يحتذى به في الدفاع عن القومية وحماية الوطن العربي من مخاطر كادت ان تكون وشيكة"، مشيراً إلى أن "لولا وقوف خادم الحرمين الراحل بجانبنا وبجانب الامة العربية بكاملها، للحق الضرر بمصر، وسيذكره التاريخ دوماً وسيترحم عليه الكافة، فنعم القادة كان ونعم الخادم للبقعة المباركة".

وأهاب مهران بالملك سلمان بن عبد العزيز أن يحذو حذو سلفه، وان يسير على نهجه ويكون ناصراً للإسلام والمسلمين ويكون سنداً للأمة العربية. ووصفت حركة "تمرد 25-30"& الملك عبد الله بن عبد العزيز بأنه "قائد عظيم لدولة عظيمة"، وقال محمد حسين المنسق العام للحركة، إن الملك عبد الله "أعطى الكثير لشعبه وأمته، وسوف يسجل التاريخ للفقيد الراحل ما حققه من إنجازات عديدة في الدفاع عن قضايا العروبة والإسلام بشرف وصدق وإخلاص، متحلياً بالحق والعدل والنخوة وشجاعة الكلمة‏".

ووفقاً لطارق زيدان المتحدث الرسمي باسم ائتلاف "نداء مصر" فإن "الأمة العربية بكاملها فقدت الراحل الذي وضع بصمة تاريخية في انجازات لوطنه وللأمة العربة والإسلامية".

والتاريخ سيشهد
أضاف زيدان، "لا أحد يستطيع أن ينكر إنجازات الملك عبدالله للأمة الإسلامية بكاملها وسيسجل التاريخ إنجازاته ومدى مساعدته وحبه لمصر والمصريين، مؤكدا أن الشعب المصري بكامله يقدره".

وقالت وفاء عكة عضو المجلس الرئاسي للائتلاف، إن "التاريخ سيشهد لدور الملك عبدالله تجاه مصر ومواقفه تجاه القضايا العربية والإسلامية"، متقدمة بـ"خالص العزاء إلى المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة"، متمنية "التوفيق للملك سلمان بن العزيز، سائلين المولى أن يتغمد& الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته".

وأضافت: "لن تنسى مصر ولا شعبها مساندته ودعمه المتواصل، على مدى سنوات عمره بشكل عام ودعمه لثورة 30 حزيران/يونيو بشكل خاص، واصدار بيان تأييد للثورة ونتائجها عقب ساعة واحدة فقط من بيان عزل الرئيس السابق محمد مرسي"، معربة عن تمنياتها بـ"التوفيق للعاهل السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز وان يستكمل مسيرة الملك عبدالله في العمل على وحدة العرب".
&