حرص العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على التواجد بقوة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مباشرة عقب مبايعته ملكاً جديداً، وبعد أن أجرى مباحثات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في الرياض نشر إيجازا عن فحوى ما تم في اللقاء.

الرياض: أطل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مرة أخرى عبر "تويتر" من خلال تغريدة كشف فيها لمتابعيه عن أهم المواضيع التي بحثها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، حيث قال في تغريدتين باللغتين العربية والإنكليزية: "سعدت بلقاء الرئيس أوباما، وبحثنا معا الشراكة الاستراتيجية، وتعزيز التعاون بين البلدين، وخدمة السلام العالمي"، مرفقا معها الحساب الرسمي للرئيس الأميركي في ما يعرف بـ "المنشن".

وتأتي تغريدة العاهل السعودي الملك سلمان الموجهة إلى أوباما، بعد تغريدة أعقبت توليه الحكم والتي ترحّم فيها على الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، حيث قال فيها "رحم الله عبدالله بن عبدالعزيز وجزاه عن شعبه خير الجزاء، وأحسن عزاء الشعب السعودي في فراقه"، وأعقبها بالقول "أسأل الله أن يوفقني لخدمة شعبنا العزيز وتحقيق آماله، وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا الأمن والاستقرار، وأن يحميها من كل سوء ومكروه".

وحصدت تغريدات العاهل السعودي مئات الآلاف من الـ"رتويت"، حيث يحظى حساب الملك سلمان بمتابعة أكثر من مليون وسبعمائة ألف مستخدم، والذين يتزايدون بوتيرة مستمرة منذ أن دشن الملك سلمان حسابه الرسمي في "تويتر" في 23 فبراير عام 2013 عندما كان وليا للعهد، فيما بلغ عدد تغريداته 287 تغريدة، كان أحدثها التغريدة التي وجهها للرئيس اوباما والتي كشف فيها عن المواضيع التي تم بحثها بين الجانبين.

وبفضل وجود الملك سلمان في "تويتر"، شهدت السعودية أول مبايعة إلكترونية، ليصبح الملك سلمان أول ملك سعودي يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي رسميا ويتلقى عبرها المبايعات التي شارك فيها مئات الالاف من المستخدمين.

وكان حساب العاهل السعودي قد تم تغيير التعريف الخاص به في 22 يناير من ولي العهد الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ليرتفع عدد متابعيه من مليون ومائة ألف إلى مليون وسبعمائة ألف .

في غضون ذلك، أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن حساب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اكتسب أكثر من نصف مليون متابع خلال الأسبوع الماضي فقط.

وأشارت الصحيفة عبر مقطع تلفزيوني نشر على موقعها الالكتروني، إلى أن التغريدة الملكية الأولى تمت إعادة تغريدها أكثر من 237 ألف مرة، كما تزايدت شعبية العاهل السعودي في تويتر خلال أسبوع بسرعة فاقت أي زيادة عرفها حساب الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وتعليقا على هذه الظاهرة ، قال الكاتب الصحافي جاسر الجاسر، في مقاله الأسبوعي، إن تغريدة الملك عن زيارة اوباما هي بمثابة بيان ملكي موجز عن المحادثات ورؤية الملك لمحصلتها العامة.

وأضاف: "هذا يعني أن حساب الملك الرسمي سيكون المصدر الرئيس والمتفاعل مع الناس في القضايا العامة، وسيكون بمثابة مجلس مشرع لكل المواطنين لإيصال كل ما يريدون إلى مكتب الملك، والأهم من ذلك كله هو اختراق البيروقراطية التـقليدية في الخــطاب الحكومي، واعتماد السرعة والمباشرة في التعاطي الفوري مع أي شأن يقتضي ذلك".

كما أوضح الجاسر، أن دخول الملك سلمان إلى تويتر يأتي في سياق توظيف كل الإمكانات والانفتاح الكامل على الوسائل الجديدة لتكون ضمن وسائل التعبير من دون أي بروتوكولات، وهو ما يتفق مع اهتمام الملك بالإعلام وصلته العريقة به، باعتباره أشهر شخصية سياسية ترتبط بعلاقات ثرية وعريضة مع الكتّاب والمفكرين والإعلاميين في العالم العربي، مؤكدا ان هذا هو الإعلام الذي يريده الملك سلمان ويدعو إليه ويناصره.


&