فقد لبنان، برحيل الملك السعودي، صديقًا وفيًا وقف إلى جانبه سياسيًا اقتصاديًا وأمنيًا، واعتبر أعضاء في تيار المستقبل أن الملك الحالي سيكون على خطى الملك الراحل في دعم لبنان واعتباره قلب السعودية.


بيروت: مع رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، فقد لبنان، صديقًا وفيًا وقف إلى جانبه ليدافع عن أمنه وسيادته واستقراره واقتصاده، وفي هذا الصدد يقول وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج (المستقبل) لـ"إيلاف" إن لبنان فقد صديقًا غاليًا، مع رحيل الملك السعودي، ويكفي ما قدمه من دعم سياسي واقتصادي، ودعم الليرة اللبنانية، إضافة إلى مساعدات الجيش اللبناني التي وصلت قيمتها إلى 4 مليارات دولار. وهذه تبقى مزايا كل الملوك السعوديين الذين أرسوا علاقات صداقة مع لبنان.
ويضيف دو فريج:"يجب ألا ننسى وجود المئات والآلاف من اللبنانيين الذين تحتضنهم السعودية وتقدم لهم فرص العمل فيها، وهي أمور تجعل لبنان بحالة ألم لفقدان الملك الراحل وفي حداد حقيقي على مسؤول بهذا القدر من الأهميّة".
أما النائب السابق مصطفى علوش (المستقبل) فيقول لـ"إيلاف" إن الملك الراحل زاد على التاريخ الطويل من علاقة السعوديّة بلبنان، وأضاف المحبة التي فاقت سابقاتها، ودعم القوى الأمنيّة والدولة بكل ما يمكن بالإضافة إلى السعي الدائم لإيجاد الحلول في لبنان، من خلال الاجتماعات والاتفاقات، وقد حاول الملك السعودي الراحل قدر الإمكان أن يحمي لبنان ويؤمّن استقراره، من هنا عمليًا لبنان فقد صديقًا له وخسارته تضاهي خسارة السعوديّة والعالم العربي.
&
انجازات الملك
ويتحدث دو فريج عن أهم إنجازات الملك السعودي الراحل في لبنان فيقول إنه دعم لبنان ومؤتمرات باريس الاقتصادية، وكذلك قدم المساعدات لتأمين الإستقرار النقدي، في المصرف المركزي، وذلك على أثر مؤتمر باريس 3، واستمرت السعوديّة في دعم لبنان وجيشه، ولم تدعم فريقًا ضد الآخر بل جميع الفرقاء، وأصرّت على مفهوم الدولة اللبنانيّة، وضرورة التعايش المسلم المسيحيّ.
ويعتبر دو فريج أن أهم إنجاز للسعوديّة كان في السابق اتفاق الطائف وذلك لحثّ لبنان على إعادة الإعمار بعد الحرب التي اجتاحته لسنوات طويلة، وكذلك في حرب تموز من عام 2006 حيث قدّم الملك الراحل الكثير من المساعدات، وكلها أمور سبقت دعم محاربة "الإرهاب" في لبنان.
يقول علوش إن أهم انجازات الملك السعودي الراحل في لبنان كانت أكثرها دعمًا للمشاريع الاقتصاديّة على مدى السنوات الماضيّة، وتمويلها، بالإضافة إلى الموضوع الأهم، وهو دعم القوى الأمنيّة الأخير، لكن أيضًا من خلال المساعي السياسيّة الدائمة لمحاولة تحييد لبنان ودفعه إلى الاستقرار، وكان هدف الملك عبدالله دائمًا أن يؤمّن الاستقرار والأمان للبنان.
&
الملك سلمان
ويؤكد دو فريج أن الملك الحالي سوف يكون على خطى الملك الراحل، لأن السياسة الخارجية السعودية تبقى نفسها في التعاطي مع لبنان، مع تأمين الاعتدال، والملك سلمان، كان حاكمًا للرياض وقام بإعمارها، وهو رجل متطوّر ولديه رؤية مستقبلية، وعلاقته مع اللبنانييّن ممتازة، ويقول دو فريج إنه تعرّف إلى الملك سلمان شخصيًا خلال تقديمه التعازي بفقدانه لابنه في الرياض، ويصفه بالإنسان العظيم جدًا والمهم، وهو يدخل بتفاصيل لبنان من أجل تقديم كل الدعم له.
في هذا الصدد يقول علوش:"إن الملك سلمان سيستمر على الخط عينه في المواضيع المتعلّقة بلبنان، وسيكون قلبه مفتوحًا للجميع، وسيحافظ على الجالية الكبيرة اللبنانيّة الموجودة في السعودية، وسيعتبر أن لبنان هو القلب والرئة التي تتنفس منها السعوديّة".
&