تمنى العاهل المغربي الملك محمد السادس أن تواصل منظمة الأمم المتحدة جهودها من أجل حل الخلافات بالطرق السلمية، والتزامها باحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، لتحقيق تطلعات شعوب العالم إلى السلم والأمن والاستقرار.

نيويورك: قال العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب وجّهه مساء الاربعاء إلى الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتلاه شقيقه الأمير مولاي رشيد، إن منظمة الأمم المتحدة، التي تحتفل بذكراها السبعين، قد بلغت سن النضج والحكمة والمسؤولية،وأن عملها لا ينبغي أن يكون سببا في زعزعة استقرار الدول التي تساهم في العمل والتعاون متعدد الأطراف.

&في غضون ذلك، قال الملك محمد السادس ان بلاده سترفض أي مغامرة غير مسؤولة بخصوص الخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية، موضحا أن العديد من القوى الدولية تدرك تماما، بأن التصورات البعيدة عن الواقع التي تم إعدادها داخل المكاتب، والمقترحات المغلوطة، لا يمكن إلا أن تشكل خطرا على الأوضاع في المنطقة.

من جهة اخرى، قال العاهل المغربي ان بلاده تقدم إجابات وطنية تساهم في الجهود الدولية لرفع التحديات الكونية غير المسبوقة، واوضح انه "سواء تعلق الامر بالهجرة وحقوق الانسان، أو بالتغيرات المناخية والتنمية المستدامة، أو بمحاربة الارهاب، فإن المغرب يقدم إجابات وطنية، تشكل إضافة نوعية، تساهم في الجهود الدولية لرفع هذه التحديات الكونية غير المسبوقة ".

ودعا العاهل المغربي منظمة الأمم المتحدة، والمؤسسات المالية الدولية والجهوية، لإعداد خطة عمل، للتحول الاقتصادي في أفريقيا، وتوفير موارد قارة لتمويلها.كما دعا لوضع السلم والاستقرار، في صدارة الأولويات، للوقاية من النزاعات، والتصدي للتطرف والإرهاب، ومعالجة إشكالية الهجرة، وفق مقاربة تأخذ&في&الاعتبار كرامة المهاجرين، وصيانة حقوقهم الأساسية، وتتصدى للأسباب العميقة لهذه الظاهرة.

وقال ملك المغرب ان أفريقيا اليوم رغم مؤهلاتها "توجد في مفترق الطرق"، موضحا أنه من دون دعم دولي جوهري ملموس" فإنها ستعرف تفاوتات صارخة وخطيرة بين دولها، دول تنخرط في مسار التنمية والتقدم، ودول تعاني في مشاكلها، وتغرق في الفقر والجهل وعدم الاستقرار".

وزاد العاهل المغربي قائلا "إنني أعرف جيدا الاوضاع الصعبة في أفريقيا. وأعرف ماذا أقول.والواقع أن عددا من الأفارقة يعيشون ظروفا قاسية جدا. والحقيقة أكثر قساوة ومرارة، ما تشير إليه تقارير بعض المنظمات الدولية،الحكومية وغير الحكومية".

وأشار الى أن حياة الأفارقة " كلها كفاح وتحديات يومية. يواجهون قساوة الظروف، وقلة الموارد. ولكنهم أيضا يعيشون بكرامة، وفي التزام وطني صادق، من أجل غد أفضل"، مبرزا أن معالجة هذا الوضع، تقتضي اعتماد رؤية إدماجية، متناسقة ومتكاملة الابعاد، على المدى المتوسط، وتتطلب مبادرات عملية عاجلة، "لأن تفاقم الأوضاع، والضروريات اليومية الملحة، لا يمكن أن تنتظر حتى تستفيق البيروقراطية الدولية، لاتخاذ القرارات".

ومن هذا المنظور، يقول العاهل المغربي، ان أفريقيا يجب أن تكون في صلب التعاون الدولي، من أجل التنمية، لمساعدتها على التخلص من ماضيها الاستعماري، وتحرير طاقاتها.
&