أرادت الأمم المتحدة أن يشعر الزعماء بخطورة الاستمرار في الهدر الغذائي، فكانت قائمة غداء الزعماء الأحد مستوحاة من حاوية القمامة.
دبي: يوم الأحد الماضي، تفاجأ نحو 30 من زعماء العالم المشاركين في قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بقائمة طعام غريبة، بدءًا من اسمها: "قائمة المطمر"، فتغدوا غداءً مصنوعًا من الطعام نفسه الذي يجده المشردون والفقراء في حاويات القمامة.
هدر غذائي كبير
فقد أبى منظمو الحفل الأممي إلا أن يذوق الزعماء ما يأكله مواطنوهم، وكان بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس بيرو أولانتا هومالا وأمين عام الامم المتحدة بان كي مون.
نظر بان كي مون إلى وجوه الزعماء وقال على مسامع الصحافيين الذين يغطون فاعليات القمة: "غداؤنا هذا نتاج طعام من شأنه أن ينتهي في مطامر النفايات، التي ينبعث منها غاز الميثان، أحد الغازات الدفيئة، لنذكر الجميع بأن إنتاج الأغذية والزراعة يسهم بقدر كبير في التغير المناخي، شأنهما شأن وسائل النقل تمامًا. ومع ذلك، يذهب أكثر من ثلث المواد الغذائية المنتجة في العالم إلى القمامة، أي أكثر من مليار طن من الطعام الصالح للأكل سنويًا، وهذا مخجل حقًا عندما يعاني الكثير من الناس آثار الجوع في هذا العالم".
قائمة المطمر
كانت القائمة النباتية المعروضة من اختيار الشيف الشهير دان باربر، وهو من كبار الدعاة لمكافحة الهدر الغذائي العالمي، ومعه طباخ البيت الأبيض السابق سام كاس، الذي ساعد ميشيل أوباما في حملة "دعونا نتحرك" لتعزيز مكافحة السمنة.
وشملت القائمة "سلطة المطامر" المصنوعة من بقايا الخضروات غير المرغوب فيها ومن ماء الحمص، وشطيرة برغر الخضار المصنوعة من بقايا الخضراوات المعصورة ومعها البطاطس المقلية، المصنوعة من الذرة، والتي تستخدم غالبًا علفًا للحيوانات، وخبزًا من البذور المصنوع من بقايا تخمير وتقطير بذور القرع.
أما التحلية فكانت قشطة قشور بذور الكاكاو بالحليب، محضرة من القشرة الخارجية لحبوب الكاكاو، أي المواد التي يخلفها الضغط على الكاكاو لاستخراج الزيت، واللب الصالح لصنع القهوة.
توافقوا!
كان المقصود من غداء "المطامر" تعظيم مشكلة النفايات الغذائية العالمية، تحضيرًا لمؤتمر تغير المناخ الذي سيعقد في باريس بنهاية العام. فقد قدرت منظمة الامم المتحدة للتغذية والزراعة في عام 2014 أن 28 في المئة من الأراضي الزراعية في مختلف أنحاء العالم تنتج مواد غذائية تتعرض للهدر. وهذه خسارة تعادل 3.3 مليارات طن من الكربون.
وقال بان كي مون إن زعماء العالم توافقوا في هذا الغداء على التوصل إلى اتفاق في مؤتمر باريس، يعزز القدرة على التكيف مع آثار تغير المناخ، مع التركيز على البلدان الأشد فقرًا والأكثر عرضة للخطر".
&
التعليقات