اوباتوفاتس: يواصل المهاجرون تدفقهم بالآلاف على كرواتيا حيث يقترب فصل الشتاء البارد بينما تبذل السلطات والمنظمات غير الحكومية جهودا شاقة لمحاولة احتواء هذا الوضع الجديد الذي يتوقع ان يطول.

وعبر اكثر من 90 الف مهاجر معظمهم فروا من النزاع في الشرق الاوسط، كرواتيا منذ منتصف ايلول/سبتمبر بعد ان اغلقت المجر العضو في الاتحاد الاوروبي حدودها مع صربيا ما اجبرهم على ايجاد طريق جديد.

وقال أحمد الطالب السوري وعمره 22 عاما "حل البرد الشديد هنا وبالنسبة لشخص مثلي الوضع ليس سهلا"، وكان يرتدي سترة بغطاء ومعطفا يقيه من المطر.

ويضحك متغاضيا عن الوضع لكن الى جانبه يرتجف آخرون بردا على الطريق الموحل في بابسكا، القرية الواقعة في شرق كرواتيا اول نقطة دخول للمهاجرين الباحثين عن حياة افضل في شمال اوروبا وخصوصا في المانيا.

ورغم البرد والريح والمطر، يبدي قليلون تذمرا اثناء انتظار نقلهم الى مركز تسجيل في اوباتوفاتس على بعد نحو 12 كلم.

وقال رجل يبلغ من العمر 58 عاما فر من مدينة الرقة السورية التي يعتبرها جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية معقلهم، "بالنسبة للبالغين لا بأس بالوضع، لكن بالنسبة للاطفال فانه صعب".

وفي هذه السهول الواقعة شرق كرواتيا تغير الطقس بسرعة.

وقالت ناتالي سال المنسقة مع منظمة اطباء بلاد حدود في كرواتيا في مخيم اوباتوفاتس "قبل بضعة ايام كان الناس يعانون من الحر. الان حل البرد والمطر، وليلا يمكن ان تتدنى الحرارة الى 5 درجات".

واضافت "المخاطر الان، وخصوصا بالنسبة للاطفال، هي انخفاض حرارة الجسم والالتهابات التنفسية".

ويقوم الصليب الاحمر الكرواتي بتوزيع البطانيات والمعاطف الواقية من المطر في اوباتوفاتس، حيث وصل كثيرون بملابس خفيفة، بحسب متطوعين.

وفي المخيم الذي هو مركز التسجيل والاستقبال الرئيسي في كرواتيا ويعد واجهة تعاملها مع المهاجرين، زالت الفوضى التي شوهدت في ايلول/سبتمبر وبدأ ادخال التحسينات شيئا فشيئا.

ويمكن للمركز استيعاب 4 الاف شخص، واقيمت بعض المنازل الجاهزة الصنع لايواء الاطفال والامهات اضافة الى خيم جديدة بعضها مجهز بالتدفئة.

غير ان غالبية المهاجرين تم ايواؤهم في خيم عسكرية كبيرة، غالبا ما تتجمع مياه الامطار فوقها.

وحاليا يتم نقل معظم المهاجرين بسرعة الى المجر ومنها الى شمال اوروبا، لكن ليس معروفا ما سيحدث بعد تهديد المجر اغلاق حدودها مع كرواتيا.

ومن شأن تلك الخطوة ان تحصر الاف المهاجرين المقيمين في اراضي كرواتيا حيث الشتاء يمكن ان يكون قاسيا.

واضافة الى مخيم اوباتوفاتس، يمكن لكرواتيا ان تستقبل بين 1,500 و2,000 مهاجر في زغرب واعدادا اصغر في مراكز ايواء مؤقتة اخرى في انحاء البلاد، لكن تلك الاعداد يمكن ان يطغى عليها الاف المهاجرين الذين يصلون يوميا من صربيا.

وفي الوقت الحالي، تستخف حكومة كرواتيا بالتهديد الذي يلوح به رئيس وزراء المجر فيكتور اوربان، الذي وصف نظيره الكرواتي زوران ميلانوفيتش تصريحاته "بالمتبجحة".

وهناك ايضا حديث على لسان المعارضة الكرواتية عشية الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، عن طريق جديدة للمهاجرين انطلاقا من حدود مونتينيغرو وصولا الى اقصى جنوب كرواتيا قرب الجوهرة السياحية مدينة دوبروفنيك التي تتمتع بمناخ معتدل.

وتصر الحكومة انها ستقنع المهاجرين بعدم سلوك ذلك الطريق، لكن السلطات المحلية تستعد لتلك الاحتمالات في منشآت عسكرية قديمة على شبه جزيرة بريفالكا.

وفي غضون ذلك في اوباتوفاتس، من المتوقع ان تتراجع اعداد المهاجرين مع حلول الشتاء وخطر عبور البحر من تركيا الى اليونان.

غير ان الكسندرا كراوس، المسؤولة في المفوضية العليا للشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة قالت هذا الاسبوع "في الواقع لا نعرف بعد كيف سيؤثر البرد على تدفقهم".

واضافت "واجبنا اعداد مركز الاستقبال لطقس الشتاء".