ردت إيران، على قرار مملكة البحرين بطرد القائم بأعمال سفارتها في المنامة بالإعلان عن أن القائم بالاعمال في سفارة البحرين "شخص غير مرغوب فيه" وامهلته 72 ساعة لمغادرة البلاد ردا على قرار مماثل اتخذته المنامة.


نصر المجالي: في مؤشر لانهيار أكثر في العلاقات بين المنامة وطهران وسط اتهامات وحملات إعلامية متبادلة، أعلنت وزارة الخارجية الايرانية في بيان مساء يوم الجمعة ان طهران اعتبرت القائم بالاعمال البحريني بسام دلهان الدوسري "شخصا غير مرغوب فيه" وامهلته 72 ساعة لمغادرة الاراضي الايرانية.

ونقلت وسائل الاعلام الايرانية عن نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان قوله ان "طهران لا ولن تتدخل في شؤون البحرين". واضاف ان "المسؤولين البحرينيين يواجهون منذ سنوات مشاكل داخلية وبدلا من محاولة تسويتها يتهمون الآخرين".

سحب السفير

وكانت البحرين قامت في اليومين الماضيين بسحب سفيرها من طهران واعلان القائم باعمال ايران في طهران "شخصا غير مرغوب فيه" وبتقديم شكوى للامم المتحدة ضد ايران بتهمة "التدخل في الشؤون الداخلية" للمملكة.

وتتهم البحرين باستمرار ايران بالتدخل في شؤونها وبدعم معارضين من الشيعة، وبالتآمر عبر مخططات إرهابية لزعزعة استقرار وأمن المملكة.

واعلنت البحرين الاربعاء اكتشاف مخبأ اسلحة كبير وتوقيف عدد غير محدد من المشبوهين تقول انهم على صلة بـ"إيران والعراق". وفي 13 آب (أغسطس) اعلنت البحرين توقيف& خمسة مشتبه بهم "على علاقة بايران" بعد اعتداء اوقع مقتل شرطيين اثنين.

ودأبت إيران على نفي الاتهامات بالتورط في عمليات العنف في البحرين أو التدخل في شؤونها الداخلية بدعم الأغلبية الشيعية فيها.

وقدمت مملكة البحرين يوم الخميس شكوى للامم المتحدة ضد ايران بتهمة "التدخل في الشؤون الداخلية".
واعلنت وكالة انباء البحرين الرسمية الجمعة انه تم تقديم الشكوى رسميا خلال اجتماع الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.

وزير الخارجية يتهم

وأكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة خلال تقديمه الشكوى يوم الجمعة أن إيران هي التي اختارت وتمادت في طريق التصعيد.

واتهم الشيخ خالد، إيران، بمحاولة بسط سيطرتها على دول الجوار من خلال استمرار التدخل في الشؤون الداخلية واستغلال الفئات المتطرفة، وإيواء الهاربين من العدالة وفتح المعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، ما أدى إلى تعرض المواطنين والمقيمين ورجال الأمن ، للاستهداف والقتل والغدر والأعمال الإجرامية التي راح ضحيتها حتى الآن ستة عشر رجل أمن وثلاثة آلاف من المصابين.

ونوه وزير الخارجية بأن مملكة البحرين لا تزال حريصة على إعادة العلاقات لوضعها الطبيعي، ولكن بعد أن تتخذ إيران خطوات إيجابية ملموسة وأن تكف عن ممارساتها وتدخلها في الشأن البحريني وتلتزم بمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل.

دعم الإرهاب

وإلى ذلك، فإن صحيفة (الأيام) القريبة من الحكم في مملكة البحرين، أكدت في افتتاحيتها يوم السبت أن إيران لا تتدخل في البحرين والعراق وسوريا واليمن ولبنان فقط، بل هي تدعو وتعلن صراحةً عن دعمها لعناصر الارهاب وتنادي معهم بإسقاط الأنظمة، وتوفر لهم الدعم السياسي والإعلامي والعسكري والمالي، والاسوأ من ذلك كله، أنها تستدعي من أعماق التاريخ المعارك والصراعات الدموية وتستحضرها أيديولوجيا وتبررها دينيا، من أجل تقسيم الناس واشعال نار الفتن، وتأجيج الاقتتال خدمة لمصالحها القومية، وليس حبا في من يتبعونها ولا نصرة " للحق " ضد الباطل مثلما تدعي في بياناتها.

واكدت الصحيفة أن أي ادعاء بأن إيران لا تتدخل في شؤون البحرين لا يتفق مع الواقع لأنها أصبحت الرقم الثابت في كل أمر يراد به شرا لهذا البلد وأهله، وفي كل فعل يهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتهديداتها تجاوزت ثرثرة البيانات والتصريحات الى التورط المباشر في اعمال تآمرية للإخلال بأمن واستقرار المنطقة كلها ولذلك وجب اخذها مأخذ الجد لأنها اصبحت تمس سيادة واستقلال البحرين كبلد عربي مستقل وعضو في منظمة الامم المتحدة.