الرياض: بعد سبعة أشهر من طي ملف الأزمة الدبلوماسية بين السعودية والسويد، استقبلت العاصمة الرياض وفدا من رجال أعمال سويديين يتقدمهم &نائب وزير المشاريع والابتكار السويدي أوسكار ستنستروم، حيث هدفت زيارة الوفد إلى تسهيل التفاعل المستمر بين قطاعي الأعمال السعودي والسويدي، وزيادة التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين عبر إنشاء مجلس أعمال مشترك، بحسب بيان صادر عن مجلس الغرف السعودية.
&
وكانت السعودية قد طوت في مارس الماضي صفحة الأزمة الديبلوماسية مع السويد، بعد اعتذار رسمي قدمه رئيس وزراء حكومة السويد عن التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية مارغو والستروم، وهي تصريحات اعتبرتها السعودية تدخلاً في شؤونها، و قررت الرياض على أثرها سحب سفيرها في السويد، ووقف إصدار تأشيرات تجارية للسويديين، وحذت دول &الخليج حذو السعودية في التنديد بالتصريحات السويدية.
&
زيارة الوفد السويدي نتج عنها توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس الغرف السعودية وغرفة أستوكهولم التجارية ، وذلك لدعم العلاقات التجارية الحالية بين السعودية والسويد، وفتح مجالات نوعية جديدة للتعاون تخدم المصالح المشتركة للبلدين والقطاعات الخاصة فيهما، وإنشاء مجلس أعمال مشترك، حيث ستعمل المذكرة على زيادة التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، والاضطلاع بالعديد من الأنشطة التجارية والترويجية بشكل منهجي في مجال التجارة والاستثمار ونقل التكنولوجيا من خلال مجلس أعمال مشترك.
&
مذكرة تفاهم
&
ونصت مذكرة التفاهم على أن يتكون مجلس الأعمال المشترك من ممثلين من رجال الأعمال المهتمين بالاستثمار في البلد الآخر من كل جانب، ويعقد المجلس اجتماعات دورية فيما سيوفر المجلس منصة لرجال الأعمال السعوديين والسويديين للتعريف والترويج لأنشطتهم التجارية وإقامة شراكات تجارية بينهم، والتعريف بالفرص الاستثمارية وتنظيم زيارات وفود رجال الأعمال كإحدى الآليات المهمة في دفع العلاقة بين البلدين.
&
عبدالرحمن الزامل ، رئيس مجلس الغرف السعودية، أوضح &في تصريح صحافي، أن اللقاء يمثل أهمية كبرى لأصحاب الأعمال، نظراً لكونه يعكس مدى اهتمام القطاعين العام والخاص على تعزيز التعاون الاستراتيجي بين المملكتين، إضافة إلى أنه يؤكد الرغبة المتبادلة بين المسؤولين وأصحاب الأعمال في الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية والموارد الطبيعية والفرص الاستثمارية المتنوعة التي يوفرها الجانبان.
&
وأكد الزامل أن تأسيس مجلس الأعمال السعودي&- السويدي، من شأنه استكشاف مجالات جديدة للتعاون المشترك والتغلب على أي عقبات تواجه دخول المنتجات السعودية والسويدية إلى الأسواق الخاصة بهما ، مشيرا الى&أن الحكومة السعودية ركزت مؤخرا على التنويع الاقتصادي والاستثمار في البنية التحتية الوطنية، كما أجرت العديد من الإصلاحات الاقتصادية والتنظيمية، ما أدى إلى تقدمه ضمن الاقتصادات الدولية وعزز من مكانته كقائد إقليمي في التجارة الدولية.
&
المملكة أهم الأسواق
&
من جانبه، أكد نائب وزير المشاريع والابتكار السويدي أوسكار ستينستروم، &تنامي وتطور العلاقات الاقتصادية بين السعودية والسويد واعتبر المملكة شريكاً استراتيجياً لبلاده في مجالات الطاقة والأمن والاقتصاد، مشيرا إلى اهتمامهم بالسوق السعودية التي تعد من أكبر وأهم الأسواق في المنطقة، وحول المزايا التي تتمتع بها بلاده، قال أوسكار إن السويد تحظى بتنافسية اقتصادية دولية كبيرة، إذ تحتل مكانة متقدمة بين الدول الصناعية الكبرى، خصوصاً في مجالات مثل الصناعات الهندسية، ووسائط النقل، وأنظمة الاتصالات، وتوليد الطاقة.
&
تجدر الإشارة ، إلى أن السعودية تعتبر أكبر شريك تجاري للسويد في منطقة الشرق الأوسط ، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 12 مليار كرونة في عام 2011، &ومن أهم البضائع التي تستوردها السعودية من السويد معدّات الاتصالات الهاتفية، وآلات توليد الطاقة، والمعدّات الكهربائية، ووسائل النقل ومعدات القياس والمراقبة، أما على الجانب السعودي، فقد تركزت أهم الصادرات السعودية إلى السويد على المنتجات البتروكيميائية بالإضافة إلى التزايد الملحوظ في الاستثمارات المباشرة في السويد في مجالي العقارات والصناعات.
التعليقات