تحادث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأحد، في منتجع سوتشي مع& ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع، وولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، كل على حدة.

نصر المجالي: أفادت تقارير من العاصمة الروسية أن المحادثات بين بوتين والـ (محمدين) بن سلمان وبن زايد تناولت التطورات في إقليم الشرق الأوسط وخاصة الأزمة السورية.

ورغم أن زيارة المحمدين لروسيا كانت (رياضية) متعلقة بمشاركتهما في فعاليات سباق "فورمولا 1" في مدينة سوتشي، إلا أن القيادة الروسية وجدتها مناسبة مهمة لإطلاعهما على مجمل موقفها من قضايا الشرق الأوسط وتدخلها العسكري في سوريا، كما أنها كانت ترغب بالاستماع مباشرة لموقف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات من ذلك التدخل.

وقالت مصادر سعودية إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المنتظرة لروسيا كانت على أجندة محادثات الأمير محمد بن سلمان والوفد المرافق له في سوتشي.

وحين لم يحدد موعد رسمي لزيارة الملك المنتظرة في وقت ما في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الحالي أو نوفمبر المقبل، فإنه تم على جدول أعمال الزيارة الملكية التي تعلق عليها روسيا أهمية خاصة.
&
ونقل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزير خلال اجتماعه مع بوتين تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آلِ سعود، كما تم بحث أبرز المستجدات الدولية والإقليمية وتطورات الأوضاع على الساحة السورية.

تطلعات السوريين

وأكد ولي ولي العهد السعودي خلال الاجتماع حرص المملكة العربية السعودية على تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق وموقفها الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي وفقًا لمقررات مؤتمر (جنيف ـ1) وبما يكفل إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من مآسٍ على يد النظام السوري، وتلافي استمرار تداعيات هذه الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وعبّر وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، خلال الاجتماع عن وجود قلق سعودي من العمليات العسكرية الروسية في سوريا، مؤكداً رغبة المملكة في عملية سياسية انتقالية تفضي إلى إزالة بشار الأسد من السلطة.
ومن جهته، أكد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أن لقاء الرئيس بوتين وولي ولي العهد السعودي بحث عملية السلام في سوريا.

وقال الكرملين في بيان: "تناول اللقاء اهتماماً خاصاً للتطورات في الشرق الأوسط، خصوصاً في سوريا، بما يشمل الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب الدولي".

وحضر الاجتماع من الجانب السعودي وزير الخارجية عادل الجبير ووزير الصحة المهندس خالد الفالح والمستشار بالديوان الملكي أحمد الخطيب والمستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع الأستاذ فهد العيسى.

فيما حضره من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شيغو ووزير الطاقة الكسندر أوشاكوف ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف ورئيس الصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل ديميتروف .

لقاء محمد بن زايد

وفي وقت سابق الأحد، التقى الرئيس الروسي ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، في مدينة سوتشي أيضا، وتناول اللقاء "التطورات في الشرق الأوسط، وخاصةً في ضوء الجهود الروسية والإماراتية المبذولة في مكافحة الإرهاب الدولي وتداعيات الأزمة السورية".

واقترح الرئيس بوتين، خلال اللقاء، "تبادل الآراء حول حالة الأمور في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما في سوريا وتركيا، من زاوية ضرورة مكافحة الإرهاب في شتى تجلياته، بحسب ما نقلت وكالة "سبوتينك" الرسمية.

وحضر اللقاء كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير التجارة دينيس مانتوروف، ورئيس إنغوشيتيا يونس بيك إفكوروف، ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك.

لا قوات برية

وإلى ذلك، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن روسيا لن ترسل قوات أرضية للقتال في سوريا، وستكتفي بالغارات الجوية. وكان بوتين قد حصل الشهر الماضي على موافقة البرلمان الروسي لشن غارات جوية في سوريا.

وقد شنت طائرات روسية غارات على أهداف لمن سمتهم روسيا "المتطرفين" وقدمت إسنادًا جويًا للقوات البرية السورية.

وقال بوتين الأحد، في مقابلة بثتها قناة (روسيا1) إن الهدف من الدعم العسكري لبلاده "هو توفير الاستقرار للنظام الشرعي تمهيدًا للبحث عن حل سياسي للنزاع".

وقال بوتين، متحدثًا عن الأسلحة المستخدمة في الغارات، إن روسيا لم تدخل في سباق تسلح مع الغرب، لكنها تحاول أن تجاري التطور السريع في صناعة الأسلحة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن سلاح الجو قصف 63 هدفًا في سوريا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ودمر "مراكز قيادة للإرهابيين ومخازن ذخيرة".
وأضافت الوزارة أن تقدمًا أحرز في المحادثات مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حول سبل تجنب الحوادث في الأجواء السورية.

وقال بوتين ردًا على أن روسيا لا تنبه الجانب الأميركي بموعد الطلعات الجوية الروسية إن روسيا لم تتلقَ أبدا إشعارًا بموعد بدء القصف الأميركي.