اسطنبول: اتوا من كل انحاء البلاد وماتوا معا، فتفجير انقرة المزدوج السبت اسفر عن مقتل اتراك من جميع الاطياف بينهم فتى في التاسعة وجدة في السبعين ونواب وناشطون.

والسبت في الساعة 10,40 بالتوقيت المحلي (07,04 تغ) قضى مؤيدون للقضية الكردية امام المحطة المركزية في العاصمة التركية جراء التفجيرين الداميين عندما كانوا يستعدون للتظاهر من اجل السلام تلبية لدعوة اتحاد نقابات ومنظمات غير حكومية واحزاب سياسية يسارية.

ومنذ 24 ساعة، اغرقت صور واشرطة فيديو وتعليقات مواقع التواصل الاجتماعي متضمنة صورة او قصة لهؤلاء الضحايا المجهولين.

وبين القتلى مريم بولوت (70 عاما) التي تنتمي الى مجموعة "امهات السبت" الشهيرة اللواتي يشاركن كل اسبوع في ذكرى اولادهن المفقودين منذ توقيفهم من قبل قوات الامن خلال حملة التصدي للمتمردين التي شنت في التسعينات في جنوب شرق تركيا حيث الغالبية الكردية.

وقتل حفيد بولوت العام الماضي عندما كان يقاتل تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في جبال سنجار شمال العراق.

وقضت اليف كنلياوغلو (19 عاما) الطالبة في اللغات الاجنبية في جامعة مرسين (جنوب). والشابة ابنة نائبة محلية من حزب العمل الشعبي اتت في حافلة للمشاركة في تجمع انقرة.

وثمة صورة اخرى نشرت بكثافة على تويتر لطالبة اخرى هي ديجلي ديلي فيما كانت تلتقط صورة ذاتية في الحافلة التي كانت تقلها من اسطنبول الى انقرة امام اصدقائها الذين يرفعون علامة النصر.

وكتبت في واحدة من اخر تغريداتها "نتوجه الى انقرة دعما للسلام".

وخسر الحزب الرئيسي الموالي للاكراد في تركيا حزب الشعوب الديموقراطي السبت عددا من مرشحيه للانتخابات التشريعية المبكرة في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر، ككبرا ملااوغلو (45 عاما) التي اطلقت حملة في اسطنبول او عبدالله ارول المرشح عن جايرصن على ضفاف البحر الاسود.

والجمعة، كانت ملااوغلو نشرت بفخر على حسابها على تويتر صورة ذاتية الى جانب زعيم حزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دميرتاش تحت عبارة "رغم كل شيء" و"سلام".

ومني حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي-ديموقراطي) ايضا بخسائر كبيرة في التفجير المزدوج. فقد قتل 11 عضوا من حركة الشباب التابعة له من مدينة ملطية في قلب الاناضول.

وفي سن التاسعة قضى فيصل دنيز اتيلغان مع والده ابراهيم وهو عامل في مصلحة السكك الحديد الوطنية. ووفقا لصحيفة حرييت، اصر فيصل على ان يصحبه والده للمشاركة في "مسيرة السلام".

وتظهر والدته تنتحب في شريط فيديو امام المستشفى الذي نقلت اليه جثتا زوجها وابنها. وتقول وهي تجهش بالبكاء "كيف حصل هذا الامر؟ كيف استطاعوا ان يفعلوا ذلك بطفلي؟ ليعاقبهم الله".

وقتل يلماظ المسكان العامل في السكك الحديد مع زوجته غولهان المعلمة ولم يمر على زواجهما عام واحد. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لهما يوم زفافهما وهما يبتسمان.

وبين القتلى اجانب مثل الفلسطيني احمد القاضي المقيم في انطاكية (جنوب) قرب الحدود السورية حيث كان ينشط في حركة سلمية ويعلم الانكليزية والعربية. وبما ان ليس لديه اقارب في المدينة التركية كان اصدقاؤه يجهلون الاحد اين سيدفن.