يدير الحلفاء السياسيون المحافظون في ألمانيا ظهورهم للمستشارة أنجيلا ميركل بخصوص أزمة اللاجئين السوريين، الذين يتوافدون على البلاد ويتزايدون يوماً بعد الآخر، لدرجة أن رئيس حكومة ولاية بافاريا، هورست سيهوفر، هدد بتقديم شكوى لدى المحكمة الدستورية ضد سياسة اللاجئين التي تنتهجها الحكومة الاتحادية.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: تسلط مجلة دير شبيغل الألمانية الضوء على حقيقة الشكاوى التي وصلت إلى& رئيس حكومة ولاية بافاريا، هورست سيهوفر، من كثير من الساسة في بافاريا بخصوص استمرار تدفق اللاجئين في الوقت الحالي وتسللهم لولايتهم عبر الحدود مع النمسا.

ورغم علم سيهوفر بتطورات الأحداث من خلال حديثه اليومي مع أعضاء حزبه "الاتحاد الاجتماعي المسيحي"، لكن المجلة رأت أن ذلك ليس إلا "عرضا سياسيا" يريد من خلاله سيهوفر أن يشن هجوماً على ميركل التي ترفض وضع حد أقصى لعدد اللاجئين الوافدين.

ولم يحاول سيهوفر، المحنك في فن المسرح السياسي، أن يهدئ من مخاوف هؤلاء الساسة، بل عمل على تعظيمها، مطالباً برلين بضرورة أن تواجه ذلك الأمر ومشدداً على أن الوقت قد حان بالفعل من أجل اتخاذ تدابير للدفاع عن نفسها بفعالية.

وبعد أن لوَّح بتقديم شكوى قانونية ضد سياسات الحكومة المتعلقة بملف اللاجئين، أوضح سيهوفر أن رفض ميركل وضع حد أقصى لعدد اللاجئين الذين يمكن للبلاد أن تستوعبهم يُشكِّل انتهاكاً لاستقلال الولايات الألمانية المكفول لها بموجب الدستور.

ورغم تحالف سيهوفر وميركل على الصعيد السياسي، إلا أن هناك انقساماً شديداً فيما بينهما حول أزمة اللاجئين، وهو الانقسام الذي يهدد بتفاقم الأوضاع داخلياً في المستقبل.

وأشارت دير شبيغل إلى أن الزعيمين يمثلان طرفي النقيض حين يتعلق الأمر بالنقاشات المرتبطة بأزمة اللاجئين، فسيهوفر يرى ضرورة أن تقف الأمور عند الأسلاك الشائكة على الحدود، بينما تدعو ميركل إلى السلام وتعميم ثقافة قبول الآخر.

ولفتت المجلة إلى أن ميركل التقت مؤخراً خلف الأبواب المغلقة مع أعضاء محافظين من البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، حيث لم تدافع فقط عن سياستها الخاصة باللاجئين، بل بررتها بالإشارة للسيرة الذاتية لألمانيا الشرقية، بقولها :"عشت وراء سياج لفترة طويلة بما فيه الكفاية. وربما يكون بوسعك إرجاء بعض الأشياء لمدة عامين. وقد انهار جدار ألمانيا الشرقية في نهاية المطاف. لذلك لن يتم تحويل أوروبا إلى حصن. فببساطة، لن ينجح أسلوب كهذا في الوصول لنتائج مجدية".

ومضت المجلة تقول إنه لا توجد ولاية ألمانية تأثرت بأزمة اللاجئين كما تأثرت ولاية بافاريا، وأن سيهوفر يشعر بأن ميركل غير مدركة لمدى تدهور الأوضاع هناك، كما أنه يعتزم الاستمرار في مهاجمتها إلى أن تتراجع وتخرج بتصريحات تؤكد من خلالها أن ألمانيا لن يكون بوسعها استضافة أعداد إضافية من اللاجئين بعد الآن.