يسعى علماء الى انتاج كبسولة واحدة من شأنها أن تعوض الانسان عن ممارسة الرياضة غير انهم قالوا إن هذا الهدف بعيد المنال حاليًا.
إعداد ميسون أبو الحب: إنتاج كبسولة أو قرص يعوض الانسان عن ممارسة الرياضة يكاد يكون بمثابة الحلم بالنسبة لعدد كبير من البشر، لاسيما اولئك الذين يعانون من امراض تؤدي الى قتل عضلاتهم أو تحجيم حركتها ونموها.
لكنّ هناك مساعي حقيقية لتحقيق هذا الحلم، وهو ما ورد شرحه بشكل واقعي في دراستين، نشرتهما مجلة "الاتجاهات في علم صناعة الادوية" ومجلة "الايض الخلوي".
وقال احد المشاركين في الدراسة الاولى، وهو اسماعيل لاهير الاستاذ في قسم علم التخدير وعلم الصيدلة والعلاج في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، "يأمل الجميع في انتاج كبسولة تحل محل الرياضة ولكننا لم نصل الى هذا الحد بعد".
لكنه قال ايضًا إن مثل هذه الكبسولة ستعتمد على مركبات اثبتت عند تجربتها على حيوانات أن لها القدرة على تعويض التمارين الرياضية مثل تطوير اوعية دموية جديدة وتشكيل ميتوكوندريا في الخلايا أو زيادة قدرة الجسم على تحمل التمارين الرياضية.
وقال لاهير: "هذه الكبسولات يمكنها منح الانسان عضلات اقوى وأمتن وتساعده في تحقيق هدف التمارين الرياضية بشكل اسرع".
ومع ذلك…
ومع ذلك من المعتقد انه لا يمكن في جميع الاحوال انتاج كبسولة قادرة على أن تمنح الجسم الفوائد ذاتها التي تحققها التمارين الرياضية أو ان تضخ مادة الاندورفين على سبيل المثال وان تزيد في متانة العظام او ان تجعل الدماء تجري اسرع في الشرايين، وأن تزيد من سرعة ضربات القلب، حسب قول لاهير الذي خلص الى القول "لكن تأثير هذه الكبسولة يتركز في العضلات بالدرجة الاساس".
فكرة دقيقة
وتذكر الدراسة الثانية أن الباحثين أخذوا عينات من عضلات اربعة رجال اصحاء بعد ممارستهم تمارين رياضية عنيفة لمدة عشر دقائق ولاحظوا بعد تحليلها ١٠٠٤ تغييرات في جزيئات العضلات، اغلبها لم يكن العلماء يعتقدون أن سببها التمارين الرياضية.
وقال الدكتور نولان هوفمان من مركز تشارلز بيركنز وكلية العلوم في جامعة سدني في استراليا، وهو احد المشاركين في وضع الدراسة، "كان العلماء يعتقدون لزمن طويل أن التمارين الرياضية تنتج سلسلة معقدة من التغييرات في العضلة البشرية، ولكن هذه هي المرة الاولى التي نأخذ فيها فكرة دقيقة عما يحدث".
وأضاف "هذه المعلومات الجديدة ستسمح للعلماء باستخدام هذه المعلومة لانتاج دواء يكون له تأثير مشابه للتغييرات الايجابية التي تنجم عن ممارسة الرياضة".
من المستفيد
أهم الفئات التي يمكنها الاستفادة من هذه الكبسولة الموعودة المرضى والمصابون بتدهور القدرات العضلية سواء بسبب اصابتهم بالشلل أو بسبب البدانة أو بعد الاصابة بجلطة أو باصابة في العمود الفقري.
فهؤلاء لا يمكنهم ممارسة الرياضة لأسباب جسدية واملهم الوحيد في استرجاع السيطرة على حركة عضلاتهم هي هذه الكبسولة اضافة الى العلاج الطبيعي.
يذكر ان السعي الى انتاج هذا النوع من الحبوب مستمر منذ ٢٠٠٤ ويبدو أن امام الانسان وقتًا طويلاً حتى يستفيد بالفعل من مثل هذا النوع من الحبوب ولذا عليه الاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية حاليًا.
&
التعليقات