لوكسمبورغ: دعا الاتحاد الاوروبي الاثنين روسيا الى "وقف فوري" للضربات الجوية التي تستهدف "المعارضة المعتدلة" في سوريا، معتبرا انه "لا يمكن التوصل الى سلام دائم مع القادة الحاليين" للبلاد، فيما تدعم موسكو الرئيس بشار الاسد.

وقال وزراء خارجية الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي المجتمعون في لوكسمبورغ ان التدخل الروسي في النزاع الذي "يغير قواعد اللعبة" على حد قول وزيرة خارجية الاتحاد فديريكا موغيريني، يثير "قلقا عميقا" داخل الاتحاد الاوروبي. لكن بالرغم من اللهجة المتشددة حيال موسكو ظهرت خلافات داخل الاتحاد الاوروبي بشأن المكانة الواجب اعطاؤها لبشار الاسد الذي يحظى بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

واكد بوتين الاحد ان جيشه يتدخل في سوريا بغية الحفاظ على "استقرار السلطات الشرعية وتوفير الظروف لتنفيذ تسوية سياسية". ورد الاتحاد الاوروبي بانه "لا يمكن ان يكون هناك سلام دائم في سوريا مع القادة الحاليين"، و"نظام الاسد يتحمل المسؤولة الاكبر عن مقتل 250 الف شخص في النزاع ونزوح الملايين" منذ 2011.

واضاف البيان الاوروبي ان "هذا التصعيد العسكري من شانه اطالة امد النزاع وتقويض العملية السياسية وتدهور الاوضاع الانسانية وزيادة التطرف". وتابع "مع تكثف الازمة بات ملحا اكثر فاكثر التوصل الى حل دائم لانهاء النزاع".

ودعا الاوروبيون الى "عملية يقودها السوريون" تؤدي الى "مرحلة انتقالية سلمية وتشمل الجميع" في سوريا من دون توضيح ان كانت تشمل الاسد. وصرح مصدر اوروبي لوكالة فرانس برس انه حتى وان "لم يتمكن (الاسد) من يكون جزءا من مستقبل سوريا" كما يكرر الغربيون منذ سنوات "فان الجميع يعلمون انه لا يمكن بناء مرحلة انتقالية بدونه".

وتضغط بعض الدول الاوروبية بشكل صريح اكثر فاكثر الى اجراء تفاوض سريع مع الاسد، وهي فكرة ترفضها بقوة فرنسا وبريطانيا. واعتبر وزير الخارجية الاسباني خوسي مانويل غارسيا مارغالو "اعتقد انه من الملح البدء بتفاوض"، مضيفا ان ذلك "ليس ممكنا الا اذا كان نظام الاسد جالسا الى الطاولة".

لكن بالنسبة الى فرنسا فان "الانتقال السياسي (...) يجب ان يتم بدون بشار الاسد" كما قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية هارلم ديزير، داعيا روسيا الى "المساهمة ايضا في هذا الحل السياسي". وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند "ان حاولنا العمل مع الاسد سندفع المعارضة مباشرة الى احضان تنظيم الدولة الاسلامية". واضاف "هذا تماما عكس ما نريده"، لكنه استطرد "يمكننا التحلي بالمرونة حول الطريقة التي سيرحل بها وتوقيت ذلك".

ويخشى الاوروبيون من ان يؤدي رحيل مفاجئ للرئيس السوري الى انهيار الدولة السورية كما حصل في ليبيا بعد سقوط معمر القذافي. الا ان وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن حذر ب"ان هذه المرحلة الانتقالية لا يجوز ان تستمر اشهرا واشهرا..".

وتؤكد موسكو انها تستهدف بالدرجة الاولى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) لكن الغربيين يؤكدون ان غالبية الهجمات تتركز على مناطق لا وجود للتنظيم الجهادي فيها، وتطال "المعارضة المعتدلة" وجبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا. وعبر الاتحاد الاوروبي عن "قلقه العميق" حيال "الهجمات الجوية الروسية التي تتجاوز استهداف داعش وجماعات اخرى تعتبرها الامم المتحدة ارهابية او التي تستهدف المعارضة المعتدلة".

واعتبر الوزراء الاوروبيون انه يجب "ان تتوقف فورا" و"كذلك الانتهاكات الروسية للمجال الجوي لدول الجوار"، في اشارة الى دخول طائرات وصواريخ عابرة روسية الى المجال الجوي التركي.
&