&كشف أبو أويس الليبي، المنشق عن "داعش"، عن تفاصيل ما حدث في ريف حلب بعد دخول التنظيم إلى كلية المشاة وعدد من البلدات الحلبية، قبل ان تتمكن قوات النظام من السيطرة عليها.
جواد الصايغ: شهد الميدان السوري وتحديدًا في المناطق الشمالية، اموراً غامضة، حدثت بعد التدخل العسكري الروسي، وبدء هجوم قوات النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله في ريفي محافظة حماة الشمالي، وإدلب الجنوبي. في الأيام الأخيرة، تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مدرسة المشاة، وعدد من البلدات في ريف حلب، كانت خاضعة لسيطرة الجبهة الشامية.
الموضوع حتى الآن يبدو عادياً، لكن وبعد أقل من 48 ساعة على الإندفاعة الداعشية، سيطرت قوات النظام السوري على المناطق التي إنتزعتها داعش من فصائل الجبهة الشامية.
منشق عن داعش يقدم شهادته&
لم تقف المفاجآت عند هذا الحد، فتزامنًا مع تقدم النظام في حلب، خرج شخص قدم نفسه بإسم ابو اويس الليبي، مشيرًا "إلى أنه إنشق عن تنظيم داعش في الساعات الأخيرة وإنضم إلى جبهة النصرة،"، الليبي قدم روايته الخاصة حول الأحداث التي شهدتها المناطق الحلبية التي سيطر عليها النظام، وخصوصًا كلية المشاة، وتناقل عدد من قادة المعارضة السورية على حساباتهم على مواقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك وتويتر) ما أفصح عنه في سياق تقديمه لشهادته.
&
الليبي: الروس يساعدون الدواعش
وقال ابو أويس، " إشهدوا يا مسلمون إشهدوا يا عرب، إشهدوا أن دولة الخلافة إرتدت عن الإسلام، إشهدوا أن دولة الخلافة ظاهرت الروس الشيوعيين والروافض على قتال الصحوات في ريف حلب الشمالي، و إشهدوا أن الطيران الروسي قام بمساندة الدولة الإسلامية، واشهدوا أن مدفعية الروافض وصواريخهم قامت بقصف تمهيدي لإفساح المجال للدولة كي تقتحم الصحوات في مدرسة المشاة".
&
وأضاف، "بقيت جبهاتنا مع قوات النظام باردة وجامدة دون قتال لأشهر طويلة، وكان تبرير أمرائنا لذلك هو عدم إكتمال العدة والعدد وشدة تحصينات العدو، فبقينا مرابطين مع العلم أن مواقعهم لا تبعد عنا سوى مئات الأمتار، وهم بالتالي لم يطلقوا باتجاهنا طلقة واحدة، وفي الجهة المقابلة على نفس الجبهة فإن عملياتنا لم تتوقف ضد الصحوات".
&
معركة الصحوات
الليبي تابع قائلا، "بعد دخول الطيران الروسي في الأجواء وصلتنا تعزيزات كبيرة من مقاتلين و انغماسيين و استشهاديين و مفخخات و دبابات، فظننا أن هذه التجهيزات هي لاستئصال قوات النصيرية و الروافض التي تحيط بنا من جهتين، ولاحظنا تحليق الطيران الحربي الروسي فوق المنطقة لثلاثة أيام متتالية، فتوجسنا وظننا أنهم يرصدون مواقعنا لقصفها، ولكن الأخ أبو عبيدة الشيشاني أخبرنا أنه رصد اتصالات الطيارين الروس مع مركز القيادة تفيد بأن الرصد شمل مناطقنا و مناطق الصحوات على حد سواء"، مضيفًا،"جاءنا الأمر بالتحرك منتصف الليل، و لكن المفاجأة كانت أن الأمر كان بالتحرك نحو مواقع الصحوات و ليس باتجاه مواقع النظام، وقبلها كان الطيران الروسي& قد شن غارات متتالية على مواقع الصحوات، ولاحظ الإخوة المرابطون على جبهات النظام انطلاق رشقات من صواريخ غراد ومدفعية الميدان باتجاه مواقع الصحوات أيضاً، وكان أمراؤنا يقولون لا شأن لنا.. لهم حربهم و لنا حربنا، ثم بدأنا الإقتحام بتمهيد من الإستشهاديين و المفخخات، و لقينا مقاومة كبيرة من الصحوات و قتل الكثير من الإخوة جراء الألغام التي زرعها الصحوات على مداخل مدرسة المشاة."&
&
الأمور المريبة
واشار، "إلى ان الإقتحام تعرقل لمدة ساعتين وانسحبنا إلى مواقعنا موقتاً، فإذ بالطيران يعود إلى دك مواقع الصحوات بشدة أكبر من السابق، ثم جاءنا أمر باستئناف الإقتحام، و هنا كانت المفاجأة وذلك بعد صدور أوامر بانضمام الإخوة المرابطين على جبهات النظام إلينا، و عندما قلنا للقادة بأن ظهرنا بات مكشوفاً للنظام، قال لنا الأمراء بأن لا تقلقوا، سيتم تغطية الجبهات سريعاً، فتابعنا الإقتحام و تم قتل وأسر عشرات الصحوات من مرتدي الجيش الحر، و تحرير مدرسة المشاة و عدة قرى منهم، ثم استمرت المناوشات الى ان استعاد المرتدون قرية تل سوسين منا، فجاء الطيران الحربي و قصفهم مجدداً، فبدأت الشكوك تلعب برؤوسنا حتى بلغت لأمرائنا، فقالوا لنا: الروس يريدون أن يوهموكم أنهم يساندوننا لكي يصنعوا الفتنة في ما بيننا، فاستعذنا بالله و انصرفنا من عنده، و لكن لم يسمح لنا بحفر الخنادق و تأمين المناطق التي فتحها الله لنا كما هي العادة عندما نسيطر على القرى و البلدات".&
&
الصدمة الكبرى
الداعشي المنشق، لفت "إلى ان الصدمة الكبرى كانت عندما جاءتنا الأوامر بالإنسحاب مباشرة بحجة معلومات عن قصف للطيران الروسي علينا، وانسحبنا دون ان نطلق طلقة واحدة، ودخلت قوات النظام إلى مدرسة المشاة أمام أعيننا،"، وختم قائلاً، "المدرسة التي حررناها من الصحوات بدماء عشرات الإخوة سلمناها باليد".
&
التعليقات