في سابقة هي الأولى في عالم النشر الصحافي، تقسو دار بيلد الألمانية على متابعيها على موقعها على الانترنت، إذ تفرض عليهم بدلًا ماليًا إذا أرادوا قراءة المحتوى من دون رؤية الاعلانات.

إعداد ميسون أبو الحب: تعتمد دور النشر والصحف الكبرى في العالم لتمويل خدماتها على الانترنت على مصدرين: الاعلانات ومبالغ الاشتراك السنوية او الشهرية.

وانطلاقًا من هذا، أعلنت صحيفة بيلد الالمانية أنها ستوقف خدماتها على الانترنت للمتابعين الذين يستخدمون برامج خاصة تريحهم من مشاهدة الاعلانات، وأن على الراغبين في الاستمرار في استخدام هذا النوع من البرامج ويريدون التخلص من الاعلانات أن يتوقفوا عن الدخول إلى موقع الصحيفة على الانترنت، او أن يدفعوا مبلغًا شهريًا للاشتراك في الصحيفة من دون اعلانات تقريبًا.

نحتاج ايرادات

قال بيان صدر من الشركة المالكة العملاقة اكسيل سبرنغر إن تزايد استخدام برامج منع ظهور الاعلانات يؤثر سلبًا في ايرادات جميع الصحافيين الذين يعتمدون في رزقهم على المبالغ المستحصلة من الاعلانات.

وقالت الشركة ايضًا إنها تعتبر استخدام برامج منع ظهور الاعلانات غير قانونية، كما قالت إنها رفعت دعوى على خدمة منع الاعلانات واسمها "Eyeo"، وقدمت استئنافًا لحكم سابق صدر في القضية في محكمة في منطقة كولونيا.

وتصف شركة اكسيل سبرنغر نفسها بأنها أضخم مؤسسة نشر في اوروبا، وتقول إنها تحقق حوالى نصف ايراداتها وثلاثة ارباع ارباحها من النشاطات على الانترنت.

وتستخدم بيلد في موقعها على الانترنت أنموذج "فريميوم"، الذي يجعل جزءًا من صفحاتها مجانية، غير أن بعض مقالاتها وصورها ومقابلات مهمة وحصرية تنشرها عادة ما تكون ببدل مالي. وقالت الدار: "من الآن فصاعدًا، ستجرب بيلد برنامجًا مضادًا لبرنامج منع الاعلانات"، وهذه هي المرة الاولى التي يعلن فيها ناشر الماني ضخم هذا الأمر.

البديل: بيلدسمارت

طرحت بيلد ما اسمته "بيلدسمارت"، وهو اشتراك شهري لقراءة الصحيفة مقابل مبلغ 2.99 يورو بنسخة خالية من الاعلانات تقريبًا. ووعدت بأن يكون التحميل اسرع بنحو 50 في المئة تقريبًا. قالت الشركة: "اولئك الذين لا يريدون التوقف عن استخدام برامج منع الاعلانات، او لا يريدون الدفع، لن يستطيعوا الوصول إلى محتوى الصحيفة على الانترنت".

وقالت دوناتا هوبفين، مديرة مجموعة بيلد، إن موقف بيلد جاء ردًا على استخدام متزايد لبرامج منع ظهور الاعلانات من خلال استخدام خدمة جديدة، واضافت: "حتى على الانترنت، نحتاج تمويل الخدمات الصحافية اعتمادًا على أسلوبين معروفين، وهما الاعلانات ووارد الاشتراكات، كي نستمر في تقديم صحافة مستقلة".
&