في ختام أعمال مؤتمرهم الرابع في لندن، انتخب& حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي عبر تصويت أعضائه من مختلف منافيهم، ومن خلال شبكة الانترنت، شخصية عروبية، رئيسًا للحزب سبق للنظام الإيراني أن نفذ الإعدام بوالده وشقيقه وأبناء عمومته.. فيما اكد المؤتمر تصميمه على العمل مع بقية فصائل المعارضة من أجل إسقاط نظام ولاية الفقيه.

لندن: أنهى حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي مؤتمره العام&الرابع، بعد يومين من الاجتماعات التي عقدها في لندن، وحضرتها "إيلاف" بمشاركة أعضائه ومستشاريه، تمت خلالها مناقشة القضايا الداخلية والإقليمية قبل تداوله الشؤون التنظيمية والحزبية.

وفي جلسة مغلقة للحزب، ناقش أعضاؤه من جميع منافي العالم وعبر الانترنت بسبب صعوبة الحضور مختلف وجهات النظر حول البرنامج السياسي والنظام الداخلي والسياسات المستقبلية للحزب على ضوء تطورات المنطقة والوضع داخل اقليم الاهواز بعربستان إيران حاليًا.. إضافة إلى بحث جميع القضايا المتعلقة بالشأن الأهوازي وموقف الحزب تجاه التطورات الراهنة في إيران والمنطقة.

وعكف المؤتمرون في الساعات الأخيرة للمؤتمر على إنتخاب لجنة مركزية جديدة تضم 11 عضوًا، ومكتب سياسي جديد يضم 5 أعضاء، انتخب جليل عزیز الشرهاني ليكون أمينًا عامًا جديدًا لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي.

والشرهاني من مواليد عام 1970 في مدينة الخفاجية بجنوب غرب إيران، ومن أسرة وطنية عربية أهوازية، قدمت الكثير من أبنائها ضحايا في سبيل الوطن، وبسبب انتمائها العروبي، ومن بينهم والده عزيز الشرهاني وشقيقه موسى الشرهاني وأولاد عمومته الذين اعدمهم النظام الإيراني بتهمة دفاعهم عن قضية شعب عربستان، والتي عرفت حينها من قبل أوساط النظام بإسم "خلق عرب"، بعد ان شكل محكمة صورية في مبنى قائمقامية مدينة الخفاجية عام 1980 وحاكم اعضاء اسرته بتهمة "محاربة الله ورسوله"، ونفذ فيهم الاعدام بطريقة وحشية، وكان جليل الشرهاني حينها لم يتجاوز العاشرة من عمره إلا أن تلك الجريمة ضد اعضاء أسرته بقيت محفورة في اعماقه واعطته دافعًا قويًا للدفاع عن الاهداف العربية الأهوازية التي ضحت اسرته من أجلها. وبعد أن انتقل الشرهاني إلى منفاه في بريطانيا ساهم بشكل مباشر مع سائر الاهوازيين في العمل الوطني من اجل حقوقهم المشروعة وفي تأسيس حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي.

تصعيد العمل حتى حصول شعب عربستان على حقوقه المشروعة

وشدد الشرهاني، في تصريح عقب انتخابه، على تصميمه للعمل على تصعيد "النضال حتى استرجاع جميع حقوق الشعب العربي الأهوازي المسلوبة".. ودعا اعضاء الحزب وانصاره إلى دعمه في مهمته الجديدة للدفاع عن شعب الاهواز في مواجهة الهجمة الشرسة التي يشنها ضده نظام طهران محاولاً محو هويته الوطنية والقومية وثقافته ولغته وعاداته وتقاليده العربية الاصيلة.

وفي بيان سياسي في ختام اعماله، فقد دعا الحزب بتحالف للشعوب غير الفارسية في إيران لنيل حقوقها المشروعة، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وضرورة التضامن لارغام النظام على منحها حقوقها المشروعة.

وأشار الحزب إلى أنّه انطلاقًا من التجربة المريرة التي اكتسبها وعايشها الشعب العربي الاهوازي تحت حكم الأنظمة الإيرانية المتعاقبة أنه لا يمكن اصلاح نظام ولاية الفقيه، كما أن طبيعته الشمولية المؤدلجة الممزوجة بالطائفية والشوفينية المعادية للعرب لن تسمح له بقبول أي حل للقضية الأهوازية بشكل خاص والمسألة القومية بشكل عام. واضاف أن الظروف الموضوعية هي التي قد تبقي إيران موحدة أو تؤدي إلى تفكيكها ففي حال ظلت إيران متماسكة بفعل الظروف الاقليمية والدولية، لكن في أي تغيير مقبل لايمكن للنظام القادم الذي من المفروض ان يبنى على انقاض النظام السابق أن يكون شموليًا وممثلاً لشعب وقومية واحدة.

واكد الحزب استمراره في الاتصال بالقوى المعارضة الإيرانية على أعلى مستوياتها، في اطار الحد الأدنى، وهو إسقاط النظام.. وقال "بما أننا نؤمن أن قضية شعبنا هي قضية عادلة لن نتردد في الجلوس على الطاولة مع أي طرف يعترف بحقوق شعبنا أو لديه إمكانية الإعتراف بهذه الحقوق، كما تعمل كوادرنا في الداخل والخارج في هذا الإطار".

وحذر الحزب القوى الإيرانية المعارضة&من تجنب اقحام قضيتها في الصراع الطائفي لأن نظام ولاية الفقيه هو المستفيد الأول من هذه اللعبة التي يعرف قوانينها أفضل من غيره، لأنه هو الذي اطلقها في المنطقة ووضع قوانينها ومولها وروج لها.. وقال إن "صراعنا مع النظام هو صراع قومي إنطلاقًا من مشروعية قضيتنا بعيدًا عن الشوفينية التي قد تقضي على شرعيتنا".&

وشدد الحزب على أن الحل الفیدرالي هو الانسب لهذه الحالة، موضحا بالقول "لكن الفدرالية ليست استراتيجيتنا النهائية بل حق تقرير المصير هي غايتنا وضمان ديمومتنا كشعب عربي له هويته المستقلة وحضارته العربية المميزة وامتداده التاريخي العريق".

ويتهم الأهوازيون النظام الحاكم في طهران بممارسة "التطهير العرقي الممنهج" ضد شعب الاهواز من خلال جلب مجاميع سكان من المحافظات الفارسية إلى مدن الإقليم العربي، بهدف قلب التركيبة السكانية لصالح الفرس، و"تجاهل متعمد لقضايا البطالة والبيئة"، حيث أصبحت الأهواز التي تؤمن أكثر من 80% من النفط في إيران، أخطر مدينة تلوثاً في العالم، وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2014 بسبب وجود الشركات الإيرانية والصينية العاملة في مجال التنقيب عن النفط والغاز في عموم مناطق ومدن الأهواز.