تبدأ مساء غدٍ، الخميس، لقاءات تمهيدية قبيل ساعات من اجتماع موسّع يوم الجمعة تشارك فيه أطراف إقليمية ودولية فاعلة حول سوريا، ورأت مصادر أن دعوة إيران إلى المشاركة تمثل تغييرًا في سياسة أميركا وحلفائها.

نصر المجالي: قالت مصادر دبلوماسية إن وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا، وهم أطراف لقاء فيينا الأول، سيعقدون اجتماعًا تمهيديًا الخميس قبل لقاء الجمعة.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة تأمل أن تتم "دعوة" إيران إلى المشاركة في سلسلة محادثات متعددة الأطراف حول الأزمة السورية ستعقد الجمعة في فيينا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، الثلاثاء: "نأمل أن تتم دعوة إيران إلى المشاركة" في هذه المحادثات، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا يعلم ما إذا كانت بلاده أو بلد آخر سينقل الدعوة إلى طهران، وما إذا كانت الأخيرة ستوافق.

وأعلنت فرنسا الاربعاء مشاركتها في المحادثات الدولية، وأعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول ان باريس ستتمثل في العاصمة النمساوية بوزير الخارجية لوران فابيوس.

واضاف المتحدث ان "لوران فابيوس سيجري قبل ذلك اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية (الروسي) سيرغي لافروف" اليوم الاربعاء. وقال ان "فرنسا تواصل حوارا مع الجميع وخصوصا مع الروس وايران".

واوضح ان "فرنسا تؤيد دعوة ايران، وتعمل من اجل حضور كل الاطراف". وقال مصدر ديبلوماسي روسي ان جلسة المحادثات في العاصمة النمساوية ستبدأ مساء الخميس بلقاء رباعي بين وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا.

للمرة الاولى&

مع هذه الدعوة، فإن إيران ستصبح وللمرة الأولى منذ بدء الصراع في سوريا أحد الاطراف التي تقرر مصير البلاد، وهذا يمثل تغييرًا كبيرًا وملحوظًا في سياسات الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الاوسط.

وقال تحليل لصحيفة (الغارديان) اللندنية إن هذه الدعوة هي العلامة الثانية على أن الأحداث بدأت تتخذ منحى في مصلحة نظام بشار الأسد بعد العلامة الاولى، وهي التدخل العسكري الروسي.

ويوضح كاتب التحليل إيان بلاك أن إيران كحليف استراتيجي للأسد اتخذت قرارًا استراتيجيًا وثابتًا منذ بداية الصراع في مساندة الأسد ونظامه، وهي على خلاف روسيا لم تقر ابدًا إمكانية التوصل الى حل سياسي للصراع بدون الأسد كشريك أساسي.

التمدد الإيراني

ويضيف أن إيران أمدت نظام الأسد بالمقاتلين من الحرس الثوري ومستشارين عسكريين،&وأمدته كذلك&بمليارات الدولارات نقدًا وفي صورة قروض، كما أمدته بمقاتلين من البلدان التي تشكل امتدادها الشيعي في دول الجوار، مثل العراق وأفغانستان وباكستان، كما دفعت بحليفها الآخر في لبنان إلى أتون المعارك.

ويشير بالتحليل إلى أن دعوة إيران بالطبع لن ترضي المملكة العربية السعودية والتي تشكو من تمدد للنفوذ الإيراني وخطره على أمنها، مضيفًا أن الرياض منعت دعوة إيران إلى محادثات مشابهة في السابق، "لكن رضاها هذه المرة يشير إلى اليأس السعودي الذي تواجهه على الساحة الدولية بخصوص الملف السوري"، كما يقول الكاتب.

ويخلص تحليل (الغارديان) بالحديث عن الاتفاق النووي الذي عقدته واشنطن مع إيران وإلى رؤية الرياض وحلفائها في الخليج التي تتمثل في أن إيران بإمكانها استخدام الاموال التي ستحصل عليها في دعم نفوذها وتوغلها في المنطقة، كما تفعل في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.