ما زالت حوادث الطرق تمثل الخطر الأكبر الذي يهدد حياة الشباب الإماراتي، فيومًا تلو الآخر نسمع عن حوادث بليغة تحصد ارواح الشباب خاصة ممن لا يتجاوز عمره العشرين عامًا منهم، الأمر الذي اصبح ظاهره خطيرة في المجتمع الإماراتي، وعلى الرغم من كل حملات التوعية والتحذيرات التي تطلقها الشرطة في الامارات السبع بضرورة الالتزام بقوانين السير والمرور، وقيامها بتقليل السرعات على كل الطرق. الا ان القيادة بطيش وتهور التي يتبعها الشباب صغار السن مازالت هي السمة الغالبة في الشوارع.

وفاة شقيقين في ريعان الشباب

واستيقظ سكان إمارة الشارقة اليوم الخميس على حادثة مفجعة راح ضحيتها شابان إماراتيان شقيقان في ريعان الشباب 21 و23 عامًا، حيث كان الشقيق الأكبر يقود سيارة من ذات الدفع الرباعي في الطريق الرابط بين عجمان والشارقة بسرعة كبيرة، ما أدى الى اختلال سيطرته على موقدها واصطدمت بعنف شديد في جدار إسمنتي وتدهورت مرات عديدة، وأسفر الحادث عن مصرعه في الحال واصابة شقيقه الأصغر إصابات بليغة، والذي توفي هو الآخر قبل وصوله الى المستشفى فجر اليوم.

وفاة عائلة بأكملها

ولم تكن تلك الحادثة هي الاخطر التي تقضي على حياة الشباب الإماراتي، حيث تسبب شاب متهور كان يقود سيارته بطيش شديد في السادس عشر من الشهر الجاري في وفاة أسرة اماراتية بأكملها في المنطقة الوسطى بالشارقة، بعد ان صدم سيارتهم وانحشروا داخلها.

حيث توفيت الأسرة المكونة من أربعة أفراد هم &( الأب 34 سنة ، الأم 26 سنة ، وطفلاهما 4 سنوات و 6 أشهر ).

ووقع الحادث نتيجة تصادم متقابل بين المركبتين. وتم اخراج الضحايا من السيارة ذات الدفع الرباعي بواسطة قوة الدفاع المدني ، ونتج الحادث ايضًا عن اصابة قائد المركبة الأخرى من نوع صالون والمتسببة بالحادث، وتبين من خلال التخطيط المبدئي ، أن سبب الحادث يعود إلى الإنحراف المفاجئ لقائد المركبة الصالون المتسببة بالحادث ، حيث أدى ذلك إلى اصطدام المركبة بالحاجز الخرساني الفاصل بين اتجاهي الطريق، وتطاير المركبة إلى المسار المقابل، واصطدامها بالمركبة الأخرى التي كانت تستقلها العائلة.

الحيطة والحذر

وأعربت شرطة الشارقة عن أسفها لوقوع هذا الحادث الأليم ، واهابت بجميع السائقين توخي الحيطة والحذر، والالتزام بحدود السرعات المقررة على الطرق الخارجية والانتباه والتركيز أثناء القيادة.

حوادث الشباب

وكشفت إحصائيات مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي أن عدد الحوادث المرورية التي ارتكبها الشباب في الفئة العمرية من 18 الى 35 عاماً، خلال الاشهر التسعة&الماضية من العام الحالي، بلغت نحو 63% من إجمالي الحوادث المرورية، وبلغت نسبة&الوفيات من تلك الفئة نحو 34% من عدد وفيات الحوادث المرورية خلال الفترة المذكورة.

الانحراف المفاجئ ومسافة الأمان

وقال العميد خميس إسحاق مدير مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي بالإنابة إن من أبرز أسباب الحوادث التي تسببت بها تلك الفئة الانحراف المفاجئ وعدم ترك مسافة كافية للأمان والسرعة دون مراعاة ظروف الطريق وتجاوز الاشارة الضوئية الحمراء، والاهمال وعدم الانتباه&وغيرها من الاسباب الأخرى.

الثقافة المرورية

واضاف أن هناك برامج مستمرة تستهدف رفع مستوى الثقافة المرورية بين الشباب، حيث إن الغالبية العظمى من حاملي رخص القيادة بإمارة أبوظبي من فئة الشباب (اعمارهم بين 18 الى 30 عامًا) حيث بلغت نسبتهم 53.6% من إجمالي حاملي الرخص بالإمارة. مشيرًا الى أن البرامج كثفت من التوعية عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمحاضرات بالجامعات والمؤسسات التعليمية، وتنظيم المعارض للارتقاء بسلوك السائقين الشباب وفتح قنوات للتواصل والحوار معهم، وحثهم على الالتزام بقانون السير والمرور بجانب التوعية المجتمعية، من خلال المجالس الشعبية &لتفعيل دور الأسر والمجتمع بالمخاطر الناجمة عن القيادة بسرعات زائدة، وتجاوز الاشارة الضوئية الحمراء والاهمال وعدم الانتباه، وعدم ترك مسافة كافية والانحراف المفاجئ.

زيادة عدد الرادارات

ونوه إسحاق إلى تطبيق خطة شاملة &للسلامة المرورية &للحد من المخالفات التي يرتكبها الشباب، من خلال زيادة عدد الرادارات &وتطوير نظام مراقبة متجاوزي الاشارة الضوئية، &بما يحقق أقصى درجات السلامة المرورية على الطرقات، وتفادي وقوع الحوادث المرورية الجسيمة، وما ينجم عنها من وفيات وإصابات بليغة.

نتائج خطيرة للقيادة بطيش وتهور

وحذر اسحاق من النتائج الخطيرة المترتبة على القيادة بسرعات عالية نتيجة للطيش والتهور، أو عدم إدراك قائد المركبة&للسرعة التي يقود بها نتيجة لعدم مراقبته عداد السرعة، بما يؤدي في الغالب الى عدم القدرة على سيطرة &قائد المركبة عليها، وتعامله مع الأحوال الطارئة على الطريق، كما &أنها تقلل من دقة تقدير المسافة نتيجة لانخفاض مجالات البصر وعدم رؤية الأجسام القريبة أمام السيارة، مبينًا ان المتجاوزين للسرعات المقررة والمحددة&على لافتات الطرق &يتم ضبطهم &من الرادارات ومن خلال الدوريات المرورية ومن خلال مباحث المرور.

مراقبة أولياء الأمور لأبنائهم

ودعا إسحاق أولياء الأمور الى مراقبة أبنائهم، والتقيد بقانون السير والمرور والسرعات المقررة وعدم القيادة بطيش وتهور، وعدم السماح لمن لا &يحملون رخصة سوق بقيادة المركبات حفاظًا على سلامتهم والآخرين، منوهًا بأن السلامة المرورية واجب ومسؤولية يتشارك فيها الجميع دون استثناء، ولابد من تضافر جهود كافة المؤسسات وجميع أفراد المجتمع لحث السائقين والمشاة، خصوصاً الشباب على التحلي بالمسؤولية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين من خلال التزامهم بالقانون.