علمت "إيلاف" أن عصائب أهل الحق العراقية هي التي قصفت مخيم ليبرتي - الحرية لعناصر المعارضة الإيرانية، اللاجئين في العراق، بـ 80 صاروخًا من صنع إيراني، ما أدى إلى مقتل نحو 20 شخصًا من سكانه.. فيما حملت زعيمة مجلس المقاومة مريم رجوي العراق والأمم المتحدة المسؤولية عن الهجوم.

لندن: قالت رئيسة "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" مريم رجوي الجمعة إن الحكومة العراقية والأمم المتحدة مسؤولتان عن الهجوم الذي تعرض له مخيم ليبرتي - الحرية بالقرب من مطار بغداد الدولي الليلة الماضية، ويضم حوالي ثلاثة آلاف شخص تابعون إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، الجناح السياسي للمجلس، وبينهم الف من النساء والاطفال.

ودانت رجوي في تصريح صحافي من مقر المجلس بضواحي باريس، وتسلمت "إيلاف" نصه، الهجوم الصاروخي على مخيم ليبرتي الليلة الماضية، وشددت على انه على المستوى الرسمي والقانوني فإن الحكومة العراقية والأمم المتحدة هما مسؤولتان عن عدم الحؤول دون وقوع هذه الجريمة الكبرى، لأنهما وقّعتا مذكرة تفاهم نهاية عام 2011 وأوجدتا كائناً بإسم "المكان الموقت للعبور"، ولذلك يجب عليهما أن تردّا على الهجوم على ليبرتي.

وأشارت إلى أنّ هذا الهجوم مثله مثل ستّ هجمات أخرى على مخيمي أشرف، (الذي كان يقع شمال شرق بغداد واغلق عام 2009) وليبرتي، "فإن وكلاء النظام الإيراني في الحكومة العراقية كانوا وراء الهجوم على ليبرتي، وأن الولايات المتحدة والأمم المتحدة على اطلاع دقيق بهذه الحقيقة".

وأضافت رجوي قائلة "نحن قد حذّرنا باستمرار، وفي الفترة الأخيرة حذّر 26 من نواب الكونغرس و32 شخصية أميركية بارزة وسبعون نائبًا في البرلمان الفرنسي من امكانية تعرض مخيم ليبرتي لهجوم وضرورة حمايته وساكنيه ومسؤولية أميركا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في هذا المجال.

واشنطن تدعو بغداد لتوفير حماية لمخيم ليبرتي

من جانبه، دعا&وزير الخارجية الاميركي جون كيري الحكومة العراقية الى توفير حماية إضافية لسكان مخيم ليبرتي الحرية الذي تعرض لقصف صاروخي وتقديم الجناة للعدالة ومحاسبتهم على الهجوم.

وطالب كيري في اتصالات مع مسؤولين في الحكومة العراقية الى جهد دولي لتقديم& المساعدة في التصدي للوضع الانساني المتدهور في العراق من خلال الترحيب بنقل سكان معسكر ليبرتي والاسهام في الصندوق الذي انشأته الامم المتحدة لدعم اعادة توطينهم.

واكد استمرار وزارة الخارجية الاميركية في المشاركة بالجهود الدولية لاعادة توطين سكان المخيم ونقلهم الى مواقع دائمة وآمنة في اقرب وقت ممكن.

العصائب استخدمت صواريخ إيرانية

وقد أكد مصدر عراقي عليم في اتصال هاتفي من بغداد مع "إيلاف" أن عصائب اهل الحق المرتبطة بإيران تمويلاً وتسليحًا وتدريبًا هي التي نفذت الهجوم على المخيم مستخدمة 80 صاروخًا من ضمنها صواريخ الكاتيوشا 122 ملم، وكذلك الصواريخ التي صنعتها إيران من النموذج الروسي إن بي 24 وأطلقت عليها إسم "فلق".

وقد أحدث انفجار الصواريخ حفراً بعمق مترين وبقطر ثلاثة أمتار ونصف، فيما هدمت حدة الإنفجارات بعض الكرفانات بشكل كامل وأسقطت عديداً من الجدران الخرسانية وحطمتها. وأشار المصدر إلى أنّ عصائب اهل الحق قامت باطلاق الصواريخ من قاعدة لها على عجلة تحمل منصة اطلاق صواريخ محورة في منطقة البكرية قرب الغزالية غرب بغداد.

قتلى وجرحى

ومن جهته، أشار "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" أنه قد تم نقل 22 من الجرحى إلى المستشفى في بغداد، حيث توفي اثنان منهم في المستشفى، وهما أكبر على دوست وحسن توفيق بسبب خطورة الجروح التي اصيبا بها.

وأشار إلى أنّه عرف لحد الآن مقتل اكثر من 20 ساكنًا في المخيم، واورد اسماء عدد منهم، وهم: حسين أبريشمجي أحد أبرز قادة جيش التحرير الوطني والمسؤولين في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وعضو المجلس الوطني للمقاومة.. إضافة إلى ابوطالب هاشمي وحميد دهقان وكيومرث يوسقي وحسين كندمي وحميد رضا ايمني.. وكذلك نيرة ربيعي ومهدي توكل وبهزاد ميرشاهي وحسن أداوي ورجب محمدي ورضا واديان وشريف ويسي وحسين سروآزاد وأحمد مس جيان وجاسم قصير وابوطالب هاشمي حميد دهقان، كيومرث يوسقي وحسين كندمي.
&
حرائق ودمار واسع

وابلغ مسؤول القضاء في "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" سنابرق زاهدي "إيلاف" في اتصال هاتفي من مقر المجلس في باريس أن مخيم ليبرتي الحرية الذي يقع بالقرب من مطار بغداد الدولي قد تعرض& لقصف كثيف بثمانين صاروخًا. وأشار إلى أنّه عرف لحد الان مقتل واصابة العشرات من سكان المخيم، الذي كان قاعدة عسكرية للجيش الاميركي عقب اسقاط النظام العراقي السابق في عام 2003.

وأضاف أن القصف الصاروخي قد الحق دمارًا كبيرًا بالمخيم ومنشآته وكرافات اقامة الساكنين في المخيم وانقطاع الاتصالات مع الخارج، الامر الذي يشكل عدوانًا صارخًا، محملاً الحكومة العراقية مسؤولية الخسائر الناتجة عنه.

وكان المخيم قد تعرض خلال السنوات الثلاث الاخيرة إلى هجمات صاروخية مماثلة اعلنت مسؤوليتها عنها مليشيات عراقية شيعية ترتبط سياسيًا وعسكريًا وتدريبًا وتسليحًا مع النظام الإيراني الحليف لبغداد. وقد ادت تلك الاعتداءات إلى قتل حوالي 117 شخصًا من سكان المخيم، فيما توفي 27 آخرون بالموت البطيء بسبب الحصار الطبي المفروض عليهم.

ويطالب المجلس بتوفير الحماية للسكان من قبل الحكومة العراقية والولايات المتحدة والأمم المتحدة والإعتراف بمخيم ليبرتي مخيمًا للاجئين ورفع الحصار عنه وإستبدال إدارة المخيم بأفراد يتمتعون بالنزاهة والحيادية وغير مرتبطين أو تابعين للنظام الإيراني.