رغم اعترافه بأن أداءه كان هزيلًا خلال المناظرة الأخيرة بين متنافسين على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، إلا أن جيب بوش يرفض في الوقت عينه إدعاءات منتقديه بأن تكون حملته الانتخابية دخلت "غرفة الإنعاش، وأن "نهايتها باتت قريبة"، مبررًا تدني خطابه في المبارزة التلفزيونية بأنه رجل أفعال، لا أقوال.


إعداد عبدالاله مجيد: دخلت حملة المرشح الجمهوري جيب بوش مرحلة حرجة، بعد المناظرة الأخيرة بين المتنافسين على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية عام 2016. ويواجه بوش الآن خيار الاستمرار في استراتيجيته أو الاستجابة لانتقادات مؤيديه وقياديين في الحزب يطالبونه بإجراء تغييرات في حملته الانتخابية المتعثرة.

تعاظمت المخاوف بشأن أداء بوش خلال المناظرة، التي بسببها، تعرّض حاكم ولاية فلوريدا السابق لأشد الانتقادات حتى الآن. ويواجه بوش اليوم إمكانية حقيقية بحجب قدر كبير من مصادر التمويل والدعم عنه، وتحويلها إلى منافسه عضو مجلس الشيوخ ماركو روبيو، بوصفه المرشح المفضل للجناح المحافظ السائد داخل الحزب، ما لم يتحرك بوش بسرعة لإنعاش حملته.&

الحلفاء قلقون
اعترف بوش خلال اجتماع مع جمع من كبار المانحين مساء الخميس بأن أداءه في المناظرة كان هزيلًا. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن شخص حضر الاجتماع أن بوش قال إن أداءه لم يكن في المستوى المطلوب.

أثار ضعف أداء بوش قلق العديد من حلفائه، وزرع شكوكًا عميقة في قدرته، ليس على منازلة منافسيه الجمهوريين فحسب، بل ومواجهة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في حملة انتخابية من المتوقع أن تكون عنيفة.

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن اللقاءات، التي جرت مع مخططين انتخابيين وممولين في عموم الوسط الجمهوري، أكدت عدم وجود خيارات جذابة، بصفة خاصة أمام بوش، لنفخ حياة جديدة في حملته.&

ولاحظ سيغ روغيتش، الذي عمل سنوات طويلة مستشارًا لعائلة بوش، أن كياسة جيب بوش ليست مناسبة في مناظرات حامية. أضاف إنه "يدرك وضع حملته الآن، وأعتقد بأنه سيتحرك على هذا الأساس". وحذر حاكم ولاية منيسوتا السابق تيم بولينتي، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، قائلًا إن "على بوش تحسين أدائه، وإلا فإن سوق الناخبين ستنفض عنه".

رجل أفعال
رفض بوش بعد المناظرة التوقعات السوداوية بشأن حملته، مؤكدًا أنها "ليست في غرفة الإنعاش، وأن النهاية ليست قريبة". وبرر تدني أدائه بالقول إنه لا يحسن الكلام في المناظرات، ولكنه رجل تنفيذي على أرض الواقع. وأعلن أمام حشد من مؤيديه "أتمنى أن أكون متفوهًا مثل بعض الآخرين على المسرح، ولكنني رجل أفعال، لا أقوال".

ويأمل بوش بتسليط الضوء على قدراته التنفيذية، لا الخطابية، في كلمة سيلقيها خلال الأسبوع المقبل في فلوريدا، بمناسبة صدور كتابه "الرد على الجميع"، الذي يضم الرسائل التي بعث بها على البريد الالكتروني حين كان حاكم فلوريدا. وقال مستشارو بوش إنهم ما زالوا يعتقدون أن تسليط الضوء على سجله حين كان حاكم فلوريدا من 1999 إلى 2007 سيعمل لمصلحته، ويعزز فرصه في نهاية المطاف.
&
لكن الخبير الانتخابي ماثيو داود قال إن على بوش، لكي يتقدم في حملته، أن يستميل مؤيدي المرشحين الجمهوريين الرئيسيين دونالد ترامب وبين كارسون، غير أن جهوده تبدو موجّهة ضد المرشح الآخر ماركو روبيو. وأشار إلى أن لدى مؤيدي ترامب وكارسون نظرة سلبية تجاه بوش، ونظرة إيجابية تجاه روبيو. وأضاف إن "جيب بوش ليس لديه احتياط من التأييد الإيجابي". إلا أن مراقبين يعتبرون أن ورقة بوش الرابحة هي لجنة العمل السياسي، التي تدعمه بجمعها أكثر من 100 مليون دولار حتى الآن، لتمويل حملته.
&