عزز الزلزال الذي ضرب مناطق في آسيا الأسبوع الجاري، المخاوف في دول الخليج من زلزال مماثل يضرب سلسلة جبال زاغورس في إيران، حيث تلتقي الصفيحة الأوراسية بالصفيحة العربية ما يولد ضغطا هائلا ينبئ بحدوث زلزال في تلك المنطقة التي تضم مفاعلات نووية إيرانية، لكن الخبراء الذين تحدثوا لـ"إيلاف" نفوا قدرة العلم حاليا على التنبؤ بموعد الزلازل.


حسن حاميدوى: أكد خبراء انه يصعب التنبؤ بموعد ومكان حدوث زلزال زاغورس لا سيما ان الزلازل& ليست كالتقلبات الجوية، التي يمكن توقع زمانها ومكانها إلى حد كبير، مشيرين في حديثهم لـ"إيلاف" إلى أنّ& بعض الناس يعتقد أن لدى العلماء المختصين قدره على معرفة موعد، ومكان حدوث الزلزال على غرار معرفة علماء الفلك، لكن هذا مستحيل حيث ان الوضع يختلف جملة وتفصيلاً في ما يتعلق بحدوث الزلزال الذي لا يعلم وقته ومكانه، وقوته إلا الله، على حد تعبيرهم.

يأتي ذلك بعد ان توقع متخصصون ان الفترة المقبلة ستشهد زلزالاً في منطقة جبال "زاغورس" في إيران، وذلك بعد الزلزال الذي شهدته جبال "الهندوكوش" بين باكستان وأفغانستان، مشيرين إلى ان منطقة الخليج العربي ستتأثر بهذه الزلازل، خصوصاً أن المنطقة تحوي مفاعل بوشهر النووي الإيراني ، والذي لن يتحمل قوة& الزلازل، مما ينذر بوقوع كارثة كالتي وقعت في "تشارنوبيل" نتيجة الانفجار النووي.

سلسلة جبلية

وتعرف منطقة "زاغورس" بأنها سلسلة جبلية يبلغ طولها& 1500 كلم، وتمتد من منطقة كردستان بين تركيا والعراق وإيران شمالا، و قد تكونت من اصطدام الصفيحة الأوراسية بالصفيحة العربية، ونتيجة لهذا الاصطدام والضغط الكبير الناجم عنه، تكونت صخور رسوبية، تبدو واضحة في سلسلة جبال زاغورس.

الدكتور عبدالله المسند الاستاذ المشارك في قسم الجغرافيا في جامعة القصيم، اوضح أن منطقة زاغورس ضمن النطاقات النشطة زلزالياً، وحدوث زلزال بقوة 7 درجات فأكثر سيؤثر على الخليج وعلى مفاعل "بوشهر الإيراني"، لكن لا احد يعلم متى وكيف يقع الزلازل.

بلا مقدمات !

وأشار المسند في حديثه لـ "إيلاف" إلى أنّ الزلزال يقع فجأة ودون أي مقدمات او مؤشرات، وأضاف "الزلازل ليست كالحوادث الفلكية أو التقلبات الجوية التي يمكن التنبؤ بها، وتوقعها زمنياً ومكانياَ غير ممكن إلى حد كبير، وحتى الحيوانات لا تستطيع التنبؤ بالزلازل فضلاً عن الانسان.

وقال المسند ان البعض لا يزال يعتقد أن لدى العلماء المختصين بالزلازل، ومراكز الرصد، قدرة على معرفة موعد، ومكان حدوث الزلزال، وقوته، وذلك على غرار معرفة علماء الفلك بوقت الحوادث الفلكية كالكسوف والخسوف، أو توقع علماء الأرصاد الحالة الجوية، وهذا محال، مضيفا أنّ "الوضع يختلف جملة وتفصيلاً في ما يتعلق بحدوث الزلزال الذي لا يعلم وقته، وحجمه، وعمقه، ومكانه، وقوته، وشدته إلا الله سبحانه وتعالى".

نشاط زلزالي

من جهته، قال المهندس هاني زهران، مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، ان منطقة زاغورس هي منطقة التقاء وتصادم صفائح أرضية، وبالتالي من الطبيعي ان تحدث هزات ارضية بين فترة وأخرى نتيجة هذا التصادم.

وأشار زهران في حديثه لـ "إيلاف" إلى أنه لا يمكن التنبؤ بحدوث زلزال في وقت ومكان معين، لكن يمكن القول باحتمالية وجود نشاط زلزالي في فترة معينة& دون توقع حدوثه.

وأضاف "تأثير الزلزال الناتج عن تصادم الصفائح في منطقة زاغورس، لن يكون مؤثرا، وسيكون محدودا جدا على السعودية ودول الخليج، ولن يشعر به الا من هم في الابراج العالية الواقعة بالقرب من المنطقة.

مفاعل بوشهر

وحول تأثيرات الزلزال على مفاعل بوشهر الإيراني قال زهران ان هذا الامر يجيب عليه المتخصصون، حيث يعتمد هذا الامر على قدرة تحمل المفاعل لدرجة وقوة الزلزال، فضلا عن اتجاه الرياح اذا انهار المفاعل ووقع انفجار لا سمح الله، وأيضا تأثيره على مياه الخليج.

وأضاف: "كل هذه تساؤلات يمكن ان يجيب عليها المتخصصون في انشاء المفاعلات النووية، وذلك لتحديد مدى الاضرار والتأثيرات المتوقعة ان حدث زلزال بالقوة التي لا يمكن معها ان يصمد المفاعل".

تجدر الاشارة إلى أنّ 260 شخصا لقوا حتفهم وأصيب المئات بجروح، إثر زلزال مدمّر ضرب مناطق مختلفة في باكستان وأفغانستان والهند يوم الاثنين الماضي، حيث بلغت قوة الزلزال 7.8 درجات على مقياس ريختر، هذا وحذّرت هيئات الإغاثة من ارتفاع عدد القتلى والجرحى إلى الآلاف، لا سيما وأن هناك مناطق جبلية نائية لا تعرف مدى الأضرار التي لحقت بها، نظراً لتعطل شبكات الهواتف، كما أن الانهيارات الأرضية أدت إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى المناطق الأكثر تضررا.