الخلافات بين الأحزب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD الى ازدياد في سوريا، ويخشى متابعون للشأن الكردي من تبعات هذه المشاكل، ويؤكدون أنه لا بد من طريقة للخروج من عنق الزجاجة وحل المشاكل العالقة والعودة الى اللقاءات المشتركة والحوار وخاصة بعد اغلاق الادارة الذاتية في المناطق الكردية مكاتب بعض الأحزاب.


بهية مارديني: اتهم زارا صالح القيادي في حزب يكيتي الكردي "قوات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي بمداهمة مكتب حزب يكيتي الكردي الأحد الماضي في بلدة ( تل تمر) الواقعة بين الحسكة والقامشلي واغلاقها بالقوة بحجة انها غير مرخصة من قبلهم."

واعتبر في تصريح لـ"ايلاف" ان "اقدام "ب ي د" على ذلك هي نتيجة طبيعية لحزب شمولي لا يقبل الشراكة والرأي المخالف وقد جاء كرد على نشاطات حزب يكيتي ضد ممارسات ادارته من تجنيد اجباري وفرض مناهج تعليمية مؤدلجة وكذلك الاستيلاء على الممتلكات وفرض الاتاوات مما أدى إلى هجرة تعسفية فرغت المنطقة الكردية من سكانها".

رد على المظاهرات

وقال "كل تلك الممارسات كان اليكيتي يندد بها ويخرج بمظاهرات مثل الاخيرة التي جرت في بلدة كركي لاكي - رميلان باسم المجلس الكردي والتي طالبت بالغاء النظام التعليمي المفروض من قبل ب ي د، وكذلك غيرها من التصريحات والاصوات الجريئة لقيادة الحزب عبر وسائل الإعلام لفضح الممارسات الخاطئة وسياسة القمع بحق الاحزاب والمنظمات الكردية التي تخالف نهج الاتحاد الديمقراطي الذي وبحكم عقليته وثقافته الاستبدادية يمارس تلك السياسات".

وحول الخلافات الكردية الكردية قال "نحن نرى بان المنطقة الكردية كما في سوريا عموما تعاني من براميل وقصف النظام وخطر داعش وهذا يستدعي توافق كردي والتزام بما تم من اتفاقيات تضمن و بغطاء دولي دخول بيشمركة سوريا للدفاع سوية وحماية المناطق الكردية والبناء على شراكة مع بقية المكونات."

وقال" أن هذه الخطوة هي ليست الاولى لحزب الاتحاد الديمقراطي وقد سبق أن تم اطلاق النار على مكتب حزب اليكيتي في عامودا ( استشهد الرفيق اراس بنكو بنيرانهم) &وفي قامشلو عبر محاولات يائسة لإسكات صوت الحق والنهج الصريح القومي لحزب يكيتي الذي يقف دوماً كما كان يفعلها في عهد نظام الأسدين واليوم لن يقبل باستبداله باستبداد كردي لاننا نؤمن بأن تكون سوريا واقليمها الكردي واحة الحرية ونظاما تعدديا اتحاديا علمانيا يحتضن الجميع"..

وردا على سؤال حول امكانية التفاهم قال" ان التفاهم مع الاتحاد الديمقراطي أمر صعب اولا بحكم طبيعته الاستبدادية ، وثانيا بسبب عدم استقلالية قراره وتبعيته لحزب العمال الكردستاني الذي يخدم المشروع الايراني".

المطلوب الشراكة سياسيا وعسكريا

وحول كيفية الخروج من عنق الزجاجة لمصلحة الشعب الكردي أكد القيادي الكردي "أن الخروج ممكن اذا عاد حزب الاتحاد والتزم باتفاق دهوك وغيرها من الاتفاقيات والتي اشرف عليها الرئيس مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان والتي تعتمد الشراكة سياسيا وعسكريا أي البيشمركة وقوات حماية الشعب معا يشكلون قوة مشتركة وهذا ممكن برعاية دولية لفرض نجاحها".

واعتبر صالح ان حزب يكيتي لم يقم بأي نشاط مخالف او استفزازي ولكن اغلاق المكاتب جاء كرد فعل من حزب الاتحاد على كلمة القيادي حسن صالح في التظاهرات الاخيرة والتي قادها يكيتي ونددت بأعمالهم، رافضا سياسة امر الواقع او بث الخوف على الساحة الكردية.

وكان حسن صالح القيادي الكردي قال نحن" لسنا ضد تدريس اللغة الكردية في المدارس ولكننا نرفض ادلجة المنهاج التعليمي الذي قام به "ب ي د" وهذا يشكل تهديدا لجيل الشباب ومستقبله دراسياً وسنكون امام جيل بعيد عن الدراسة والعلوم كما يجب، نحن لن نقبل أن يقوم هذا الحزب بفرض سياساته بالقوة و سوف نقف سلمياً بوجه ذلك ونقوم بتظاهرات في كافة المدن الكردية. وليس هذا فقط فان ممارسات ب ي د سبقها التجنيد الإجباري و مصادرة عقارات وأملاك الناس وتضييق الخناق على الكرد من عدة نواحي خاصة الذين يخالفون نهجهم".

لا مفاجآت

الناشط والسياسي الكردي&أحمد موسى قال لـ"ايلاف" إن الخطوة التي أقدمت عليها الإدارة الذاتية الديمقراطية "والتي تدار من قبل حزب الإتحاد الديمقراطي ب ي د لم تكن مفاجئة وهي ليست المرة الأولى تغلق مكاتب خصومها السياسيين في هيمنة واضحة على المشهد الكردي وإمتصاص الحياة السياسية و تجفيفها و بالتالي إختزال القضية الكردية ومصادرتها في حزبهم".

واضاف موسى "هذا الإجراء يذكرني بنظام الأسدد المجرم الذي كان يمنع تداول السياسة في المنطقة الكردية، وبل زج الساسة الكرد في سجونها، واليوم تأتي خليفتها في السلوك الإستبدادي و تبدأ بحملة إغلاق المكاتب الحزبية بحجة التراخيص التي يجب أن تمر من تحت أيديهم و بالتالي يجعل من نفسه قائد الدولة و المجتمع كما حال البعث سابقاً".

وشدد "هذا الإغلاق للمكاتب الكردية لها معنى وحيد وهي سيطرتهم على المنطقة الكردية لوحدهم وعدم إشراك أحد في إدارتها من الخصوم السياسيين رغم الإتفاقات الثلاثة في هولير و دهوك الكردستانية وبرعاية الرئيس البارزاني فقد ضربها عرض الحائط و قرر عدم تنفيذها ."

ورأى أن" هذا التضييق لن يؤثر على عمل الأحزاب الكردية وبل تٌفقد الإتحاد الديمقراطي بعضاً من مصداقيتها في الشارع الكردي و تنخفض أسهم شعبيتها رويداً رويداً وخاصة بعد فرض منهاجهم الأيدلوجي على الطلبة الكرد مما فرضت على الناس الإنقطاع من المدارس و قرارات عدة أضيفت على فقدها لشعبيتها . وإغلاق مكاتب الأحزاب الكردية المنضوية تحت جناح الإئتلاف السوري المعارض لهو خدمة مجانية للنظام القائم في المناطق التي تدعي الــ ب ي د أنها تديرها ؟".

علاقة الاتحاد الديمقراطي والادارة الذاتية

ولكن ابراهيم ابراهيم المسؤول في المركز الاعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD – أوروبا قال &لـ"ايلاف " أنه فيما يتعلق بإغلاق مكتب" ما يسمى بحزب اليكيتي ليس نحن من اغلقناه، فهناك ادارة تدير شؤون روج أفا و هي التي تتعامل مع الوقائع هناك ، أما نحن حزب سياسي نمارس السياسة و لا نتدخل بالشؤون الادارية ...!! ".

و أضاف "على فكرة قد تغلق الادارة مكتبنا في اي مكان في روج آفا &أيضا فيما لو تجاوزنا القوانين و الحدود. و اتمنى ان يكون هذا الامر واضحا للجميع &و اتصور هناك مبالغة شديدة في مسألة علاقة حزبنا بالادارة الذاتية "، موضحا "قضية " تعنبرها مهمة " وهي أن الكم الجماهيري الكبير و الحاضنة الشعبية الواسعة لحزبنا لا يعني اننا نسيطر على الادارة الذاتية و أن هذه الادارة تأتمر بأمرنا و بنفس الوقت نمارس حقنا في معارضة القرارات التي تصدر كما نقترح بعض الاقتراحات و هذا حق كفله لنا القانون . و من الطبيعي أن امتلاكنا لهذه الحاضنة الكبيرة و التي جاءت لما يقوم به حزبنا ويقدمه من تضحيات في سبيل قضية الشعب و الوطن أن تكون هي الاكثرية في العديد من المؤسسات, فليتفضلوا بتقديم ما قدمه حزبنا من الشهداء ولينتزعوا منا الحاضنة و نقول لهم مبروك...!!".

اما ردا على سؤال حول علاقة حزب الاتحاد الديمقراطي بالاحزاب الكردية فاعتبر أه سؤال ليس منطقيا و ليس في محله " لأننا على علاقة جيدة و ممتازة مع جميع الاحزاب الكردية و لا يجوز أن نعتمد في هذه القضية على كلام و احاديث مجموعتين كرديتين او أكثر هما خارج السرب الكردي بالمعنى السياسي &و لا يملكون أية قاعدة جماهيرية بين الشعب الكردي . و هنا أحب ان أسال إذا كان حزبنا على حد اتهاماتهم هو الذي يمنع نشاطاتهم . فأين هي نشاطاتهم في أوربة أو في كردستان العراق مثلا ...؟؟؟"، وتابع" &هؤلاء لا يملكون سوى فلسفات انشائية فارغة و حذلقات معرفية".

وأكد ابراهيم "إن ما يسمى بحزب يكيتي الكردي و المجلس الوطني الكردي هم فعلا فقدوا الاسباب و الشروط التي يجب ان تتوفر في أي حزب سياسي سواء كانت الشروط اخلاقية او سياسية و تجاوزوا حدود السياسة و النقد المحترم, فهم يمارسون الشوشرة على مكاسب ثورة روج آفا لانهم لا يملكون اي مشروع سياسي وطني و هذا معروف للشعب الكردي و تجلت هذه الحقيقة فعلا في إهمال جميع القوى الاقليمية و الدولية لتلك المجموعات عن أي لقاء أو حوار يتعلق بالشأن السوري حيث باتوا محصورين في مكاتبهم في استنبول فقط".

دولة اتحادية

هذا وعقدت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي اجتماعها الاعتيادي يوم الجمعة الماضي في مدينة قامشلو(القامشلي) وانتقل المجتمعون لمناقشة المستجدات السياسية على ضوء الاجتماعات الدولية والاقليمية التي تعقد حول مستقبل سوريا في عدة عواصم وكان اخرها في فيينا.

تم التأكيد، بحسب بيان للامانة العامة للمجلس تلقت "ايلاف" نسخة منه ، "على العمل لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وفق بيان جنيف ١ و إنهاء الحرب والدمار وتشكيل هيئة حكم انتقالية تفضي لبناء دولة اتحادية ذات نظام ديمقراطي تضمن فيه حقوق كافة المكونات السورية بالتوازي مع مواجهة القوى الإرهابية ووضع حد لها ووجه بضرورة تحرك مكتب العلاقات الوطنية والخارجية بالمجلس وبشكل مكثف ونقل رؤيته للحل السياسي في البلاد ومواقفه الى جميع الاطراف ذات الشأن بالوضع السوري ومواكبة الأحداث السياسية والسعي لتوحيد الموقف بين المجلس الوطني الكردي و tev-dem حول القضايا المصيرية للشعب الكردي في سوريا واكثر من أي وقت مضى لأنه و في حين يتم مناقشة تقرير مصير الشعب السوري في خارج سوريا ومازالت القوى الارهابية تعيث فسادا في البلاد , ويستمر النظام بقتل الشعب السوري امام صمت المجتمع الدولي . فان الشعب الكردي في مناطقه يعاني من الويلات بسبب الممارسات الترهيبية واصدار القرارات والفرمانات من جانب الإدارة المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي من تجنيد اجباري وفرض للمناهج التعليمية واغلاق المدارس الابتدائية و فرض الضرائب والاتوات ووضع اليد على الممتلكات الخاصة بالمواطنين الكرد واعتقال النشطاء الكرد وصولاً الى إغلاق المكاتب والمقرات التابعة لأحزاب المجلس الوطني الكردي و منظمات المجتمع المدني".

وفي هذا السياق أكد البيان "على استمرار النشاطات الميدانية من قبل المجالس المحلية للمجلس الوطني الكردي لمناهضة سياسة فرض المناهج التعليمية واغلاق المدارس في المناطق الكردية اضافة إلى توجيه مذكرة إلى الجهات والمنظمات الدولية المعنية بمناهج التعليم و شؤون الطفل".

وعلى صعيد الاخطار التي تكتنف بالمناطق الكردية والشعب الكردي من قبل داعش ومثيلاتها فقد أكد الاجتماع على ضرورة واهمية دخول بيشمركة كردستان سوريا للدفاع عن المناطق الكردية و"لوضع حد لادعاءات pyd بأنه الجهة الوحيدة التي تدافع عن الكرد في حين إنها تسببت بتهجير الآلاف من ابناء الشعب الكردي لفرضها التجنيد الاجباري".