قوات "بيشمركة روج آفا" هم جنود أكراد انشقوا عن قوات النظام السوري وتلقوا تدريبات في إقليم كردستان العراق، تبنتهم قوى سياسية كردية سورية بشكل رسمي، فيما يشكك آخرون في ولاءاتهم ودورهم في قتال تنظيم داعش الارهابي.


بهية مارديني: يدور النقاش في سوريا هذه الأيام حول مدى امكانية مشاركة قوات البيشمركة المعروفة بـ"روج افا"، الموجودة في كردستان العراق والمؤلفة من اكراد سوريين تدربوا هناك، مع قوات الاتحاد الديمقراطي الكردي الـ بي ي ديه، لقتال داعش.

ثمة من يقول إن الحزب الديمقراطي الكردي الذي يسيطر على المناطق، يمنع أي قوات أخرى من الدفاع عن الجزيرة السورية، لكنّ قياديًا كرديًا يؤكد أن الباب مفتوح لمن يريد المشاركة في الدفاع عن الأكراد.

ويؤكد خالد عيسى ممثل الـ بي ي ديه في فرنسا، خلال تصريحه لـ"إيلاف"، أنّ "الباب مفتوح لكل من يريد المساهمة في الدفاع. ولكن لا يمكن أن تكون للقوات المسلحة إلا قيادة عسكرية واحدة، و كل من يريد التطوع في الدفاع سواء كأفراد أو كمجموعات لا بد وأن يقبل بالخدمة ضمن إطار هيئة الدفاع والمؤسسات التابعة لها، مثل قيادة وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة. أي يجب أن تكون كل القوات المسلحة تابعة لمرجعية قيادية واحدة. لأنه عندما كانت قوات البيشمركة في جنوب كردستان (في العراق) تتبع مرجعيتن، تم الاقتتال الاخوي نتيجة خلافات بين المرجعتين، وهذا ما لا نريد تكراره".

ويقول عبد العزيز التمو، المعارض السوري الكردي المستقل، انه بالنسبة للبشمركة "روج آفا"، فإننا نسمع بوجود هذه القوات منذ بداية الثورة ولم نشاهد افعالهم حتى بإطلاق طلقة على مخفر، والساحة السورية أصبحت مفتوحة للجميع، وإذا كانت&فعلا هذه القوات المدربة والكبيرة موجودة&اعتقد بأنها تستطيع فعل شيء على الأقل في القامشلي، حيث تقوم بتحرير المدينة من النظام وشبيحته وكذلك تقف بوجه داعش والارهاب.

واضاف لـ"إيلاف": تستطيع هذه القوات خلق نوع من التوازن على الارض التي يستأثر بها مسلحو ال ب ي ديه، وقاموا بإفراغ المنطقة من سكانها بالتهجير وتجنيد الشباب والبنات للعمل تحت أمرتهم وسوقهم للموت في مناطق ليس للكرد فيها لا ناقة ولا جمل.

ولكن خالد عيسى قال إن "وحدات حماية الشعب (التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي) وحلفاءها لا تدخل في أي صراع عسكري الا عندما ترى فيه مصلحة لشعبنا، اما لرد العدوان أو لاسترداد حق او لدرء خطر محدق أو لتجنب خطر مؤجل".

وخلال اجتماعات المجلس الوطني الكردي التي انتهت الخميس الماضي، جرى حديث حول أن الخلافات قد انتهت بشأن تبني المجلس الوطني الكردي للقوة العسكرية المدربة في اقليم كوردستان "بيشمركة روج افا"، وأن وراء الكواليس تقبع قوة ضاغطة للرئيس مسعود البارزاني وموافقة أميركية، ولكن سادت تساؤلات من قبيل "هل ستقبل وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي بدخول البيشمركة إلى المناطق الكردية وكيف سيقوم المجلس الوطني الكردي بتمويل هذه القوة العسكرية؟"

كما أفضى الاجتماع الى تشكيل مكتب الأمانة ليصبح مؤلفًا من إبراهيم برو سكرتير حزب يكيتي الكردي&رئيساً للمجلس، وفصلة يوسف من حزب الوحدة الديمقراطي المنشق من جناح حزب محي الدين شيخ آلي، وأحمد سينو المنشق من جناح نصر الدين إبراهيم حزب الديمقراطي الكردي "البارتي"، و جار أحمد اتحاد الطلبة الكردستاني، و خليل حسام(مستقل).

وتحدثت عدة مصادر عن انسحاب الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يتزعمه القيادي الكردي عبد الحميد درويش من لجنة العلاقات الخارجية.

ولكن علي شمدين عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي قال لموقع "كردنامه" الكردي إنّ الحزب لم يعلن انسحابه من المجلس الوطني الكردي، وإنما قرر تجميد عضويته في لجان المجلس.

وأوضح شمدين "قرارنا كان نتيجة تراكم الأخطاء والمشاكل داخل المجلس، والتي تعود بمعظمها إلى تصرفات PDK-S وسلوكه الذي يبلور حالة من التفرد والغرور التي رفضناها سابقاً ونرفضها الآن أيضاً".

وأضاف "كان حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، وقبل انعقاد المؤتمر الثالث للمجلس الوطني الكردي بقليل، قد قرر تجميد عضويته في المجلس لتلك الأسباب الآنفة الذكر، ولكن بعد لقاء الرفيق حميد درويش (سكرتير الحزب) برئيس الإقليم مسعود البارزاني، وفي ما بعد التوصل بحضوره مع حزبي (الديمقراطي الكردستاني- سوريا، وحزب يكيتي الكردي في سوريا)، إلى اتفاق ثلاثي يقضي باعتماد التوافق والتنسيق من أجل تفعيل المجلس وإخراجه من عطالته، وعلى هذه الأرضية تراجعنا عن قرارنا".

أما يوم الجمعة الماضي فقد&عقد لقاء في مدينة أورفا بين وفد من وزارة الخارجية البريطانية، وعدد من المؤسسات المدنية السورية حول مدينة تل أبيض.

وقال رشاد اسماعيل وهو عضو إداري في منتدى تل أبيض للمجتمع المدني، للموقع الكردي "ARA News" أن "تل أبيض أول مدينة ذات بعد استراتيجي هام تخرج عن سيطرة داعش، بغطاء دولي وإقليمي، وقوات مشتركة على الأرض، حيث تعتبر هذه المدينة الخزان البشري الهام للقوى البشرية لداعش (تنظيم الدولة الإسلامية)، وينحدر منها معظم الأمراء، ووالي الرقة، والممر الاستراتيجي الهام لتدفق القوى البشرية القادمة من الخارج عبر الحدود التركية، إضافة إلى أنها شريان اقتصادي هام بالنسبة للتنظيم، كما أنها أول مدينة شهدت تهجيراً حقيقياً حسب تقارير ومعايير الأمم المتحدة، وهي تهجير الكرد في تموز عام 2013".

وأشار اسماعيل إلى أنهم "ناقشوا التحديات والعوائق التي يمكن أن تعيق العملية وحدودها بالتحدي الأمني، والاختراقات، والألغام، والاغتيالات"، وطالبوا المزيد من المساعدات .

وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد انسحب من مدينة تل أبيض في محافظة الرقة شمال شرقي سوريا بعد هجوم شنته القوات المشتركة (الاتحاد الديمقراطي والجيش الحر) على المدينة بمساندة طائرات التحالف الدولي.