تعاطف أكراد سوريا مع نظرائهم في إيران، الذين انتفضوا ضدّ النظام بُعيد انتحار الفتاة الكردية، فريناز خسرواني، في مدينة مهاباد. وأصدرت معظم الأحزاب بيانات شجبت من خلالها التعامل القمعي للنظام مع الاحتجاجات.


بهية مارديني: أثار حادث انتحار الفتاة الكردية، فريناز خسرواني، في مدينة مهاباد، هرباً من محاولة اغتصاب من جانب موظف قيل إنه من المخابرات الايرانية، غضباً عارمًا في مناطق مختلفة من ايران.

وخرجت مظاهرات احتجاجية في عدة مدن وعواصم وخصوصًا في اسطنبول واربيل، كما أصدرت الجماعات والأحزاب الكردية بيانات تنديد وشجب واستنكار.

واعتبر القيادي الكردي السوري، زارا صالح،& حادثة الاعتداء على الفتاة الكردية فريناز من قبل أحد المسؤولين الإيرانيين وبتواطؤ من إدارة الفندق، ما أدى إلى مقتل الفتاة بعد أن رمت بنفسها من الطابق الرابع أثناء محاولتها الفرار، "شرارة الانتفاضة الكردية التي حركها الاحتقان الشعبي العام ضد سلطات القمع والاستبداد الإيرانية، حيث أحرقوا الفندق وعمّت التظاهرات أكثر من أربع عشرة مدينة في كردستان -إيران، ثم امتدت إلى العاصمة طهران رغم القمع ووحشية مخابرات ولاية الفقيه، إلا أن الكرد وحدهم يواجهون ذلك في ظل غياب صوت المعارضة الإيرانية، وكذلك الدعم العام سياسياً وإعلاميا وأيضاً الصمت من قبل المجتمع الدولي على جرائم السلطات في إيران"، على حدّ تعبيره.

وأضاف صالح في تصريحات لـ"إيلاف": "لقد حاول الحرس الثوري وقوات الباسيج تطويق مهاباد وغيرها من المدن، وهناك حديث عن قتلى وجرحى وأكثر من 700 معتقل وحالات تعذيب شديدة".

ويقول إنّ ما يجري اليوم في كردستان "هو ثورة تحتاج إلى دعم عربي اولاً، لاسيما وأن النظام الإيراني هو الذي يحتل دولاً عربية ويسعى جاهداً لتوسيع نفوذه سواء في سوريا، العراق، اليمن ولبنان وغيرها، وقد حانت اللحظة كي تنتفض جميع المكونات في إيران".

يضيف: "وكما نعلم، عرب الأحواز يتعرضون أيضاً للقتل والقمع ولا نسمع عن أي دور عربي اعلامي على الأقل، وكأنه متواطئ في ذلك عبر سكوته عن جرائم نظام إيران".

ويرى صالح أن الموقف العربي "لا يزال يعاني عقدة الشعور القومي حيال الكرد، ولهذا فإن هذا السكوت بمثابة تحالف مع إيران".

ويدعو صالح الجميع "إلى دعم انتفاضة مهاباد، ولا نأمل أن تكون مثل انتفاضة قامشلو عندما قام العرب وحتى نخبها قبل النظام بمهاجمة الكرد".

وشدد على أنها لحظة مفصلية في العلاقة الكردية -العربيةـ وحتى في الخارج ومع أوروبا"، وعبّر عن أسفه لأنه "عندما يتظاهر الكرد أمام السفارات الإيرانية نجدهم وحيدين".

من جانبه، انتقد إبراهيم إبراهيم، مدير المكتب الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري فى أوروبا، pyd (الذي يرأسه صالح مسلم) "الممارسات الإبادية التى تمارسها الدولة الفارسية في إيران ضد الكرد"، مؤكدًا "إعدام عشرات الشباب الكرد في طهران في ظل صمت عربي ودولي، مما جعل السلطات تتمادى في سلوكها الإجرامي يومًا بعد يوم".

وطالب ابراهيم دول العالم "بالوقوف إلى جانب الكرد في إيران ومحاسبة المجرمين الذين تسببوا في مقتل الفتاة الكردية فريناز خسرواني".

وأكد إيراهيم، في تصريحات صحافية، أن مظاهرات عارمة تجتاح مدينة مهاباد الإيرانية اعتراضًا على محاولة ضابط مخابرات إيراني اغتصاب فريناز خسرواني، مؤكدا إحراق كرد إيران للفندق الذي حدثت فيه الواقعة، مؤكدًا تعامل الشرطة الإيرانية ومخابراتها، وفقًا للفكر القومي الديني المذهبي، بكل وحشية مع المدنيين، مما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين الكرد في المدينة.

وقال السياسي الكردي فيصل نعسو عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني –سوريا، بأن ما جرى يوم الجمعة الماضي في مدينة مهاباد الكردية بإيران، يذكرنا بأيام الثورة السورية الأولى، حين اندلعت في شهر آذار/مارس من عام 2011، لتشمل معظم المدن والبلدات السورية من مدينة ديريك والقامشلي وعفرين وكوباني، إلى حلب ودمشق وحماه وحمص، آملاً أن تكون بداية الربيع الكردي والعربي والفارسي في إيران.
&
وأشار في تصريحات لمواقع سورية إلى أن شرارة الثورة بدأت بتونس وشملت معظم الأقطار العربية، و"نأمل أن تكون الانتفاضة في مهاباد الشرارة الأولى للثورة ضد نظام الملالي العنصريين المتخلفين، وتعمّ معظم مدنها وقراها"، على حد تعبيره.
&
وقال: "نحن نعرف جيدا أن كردستان إيران مستعمرة من قبل هذا النظام الفاسد، ويعاني الأكراد فيها، أشد أنواع الظلم والاضطهاد، ويتم إعدام شباب الكرد على أعواد المشانق، وزجهم في السجون والمعتقلات والحكم عليهم بمحاكمات صورية لسنوات طويلة لكونهم ينادون بالحرية والديمقراطية".

ولفت إلى أن الكرد ليسوا وحدهم يعيشون تحت ظلم واستبداد ملالي إيران، بقوله: "آن الأوان لكل مكونات الشعب في إيران من الكرد والعرب والبلوش والأذريين، أن يكونوا صفًا واحدًا، ويداً واحدة ضد هذا النظام الفاسد لإسقاط هذا النظام العفن".
&
وأشار إلى وجوب تكاتف "القوى الخيرة والديمقراطية والثورية والوطنية كافة، للوقوف صفًا واحدًا، لإدانة هذه الأعمال الإجرامية المتخذة بحق الشعب الأعزل"، موضحاً أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني -سوريا أدان هذا العمل الإجرامي الحقير من قبل أحد الضباط، مطالباً بإقالته وزجه في السجن وإنزال أقصى العقوبات بحقه".
&
وكان المتظاهرون الأكراد أحرقوا الفندق الذي انتحرت فيه الفتاة، ودمروا آليات عسكرية وسيارات شرطة وهاجموا مقرات للقوات الإيرانية في مدينة مهاباد، ثم امتدت الاحتجاجات إلى الأحواز ومدن "كرمنشاه ومريوان وسنندج".
&
وأعلنت السلطات الإيرانية أن الحصيلة الرسمية للصدامات وصلت إلى 25 مصاباً، بينهم سبعة من العناصر الأمنية، بينما أعلن ناشطون إيرانيون أن الحصيلة وصلت إلى 50 مصابًا و30 معتقلاً من المحتجين.