زايد السريع: طالبت السعودية مجددًا السلطات الإيرانية تسليمها المتورطين في تفجيرات الخبر، والتي وقعت في العام 1996، حيث جاءت المطالبة هذه المرة على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد في العاصمة النمساوية فيينا مؤخرًا، بحسب ما كشفت صحيفة "عرب نيوز" الناطقة بالانكليزية.

وكان اجتماع فيينا قد شهد مشاركة 17 دولة من بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية، حيث بحث المجتمعون الحلول السياسية للنزاع الذي يمزق سوريا منذ، 2011، وقد مثلت غالبية الدول بوزراء خارجيتها باستثناء الصين التي أوفدت نائب وزير الخارجية، في حين مثل الأمم المتحدة مبعوثها الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا.

وقال الوزير الجبير في الاجتماع الذي حضره وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن السعودية دعت طهران عدة مرات لتسليم المتورطين في تفجيرات الخبر، لكنها لم تقم بهذا حتى اليوم، وقد جاءت المطالبة في الاجتماع الذي شارك فيه كل من العراق والأردن ومصر ولبنان والإمارات وعمان وتركيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين إلى جانب مشاركة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

ومنذ عام 1997 والسلطات السعودية تطلب من الجانب الإيراني تسليمها أربعة مطلوبين سعوديين، على خلفية تفجير أبراج الخبر الذي وقع في 25 يونيو (حزيران) 1996، حيث قام المطلوبون بالتخطيط لتنفيذ الانفجار عبر صهريج مفخخ استهدف مجمعًا سكنيًا كان يوجد فيه عسكريون أميركيون من أفراد سلاح الجو الأميركي، ونتج عن العملية مقتل 19 عسكريًا أميركيًا، وجرح 372 آخرين، كما أصيب العشرات من جنسيات متعددة، بالإضافة إلى انهيار جزئي للمبنى السكني.

وبالإضافة إلى لائحة الاتهام السعودية، التي تضمنت أربعة مطلوبين، وهم علي الحوري، وإبراهيم اليعقوب وعبد الكريم الناصر وأحمد المغسل، أصدرت المحكمة الفيدرالية الأميركية في يونيو عام 2001 لائحة اتهام إضافية ضمت 13 متهمًا سعوديًا، من ضمنهم المطلوبون الأربعة، بالإضافة الى لبناني واحد، متهمين بتورطهم في تنفيذ الانفجار وتشكيل تنظيم مسلح تابع لحزب الله الحجاز.

ويصنف مكتب التحقيقات الفيدرالي المطلوبين الأربعة ضمن لائحة أبرز المطلوبين للعدالة لتورطهم في هجمات ضد الولايات المتحدة، وهي في نفس القائمة التي تضم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وخليفته أيمن الظواهري، وهي لائحة صدرت بعد أحداث سبتمبر (أيلول) ضمت 22 مطلوبًا توعد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بملاحقتهم.

وتمكنت السعودية من القبض على عدد من المطلوبين على خلفية تفجير الخبر، اربعة منهم داخل السعودية وشخص اعتقل في كندا عام 1999 حيث جرى تسليمه بمعرفة السلطات الأميركية إلى السعودية، واثنان في لبنان وهما مصطفى القصاب&وأحمد المغسل،&&حيث تم في آب (أغسطس) الماضي القبض على المتهم احمد المغسل، وهو ما اعتبره مراقبون منجزًا أمنيًا نوعيًا، حيث يعتبر المغسل قائد الجناح العسكري لما كان يعرف بحزب الله الحجاز، وقد ظل متخفيًا بشكل يصعب معرفته أو تحديد هويته.

وقد دأبت السلطات الإيرانية على إنكار أي علاقة لها بحادثة تفجير الخبر، أو المتورطين في التفجير، ولم تتهم الرياض طهران رسميًا بالوقوف خلف هذا التفجير، إلا أن أميركا وجهت اتهامات رسمية لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، وذلك بالمسؤولية عن تجنيد المتهمين المتورطين والتخطيط للتفجير الذي استهدف مجمعًا سكنيًا لعسكريين أميركيين من أفراد سلاح الجو الأميركي، مما تسبب في مقتل 19 عسكريًا أميركيًا، وجرح 372 آخرين، كما أصيب العشرات من جنسيات متعددة.