يبدأ اليوم الجمعة اجتماع فيينا الذي سيشمل ما لا يقل عن 12 وزير خارجية من دول اقليمية وغربية، لبحث فرص ايجاد تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ اكثر من اربع سنوات في سوريا.

فيينا: يلتقي الاطراف الدبلوماسيون الرئيسيون في الملف السوري، وبينهم إيران والسعودية، أبرز قوتين متخاصمتين في المنطقة، للمرة الاولى&الجمعة في فيينا لبحث فرص ايجاد تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ اكثر من اربع سنوات في هذا البلد.

ولا يتوقع في المرحلة الراهنة التوصل الى أي اتفاق حاسم حول مستقبل نظام الرئيس بشار الأسد، لكن مجرد اجتماع أطراف لها مواقف شديدة التباين حول طاولة المفاوضات يعتبر بمثابة تقدم.

مشاركة إيران

وفي منعطف دبلوماسي لافت في الازمة السورية، تشارك إيران حليفة نظام دمشق في محادثات فيينا، ما يشكل مؤشرًا اضافيًا الى عودة طهران الى صفوف الاسرة الدولية بعد بضعة اشهر على توقيع اتفاق حول برنامجها النووي.

وبعد وصوله الخميس الى العاصمة النمساوية، التقى وزير الخارجية الاميركي جون كيري على حدة كلاً من نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والروسي سيرغي لافروف، اللذين يقدم بلداهما دعمًا ثابتًا للنظام السوري في النزاع الذي اوقع اكثر من 250 الف قتيل منذ 2011.

وقال كيري: "حان الوقت لمنح إيران مكانًا حول الطاولة"، مؤكدًا بذلك التحول في موقف الولايات المتحدة التي كانت حتى الان معارضة لهذه الفكرة. ورأى كيري أن مفاوضات فيينا هي "اكبر فرصة واعدة اتيحت لنا حتى الان. الفرصة التي تحمل اكبر قدر من الامكانات لايجاد افق سياسي"، ولو ان الولايات المتحدة لا تتوقع حلاً فوريًا.

وكان وزراء الخارجية الاميركي جون كيري&والروسي سيرغي لافروف&والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي اوغلو عقدوا جولة محادثات اولى الاسبوع الماضي في فيينا ابرزت امكانية اجراء محادثات بين ممثلي الدول ذات المواقف المتباينة حول الملف السوري، وقد التقى الوزراء الاربعة مجددًا مساء الخميس.

والاجتماع الذي يبدأ الساعة 9,30 (8,30 تغ) الجمعة سيشمل ما لا يقل عن 12 وزير خارجية من دول اقليمية وغربية مثل وزراء خارجية لبنان جبران باسيل ومصر سامح شكري وبريطانيا فيليب هاموند وفرنسا لوران فابيوس والمانيا فرانك فالتر شتاينماير ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني.

وكان لافروف الذي التقى كذلك الوزير الإيراني الخميس، اعلن في موسكو قبل مغادرته الى فيينا "تمكنّا في النهاية من جمع كل الاطراف دون استثناء حول طاولة واحدة، وهم&اللاعبون الرئيسيون (في الملف)، والاعضاء الدائمون في مجلس (الأمن) وإيران ومصر ودول الخليج والعراق".

ومن غير المطروح في الوقت الحاضر مشاركة الحكومة السورية او المعارضة في المحادثات.

عقدة الأسد

والعقدة الرئيسية في المفاوضات تتعلق بمستقبل نظام بشار الأسد. وأكد فابيوس هذا الاسبوع ان واشنطن وباريس وحلفاءهما الغربيين والعرب يريدون التفاوض حول "جدول زمني محدد" لرحيل الرئيس السوري.

وروسيا التي اطلقت في 30 ايلول/سبتمبر حملة قصف جوي في سوريا معلنة استهداف المجموعات "الارهابية"، تتهم بقصف الفصائل المعارضة للنظام من اجل تعزيز موقع الأسد، فيما تتمسك موسكو وطهران بمنح الرئيس السوري دورًا في مرحلة الانتقال السياسي في سوريا.

وشدد وزير الخارجية الإيراني قبل رحيله الى فيينا على مبدأي "عدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية" و"احترام سيادة البلد وحق الشعب السوري في تقرير مصيره"، بحسب ما نقلت عنه وكالة ايرنا الرسمية.

وقال كريم بيطار، مدير البحوث في معهد العلاقات الدولية الفرنسي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "موافقة السعوديين على حضور إيران مهمة بحد ذاتها. ولهذا يمكننا أن نتوقع أن هذا الاجتماع لن يعقد من اجل لا شيء".

واضاف أن "السؤال الآن هو معرفة إن كان الروس والإيرانيون سيقترحون فترة انتقالية طويلة جداً تمتد الى ما لا نهاية. هناك فرق كبير بين الحديث عن فترة ستة اشهر أو فترة سنتين".